تعليق: فلنطلق على هجوم تيآن آن من ما حدث بالفعل : انه عمل ارهابي

بكين 7 نوفمبر 2013 / بعد مرور ايام على وقوع الهجوم الارهابي في ميدان تيآن آن من والذي اسفر عن مقتل مدنيين اثنين واصابة 40 اخرين، ترفض الولايات المتحدة الاعتراف بانه هجوم ارهابي مما يظهر بوضوح معاييرها المزدوجة فيما يتعلق بالارهاب.

وبعد التساؤلات المتكررة في المؤتمرات الصحفية الاخيرة ورغم المعلومات المفصلة التى كشفت عنها الحكومة الصينية بشأن الهجوم، يقول المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ان الولايات المتحدة تواصل مراقبة الوضع عن كثب وتحديد حقيقة ما حدث على الارض.

وقد اشعل ثلاثة اشخاص ظهر يوم 28 اكتوبر، النار في البنزين داخل سيارة جيب بعد اصطدام السيارة في حشد من المواطنين. ومن بين القتلى سائحة فلبينية وسائح صيني. كما كان من بين الجرحى ثلاث سياح من الفلبين وسائح من اليابان. وعثر بالسيارة الجيب على بنزين وسكينتين وقضبان حديدية بالاضافة الى علم يحمل شعارات دينية متطرفة، بينما القي القبض على خمسة متهمين بالتآمر فى وقت لاحق واعترفوا بتنفيذ الهجوم، وتشير كل الدلائل على الحادث الذي تم التخطيط له بدقة انه عمل ارهابي منظم ومتعمد. ومن الصعب الاستنتاج ان الحادث، الذي استهدف مدنيين ابرياء، كان اي شيء غير كونه هجوما ارهابيا. وفي تباين شديد للاختيار المذهل لكلمات الخارجية الامريكية، ادان الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند الهجوم في غضون ثلاثة ايام. والمقلق اكثر هو ردود الافعال وسائل الاعلام الغربية البارزة والخبراء الذين لم يركزوا على وحشية الجريمة ولكن على "صرخة اليائس" الافتراضية وراء الهجوم، كما ارتأى استاذ امريكي على موقع شبكة سي ان ان. ومن الواضح ان حقيقة ان مرتكبي الحادث من منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الويغور، جعلت هؤلاء النقاد يمتنعون عن ادانة الحادث، الا انهم اتجهوا بقليل من التردد نحو قراءة متحيزة للحياة ومجريات الامور في شينجيانغ. من المؤكد انه من حق اي شخص الاختلاف مع الفهم الصيني السائد للتطور والتقدم في شينجيانغ،الا ان الفشل في الاعتراف بان هجوم تيآن آن من كان عملا ارهابيا فان ذلك امر مختلف تماما. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ان ربط الحادث بالقضايا العرقية والدينية او استخدامه كمبرر لانتقاد سياسات الصين المحلية وعدم ادانة الهجوم، يعد تسامحا مع الارهاب. تبرير الارهاب هو بمثابة دعوة لتشجيعه. الارهابيون لديهم دائما مشاعر اليأس والعداء، ولكن اذا كان هذا الاستياء يمكن قبوله كمبرر للاستخدام المتعمد للعنف ضد المدنيين، فان هذا المنطق يمكن تطبيقه على اي متطرف يستخدم العنف في اي مكان. واستنادا للمبادئ الاخلافية التى لا تقبل اية مبررات لذلك، فان الارهاب ليس له حدود كما يظهر ذلك التاريخ الحديث، سواء كانت فتاة صينية قتلت في تفجيرات ماراثون بوسطن او الام الفلبينية التى قتلت في بكين. وتجعل تلك العواقب المأساوية من مكافحة الارهاب التزاما دوليا. ويجب ان يبدأ نقاش جاد حول حادث تيآن آن من بأن نطلق عليه ما حدث بالفعل: انه عمل ارهابي.

/مصدر: شينخوا/