مقالة خاصة: التقليد يعيق الابتكار الصيني

بكين 3 يونيو 2013 / من الصعب الاعتقاد بأن بطة عملاقة من المطاط قد تقول الكثير حول فشل الصين المستمر في الابتكار.

فقد ظل الصينيون يتابعون بشغف بطة عملاقة منتفخة بالهواء من تصميم الفنان الهولندي فلورنتجين هوفمان التي ابحرت الى هونج كونج في الثاني من مايو. ومن ثم دفع اهتمامهم الكبير بالبطة رواد الأعمال المحليين لتصنيع نسخ من البطة للترويج لأعمالهم.

وفي مدينة ووهان بوسط الصين، ظهرت بطة مطاطية مطابقة لبطة هوفمان في بحيرة للترويج لمشروع عقاري في يوم الطفل الدولي. ورفض متحدث باسم حديقة كونتري، صاحب المشروع، تحديد صاحب حق تصميم البطة، لكنه نفى انتهاك حقوق الملكية الفكرية.

ولكن هوفمان قال، في مقابلة أجرتها معه صحيفة ((وول ستريت جورنال) ) عبر الهاتف، إنه لم يعقد أى اتفاق مع المطور العقاري.

وفي مدينة هانغتشو بشرق الصين، استخدمت شركة عقارية اخرى بطة عملاقة من المطاط كأداة ترويج. وظهر عدد من البط المشابه في حديقة بمدينة تشونغتشينغ وأيضا في شانغهاي.

اوضحت هذه الحالة، الى اي مدى لا تحترم الشركات العاملة في الصين حقوق التصميم والنشر، وهذه ليست الحالة الأولى أو الأخيرة من هذا النوع.

الجديد بالذكر أن حقوق التصميم والنشر ليست قاصرة على المنتجات الأجنبية، فالكثير من رجال الأعمال يقلدون منتجات منافسيهم المحليين.

ان التكلفة المرتفعة للابتكار وكفاءة التقليد تجعل من الأسهل بالنسبة لرجال الأعمال تجاهل حماية حقوق التصميم. وعلى مدار ال35 الماضية، شهدت مجالات تصنيع كثيفة العمالة وهي أحد أعمدة الاقتصاد الصيني، حيث تنتج آلاف الصناعات الصغيرة منتجات رخيصة وبسيطة يسهل تقليدها ويصعب تنظيمها.

وقد تجاوزت التنمية الاقتصادية للصين تنمية تشريع حقوق النشر وتعليمها. فالكثير من الصينيين ليست لديهم دراية بوجود قوانين لحقوق النشر .

وقامت الحكومة ببعض المحاولات لتشديد موقفها بشأن انتهاك حقوق النشر في السنوات الاخيرة. وأطلقت حملات لاستئصال التزييف وتحقق تقدم فى سن تشريعات وانفاذ القانون في هذا الصدد.

لكن اذا ما رغبت الصين في ان تكون قاطرة تنمية قائمة على الابتكار وحماية مناسبة للحفاظ لحقوق النشر، يجب عليها العمل على زيادة الوعي العام.وسيكون التشريع والتعليم من اهم العناصر في هذا الجهد.

/مصدر: شينخوا/