تعليق: 2013 العام الأكثر أهمية في تاريخ الدبلوماسية الصينية تجاه الدول المجاورة

تحتل الدبلوماسية الصينية تجاه الدول المجاورة منذ فترة طويلة مكانة مميزة،حيث كانت دائما من الأولويات الملحة على جدول أعمال الدبلوماسية الصينية، وتنعكس بشكل اكبر في عام 2013. وقد عقدت الصين في نهاية أكتوبر هذا العام منتدى الدبلوماسية الصينية تجاه الدول المجاورة، ويعتبر المنتدى الأول من نوعه منذ تأسيس الصين الجديدة قبل 64 عاما، كما كان أول مؤتمر الشؤون الخارجية الذى عقده اللجنة المركزية الجديدة للحزب الشيوعي الصيني،مما يدل على تركيز القيادة الصينية الجديدة على العمل الدبلوماسي في الدول المجاورة.

لقد حققت الدبلوماسية الصينية تجاه الدول المجاورة نتائج مثمرة على المستوى العملي في عام 2013.واحتلت زيارات الرفيعة المستوى للقادة الجدد في الصين للدول المجاورة مكانة بارزة. حيث اجري الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس مجلس الدولة لى كه تشيانغ ما مجموعه سبع زيارات فى هذا العام . وتركت زيارة شي بصمات في 14 بلدا فى جميع أنحاء أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا والقارات الأخرى، نصفها كانت للدول المجاورة للصين. كما زار رئيس مجلس الدولة لي تسعة بلدان، سبعة منها كانت من البلدان المجاورة للصين.

إلى جانب ذلك، قامت قيادات من الدول المجاورة بزيارات رفيعة المستوى مكثفة إلى الصين أيضا. مما ساعد على ترقية العلاقات الثنائية بين الصين والكثير الدول المجاورة. كما أنشأت الصين علاقات شراكة إستراتيجية مع تركمانستان وطاجيكستان وقيرغيزستان ورفعت العلاقة مع اندونيسيا وماليزيا إلى الشراكة الإستراتيجية الشاملة.

أصبح الترابط والتوافق في البنية التحتية والتعاون المفتوح على أساسها نقطة مضيئة في الدبلوماسية الصينية تجاه الدول المجاورة.واقترحت الصين بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وبناء طريق الحرير البحري للقرن الـ21، وبنك الاستثمار الآسيوي للبني التحتية وغيرها من الأفكار الهامة الأخرى للتعاون،والعمل بنشاط لتعزيز تنفيذ الأفكار ذات الصلة. و يبرز مقترح "المصير المشترك للصين- آسيان" الإخلاص الصيني. كما أن تعزز الممر الاقتصادي بين بنغلاديش والصين والهند وميانمار BCIM، وبناء الممر الاقتصادي بين الصين والهند يحقق المزيد من الفوائد إلى البلدان المجاورة.

الصين تتعامل مع النزاعات الإقليمية بقوة أيضا، وذلك من أجل تعزيز بناء بيئة محيطة متناغمة ومستقرة. فقد شهدت البيئة المحيطة بالصين عدم اليقين بشكل ملحوظ مع زيادة تنفيذ الولايات المتحدة لإستراتيجية إعادة التوازن في آسيا والمحيط الهادئ في السنوات الأخيرة، وبدأت النزاعات الإقليمية تسخن بشكل كبير، وأصبحت واحدة من التحديات الرئيسية التي تواجه التنمية في الصين. وفي عام 2013، عززت الصين " السيطرة الفعلية" على جزر دياويو، وفي نفس الوقت ضمان أن لا يخرج النزاع مع اليابان عن نطاق السيطرة. من جهة، لقيت مفاوضات حسن النية بين الصين و فيتنام وبروناي ودول أخرى بشأن قضية منطقة بحر الصين الجنوبي الثناء من دول آسيان.ومن جهة أخرى، تعارض الصين بشدة التحدي الفلبيني للسيادة الصينية للمنطقة، وتكافح مؤامرات الفلبين على اغتصاب الشعاب المرجانية.والصين والهند تسيطر فعليا لقضية الحدود.

ومن جانب أخر من النظرية الدبلوماسية في عام 2013، ظلت الصين تحافظ على الدبلوماسية تجاه الدول المجاورة على أساس لاستقرار، خطوة في تقدم نظرية الدبلوماسية اتجاه الدول المجاورة، وجعل خطط الدبلوماسية تجاه الدول المجاورة أكثر وضوحا.

أولا، الهدف الاستراتيجي للدبلوماسية الصينية تجاه الدول المجاورة واضح.حيث تركز على تحقيق الأهداف المطروحة فى تقرير المؤتمر الوطني الـ 18 للحزب الشيوعي الصيني وتحقيق النهوض العظيم للأمة الصينية وغيرها من مفاهيم رفيعة المستوى فيما يخص مصير الأمة، وتوطيد وتعميق التنسيق وحسن الجوار والتعاون المتبادل المنفعة. والتشديد على مبدأ الحفاظ على فترة من الفرص الاستراتيجية للتنمية الوطنية والمصالح الثلاث الأساسية وهى السيادة والأمن والتنمية.والعمل الواضح في المجالات الأربعة، السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية.

ثانيا، العقيدة الأساسية للدبلوماسية تجاه الدول المجاورة هي التعامل معهم كأصدقاء وشركاء بما يجعلهم يشعرون بالأمان ومساعدتهم في التنمية.كما اقترح شي لأول مرة مفهوم " الصداقة، الإخلاص، المنفعة المتبادلة، التسامح "، والاستفادة بشكل أفضل من أهداف تقرير المؤتمر الوطني الـ 18 للحزب الشيوعي الصيني لتعزيز التنمية في الدول المجاورة للصين .

أخيرا، تقديم إرشادات بشأن تخطيط الدبلوماسية الصينية تجاه الدول المجاورة. حيث أن الدبلوماسية الصينية تجاه الدول المجاورة تعمق نمط المنفعة المتبادلة والفوز المشترك،وتعزز التعاون الأمني الإقليمي،بالإضافة إلى تعزيز وتوسيع المنصة الاجتماعية ورأي العام لتنمية طويلة الأجل للعلاقات بين الصين مع الدول المجاورة.

ومستقبلا،سوف تكون الصين أكثر حماسا لتعزيز الدبلوماسية تجاه الدول المجاورة من أجل خلق بيئة محيطة جيدة لتعزيز التطور.وسترسخ جذور"المصير المشترك "في البلدان المجاورة.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/