تعليق: منع سباق التسلح في الفضاء الخارجي

نشر مختبر تشيان شوي سان التكنولوجي ومركز معلومات الفضاء الصيني تقريرا مشتركا لأول مرة حول " تقييم حالة الفضاء الخارجي" يوم 17 ابريل الجاري، يبين فيه أن استخدام السلمي للفضاء الخارجي والاستخدام العسكري سوف تدخل فترة غير مسبوقة خلال السنوات الـ 10 المقبلة. وقد برزت أصوات مهمة تدعو إلى إبرام معاهدة جديدة لمنع سباق التسلح في الفضاء الخارجي أو وضع مدونة قواعد سلوك دولية لأنشطة الفضاء الخارجي.

القدرات والتفوق الأمريكي في مجال الفضاء الخارجي بات بمثابة حجر الأساسي وحجر الزاوية في سعيها للحفاظ على مكانتها كقوة عظمى. وتشكل الممتلكات الفضائية الأمريكية 46% من ممتلكات العالم، كما أنشأت أمريكا اكبر نظام الأقمار الصناعية ومرافق المحطة الأرضية في العالم، وطورت في نفس الوقت قدراتها في نظام التحذير المبكر، رصد النقاط الساخنة والاتصالات في الوقت الفوري، موجهة بدقة، وضرب سريعة وقوية، مما مكنها من اللعب دور البديل في حرب الخليج وحرب كوسوفو والحرب في العراق، وأفغانستان وفي صراعات إقليمية أخرى.

كما أن اعتماد أمريكا العميق على أنظمة الأقمار الصناعية حول نظام الدفاع الاستراتيجي الأمريكي إلى حلقة هشة وضعيفة نسبيا، وأصبحت " قواعد" الأنشطة الوطنية ذات الصلة بالفضاء الخارجي هدف السياسة الأمريكية. ومن ناحية أخرى، تسعى أمريكا لفتح قنوات للحوار الثنائي مع دول أجنبية ناشئة حول الفضاء الخارجي بنية ملاحظة وضعها الإستراتيجي ومستوى التطور التكنولوجي الفضائي، وتشترط على الدول الالتزام بالحفاظ على النظام القائم في الفضاء الخارجي من اجل التعاون معها.

لقد فاز مشروع معاهدة لمنع سباق التسلح في الفضاء الخارجي الذي طرحته الصين وروسيا وغيرها من البلدان الأخرى في إطار مؤتمر نزع السلاح في جنيف بدعم من الرأي العام الدولي. وأصبح منع تسليح الفضاء الخارجي وسباق التسلح في الفضاء الخارجي حاليا احد الجوانب المهمة لتعزيز التعاون الإستراتيجية الأمنية الدولية في العديد من البلدان.

إن استخدام البشر للفضاء الخارجي مورد لا غنى عنه. وتطوير واستخدام الفضاء الخارجي ليس من اجل مصلحة البشرية في الوقت الحاضر فقط، وإنما في المستقبل أيضا.ولجميع دول العالم الحق المتساوي في الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي، وفي نفس الوقت، فإن الحفاظ على أمن الفضاء الخارجي مسؤولية مشتركة.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/