تعليق: مانيلا ستتحمل عواقف الاستفزاز المتعمد

بكين 14 مايو 2014 / في خطوة طائشة قوضت بشكل أكبر السلام في بحر الصين الجنوبي، اقدمت مانيلا على مؤامرة متعمدة لاستفزاز بكين بنية انتهاك السيادة الصينية. اعتقلت الشرطة الفلبينية الاسبوع الماضي 11 صيادا صينيا وقاربهم بالقرب من منطقة هاف مون ببحر الصين الجنوبي بتهمة الصيد الجائر لسلاحف بحرية.

ولكن بغض النظر عن صحة تلك المزاعم من عدمها، فمانيلا كانت مخطئة منذ البداية لان الصين لديها حقوق سيادية غير قابلة للجدل على جزر نانشا والمياه المتاخمة لها، بما فيها منطقة هاف مون حيث وقع الحادث. ومن ثم فإن اي اجراء تتخذه الفلبين ضد الصيادين الصينيين غير قانوني وباطل وسيعد انتهاكا واضحا للسيادة الصينية. وتوقيت الحادث خدعة، لانه وقع بعد فترة ليست بطويلة من زيارة الرئيس الامريكي باراك اوباما الأخيرة إلى مانيلا والتي أكد فيها الجانبان على تحالفهما العسكري.

كما جاءت تلك الاسفتزازات قبل ايام من القمة السنوية لرابطة دول جنوب شرق اسيا، والتي تجرأت فيها الفلبين مع فيتنام على بدء محاولة فاشلة لاثارة الكتلة الاقليمية ضد بكين بسبب مزاعم بشأن الأراضي. وتعيد جماعة مانيلا - هانوي للاذهان ذكرى شرب وفد بحري فلبيني للبيرة ولعب كرة الطائرة مع بحارة فيتناميين في بحر الصين الجنوبي في شهر إبريل، وهو ما اعتبرته وسائل الاعلام على نطاق واسع بأنه شراكة ناشئة بين البلدين وسط النزاع المتنامي مع بكين بسبب الخلافات على المياه. بيد أن هذا النوع من المشروعات العدائية مبني على ارضية مهتزة ومحكوم عليه بالفشل. واوضحت الصين، التي اكدت مرارا دعوتها للتسوية السلمية للنزاع والتنمية المشتركة للموارد، ثقتها وقدرتها على مواجهة التحديات المتعلقة بسيادتها الاقليمية وسلامة اراضيها. ويجب على كافة الاطراف أن تنتبه الى ان تجاهل اصرار الصين على الدفاع عن اراضيها سينتج عنه عواقب خطيرة للغاية على دول بعينها أن تتحملها.

وعلى صعيد متصل، فإن تمنيات تحقيق السلام الاقليمي والاستقرار مسؤوليات مشتركة تقع على عاتق الصين ومعظم الاعضاء في الاسيان. ويجب على الولايات المتحدة التي تعزز التحالف العسكري مع مانيلا وتمثل ركيزة كبيرة في تحقيق الاستقرار بالمنطقة، أن تفي بوعودها بترك الدول المعنية تسوي خلافاتها عبر المحادثات الثنائية. وبدلا من أن تفسد تحالفها الوليد الذى يعانى من شكوك متزايدة وتعكر المياه، يجب على واشنطن ان تبقي مانيلا داخل الحدود والا تحاول اثارة التوترات بدعمها في النزاع الاقليمي. وعلى كل حال، فإن خروج النزاع في بحر الصين الجنوبي عن السيطرة لن يكون في مصلحة واشنطن.

/مصدر: شينخوا/