الصين تمهد لإحياء طريق حرير بحري جديد

بكين 16 أكتوبر 2013 / تسلط الزيارات التي قام بها كبار قادة الصين إلى بلدان رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) تسلط الضوء على عزم البلاد على تعميق العلاقات والتمهيد لطريق حرير بحري.

ووصل رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ يوم 9 أكتوبر الجاري إلى بروناي لحضور اجتماعات زعماء دول شرق آسيا والقيام بزيارات رسمية إلى البلد المضيف وتايلاند وفيتنام.

وقام الرئيس الصيني شي جين بينغ في الفترة بين يومي 2 و 8 أكتوبر بزيارات دولة إلى إندونيسيا وماليزيا, وحضر اجتماع القادة الـ21 لمنتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا - المحيط الهادئ.

وقال لوه يونغ كون، باحث مساعد في قسم جنوب شرق آسيا في معهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة، ان الزيارات إلى دول الآسيان تدل على ان القيادة تعلق أهمية كبيرة على العلاقات بين الصين ودول الآسيان .

وحافظت الصين على علاقات تجارية وثيقة مع دول جنوب شرق آسيا منذ العصور القديمة. وتمتع الطريق البحري الواصل بين الصين والدول الأجنبية بأهمية مماثلة لما تمتع به طريق الحرير الذي كان يربط بين الشرق والغرب براً.

وقال شي جين بينغ في خطاب ألقاه خلال زيارته يوم 3 أكتوبر في إندونيسيا إن الصين والآسيان ستعززان التعاون البحري وبناء طريق الحرير البحري للقرن الـ21.

وتطرق لي كه تشيانغ إلى ذلك أيضا في اقتراحه المكون من سبع نقاط بشأن التعاون بين الصين والآسيان في بروناي يوم 9 من نفس الشهر.

وأشار لوه ان البناء المشترك لطريق الحرير البحري سيركز على توافق جديد، بما في ذلك المناقشة بشأن التوقيع على معاهدة لحسن الجوار والصداقة والتعاون وتعزيز التبادلات في مجال الأمن وإنشاء بنك آسيوي للاستثمار في البنية التحتية ووضع تنمية الاتصالات البحرية في قائمة الأولويات.

وأضاف أن "هذه التدابير هي محور التعاون والتنمية بين الصين ودول الآسيان "، مشيرا الى أن " الصين تأمل في أن ينتهز الجانبان الفرصة لتعميق التعاون بطريقة شاملة".

وقال لي كه تشيانغ في الاقتراح المكون من سبع نقاط: "يتعين على الجانبين إطلاق مفاوضات لرفع مستوى منطقة التجارة الحرة والسعي وراء زيادة حجم التجارة الثنائية إلى تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2020 وذلك بهدف السماح لدول الآسيان بالاستفادة أكثر من التكامل الإقليمي ونمو الاقتصاد الصيني".

وقال تشانغ جيو هوان، السفير الصيني السابق لدى تايلاند وسنغافورة ونيبال، إن " رفع مستوى منطقة التجارة الحرة يعتبر خطوة هامة أخرى بالنسبة للحكومة الصينية لتعزيز التعاون بين الصين والآسيان ".

وتعد منطقة التجارة الحرة بين الصين والآسيان ، التي دخلت حيز التشغيل في عام 2010، أكبر المناطق الحرة فيما بين البلدان النامية.

يذكر أن الصين أكبر شريك تجاري للآسيان التي تعتبر في المقابل ثالث أكبر شريك تجاري للصين.

ووفقا لما قال تشانغ, فإن حجم التجارة الثنائية بين الصين والآسيان نما من 78.2 مليار دولار أمريكي في عام 2003 إلى 400.1 مليار دولار أمريكي في عام 2012، وبلغ الحجم 210.56 مليار دولار أمريكي في النصف الأول من العام الحالي، بزيادة 12.2 بالمئة على أساس سنوي.

وأضاف تشانغ ان تطوير منطقة التجارة الحرة يعد حاجة لدى الجانبين، مشيرا إلى أن المنطقة تساعد على تحسين تجارة السلع والخدمات والتعاون في مجال الاستثمار من أجل توفير المزيد من التسهيلات والحرية.

وقال تشانغ: "سيخلق التعاون الشامل المزيد من الظروف المواتية لطريق الحرير البحري"، مضيفا أن " النمو الاقتصادي في الصين سيجلب المزيد من الفرص أيضا".

/مصدر: شينخوا/