الصين تبذل جهودا مضنية مستمرة لدفع المحادثات النووية الايرانية

بكين 24 فبراير 2014 / أحرزت الجولة الأخيرة للمحادثات النووية الايرانية التي انتهت الأسبوع الماضي في فيينا تقدما جديدا، حيث اتفقت ايران ومجموعة 5+1 على جدول أعمال واطار للعمل حول الاتفاقية الشاملة بشأن الملف النووي الايراني، ما يعتبر تقدما جديدا جنته الصين بفضل جهودها الدبلوماسية المضنية الخاصة بهذه المحادثات.

ويعتقد الجانب الصيني ان المحادثات النووية الايرانية قد دخلت الاتجاه المنشود حيث أشادت وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة الماضي بأحدث نتيجة للمحادثات واصفة إياها بالإيجابية والبناءة، وأنها ستكون بداية طيبة للتفاوض بهدف التوصل الى اتفاق شامل.

ومن المعلوم ان الصين بذلت منذ بداية المحادثات النووية الايرانية قصارى جهدها كعضو بمجموعة 5+1 التي تضم )الصين وبريطانيا وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة زائد ألمانيا،( لاسيما وان القيادة الصينية تهتم بهذه القضية اهتماما كبيرا، اذ عبر الرئيس الصيني شي جين بينغ في مناسبات مختلفة عن اهتمامه بالمحادثات النووية الايرانية، كما قام بتنسيقات فعالة لتعزيز عملية المحادثات.

وحققت الصين بجهودها البالغة مع الأطراف الأخرى نتائج ايجابية متواصلة. ففي نوفمبر الماضي، توصلت ايران ومجموعة 5+1 في جنيف الى اتفاقية مؤقتة تاريخية، حيث علقت ايران بعض الانشطة النووية المثيرة للجدل في مقابل تخفيف جزئي للعقوبات المفروضة عليها.

تجدر الإشارة الى ان الرئيس شي جدد الموقف الصيني تجاه البرنامج النووي الايراني في اتصال هاتفي أجراه مع نظيره الايراني حسن روحاني عشية المشاورات المقامة في نوفمبر الماضي وحث ايران على اغتنام الفرصة لتحقيق أفضل نتيجة للتفاوض.

أما في الجولة الأخيرة من المحادثات، فقد طرحت الصين خمسة مبادئ تضم التمسك بعملية الحوار بين مجموعة 5+1 وايران والسعي الى تحقيق حل شامل وعادل وطويل الأجل اتباعا لمبدأ خطوة بخطوة والعملية التبادلية وتهيئة مناخ ملائم لإجراء الحوار ومتابعة منهج شامل يعالج كلا من الأعراض والأسباب الجذرية للقضية.

وتعكس هذه المبادئ، التي لقيت إقبالا من كافة الأطراف المعنية وساعدت على تقريب خلافاتها ، استمرارية الموقف الصيني واهتمامه المطرد بالملف النووي الايراني ، والذي طرحته على أساس استخلاص تجارب التفاوض بين ايران ومجموعة 5+1.

ويلاحظ ان السحب الكثيفة التي كانت تخيم على الأزمة النووية الايرانية قد بدأت بالتلاشي ، فيما يتسع طريق المحادثات تدريجيا خاصة وان جولة فيينا من المحادثات أرست أساسا جيدا للتفاوض بشأن اتفاق شامل.

وعلى ضوء هذا، ستواصل الصين بذل جهودها، كما ستلعب دورا بناء أكبر في عملية تعزيز المحادثات كون الأطراف المعنية تحرص بشكل أكبر على استماع آراء الصين.

وعلى الرغم من ان مشاكل معقدة وتحديات أكبر ستظهر عندما تتناول المحادثات تفاصيل حساسة وجوهرية في المرحلة المقبلة، إلا ان الحوار قد دخل مساره الصحيح، فلو أظهرت كافة الأطراف جدية أكبر واستعدادات كافية وعملت على زيادة الشجاعة السياسية والصبر والمرونة، فلا شك ان المحادثات ستحقق تقدما أكبر.

/مصدر: شينخوا/