التعاون بين الشركات الصغيرة والمتوسطة أسلوب جديد للنمو الاقتصادي الإقليمي

بكين 8 يوليو 2013 /أصبح تعاون الشركات الصغيرة والمتوسطة أسلوبا جديدا لحفز النمو الاقتصادي الإقليمي بين الصين ودول منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا، حسبما أشار رجال أعمال وخبراء ومسؤولون اقتصاديون هنا مؤخرا.

وتملك الدول بمنطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا ومعظمها دول عربية تملك موارد طبيعية غنية، كما تضرب العلاقات الثنائية بين الصين وهذه الدول بجذورها العميقة في قدم التاريخ، الأمر الذي يخلق بيئة جيدة وصالحة لتطوير العلاقات التجارية بين الجانبين.

أما الشركات الصغيرة والمتوسطة فظلت تلعب دورا هاما في خفض معدل البطالة وخلق المزيد من فرص العمل في المجتمع المحلي، وأعرب مسؤولون وخبراء من الدول العربية عن رغبة بلدانهم في إجراء المزيد من التعاون مع الشركات الصينية الصغيرة والمتوسطة والاستفادة من تجاربها وخبراتها في تنمية الموارد والبحوث التقنية وتدريب وتأهيل الموارد البشرية.

وقال فارس العنزي، مدير إدارة المشروعات الصغيرة ببرنامج إعادة الهيكلة بدولة الكويت، إن الكويت اهتمت بدعم تنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة خاصة في قطاع الطاقة الجديدة, وأعرب عن أمله في إيجاد المزيد من فرص التعاون مع الدول الأخرى لتعزيز التجارة الثنائية والإبداعات التقنية.

وسعت الكويت، وهى بلد غني بموارد النفط ومن الدول الرئيسية في إنتاج النفط في العالم، إلى إيجاد أنماط جديدة في تنمية الاقتصاد الوطني إلى جانب تصدير النفط.

وفي هذا الصدد، تمنى صلاح المزيدي، كبير المستشارين بمكتب مدير معهد البحوث العلمية الكويتي، أن تجري الشركات الكويتية المزيد من التعاون مع الشركات الصينية الصغيرة والمتوسطة وان تجذب منتجات ورؤوس الأموال الوفيرة إلى الكويت، كما دعا الشركات الصينية إلى تقديم المزيد من المساعدات في إجراء تدريبات مهنية للعمال المحليين وتكثيف قدرة البحوث العلمية.

وشجع المزيدي على توظيف المزيد من الأيدي العاملة في القطاعات الخاصة مما يحسن وضع التوظيف غير المتوازن في البلاد .

وفي فلسطين تعد الشركات الصغيرة والمتوسطة قوة قاعدية في التنمية الاقتصادية الفلسطينية، حيث احتلت الشركات الصغيرة والمتوسطة أكثر من 90 بالمائة من الوحدات الاقتصادية في المجتمع الفلسطيني، وقام 35 بالمائة منها بالتجارة الخارجية.

وأكد محمد آشتية، مدير المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والاعمار ، أن التعاون مع الشركات الصينية الصغيرة والمتوسطة يتماشى مع المصالح المشتركة بين الصين وفلسطين.

وفي الوقت نفسه، لاحظت الشركات الصينية وجود فرص تجارية كثيرة وقوة تنمية كامنة, وأقبلت على تطوير أعمالها في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا، كما ترغب هذه الدول ومعظمها دول عربية إلى إجراء المزيد من التعاون مع الصين خاصة في قطاعات الطاقة الجديدة والميكانيكا والكيماويات وغيرها.

وتملك الدول العربية وخاصة دول الخليج موارد وفيرة من النفط والطاقة الشمسية ومساحات شاسعة ورغبات شديدة في المزيد من التعاون التجاري مع الصين، الأمر الذي يحمل للشركات الصينية المتخصصة في مجال الطاقة المتجددة فرصا سانحة لتطوير الأسواق المحلية.

قال لي بنغ، مسؤول تجاري بمنطقة الشرق الأوسط لشركة ((تريناسولار))، وهي شركة رائدة في الصناعة الكهروضوئية بالصين والعالم، إن الشركة سعت في السنتين الماضيتين إلى توسيع نطاق شهرتها في أسواق الدول العربية بغربي آسيا ومنها الإمارات والأردن ، كما تخطط إلى تطوير أعمالها في شمالي أفريقيا في السنوات المقبلة ومن بينها المغرب وتونس والجزائر وغيرها .

وفي سياق الحديث عن فرض الاتحاد الأوروبي لرسوم ضد الإغراق على الشركات الصينية في قطاع الصناعة الكهروضوئية، كشف لي أن الأعمال التجارية للشركة في أنحاء العالم لم تتأثر بذلك بشكل كبير، وذلك بفضل انتشار أعمالها بشكل شامل ومنتظم في كافة أنحاء العالم وخاصة في مناطق أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وغيرها من الاقتصادات الناشئة.

ومع ذلك، مازال التعاون بين الشركات الصغيرة والمتوسطة يواجه مشاكل عديدة تتمثل في صعوبات التمويل ومشكلة العثور على شريك تجاري مناسب ونقص السيولة وضعف القدرة على مكافحة المخاطر والقدرة التنافسية في الأسواق الدولية.

كشف لي أن شركة ((تريناسولار)) مازالت تنقصها التجارب الناضجة في أسواق منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا، معربا عن أمله في أن تقدم حكومات هذه الدول سياسات تسهيلية وتفضيلية أكثر في استقطاب الاستثمارات الخارجية وحفز نمو أعمال الشركات الأجنبية في السوق المحلي.

هذا وقد بدأت بعض الدول العربية بالاهتمام باتخاذ سياسات تجارية أكثر تسهيلا وخلق بيئة استثمارية صالحة لجذب الشركات الصينية .

وذكر آشتية أن فلسطين مفتوحة أمام جميع المستثمرين، وترحب الحكومة باستثمارات الشركات الصغيرة والمتوسطة من الصين وستضمن سلامة أموالهم واستثماراتهم في فلسطين وتضع السياسات والإجراءات المعنية لمكافحة المخاطر الناتجة عن الأزمات السياسية المحتملة.

/مصدر: شينخوا/