تعليق: الصراعات العشرة الأكثر تأثيرا في الأمن الدولي عام 2014(الجزء الثاني) (5)

أفغانستان... العديد من المتغيرات في إعادة اعمار البلاد

نظرا للعلاقة بين السيادة الأفغانية والتواجد الأمريكي في أفغانستان خلال العقد المقبل، استمر الجدل حول الاتفاقية الأمنية الثنائية بين أفغانستان وأمريكا أكثر من العام، ولم يتم المصادقة عليها إلا قبل فترة وجيزة من اجتماع اللويا جيرغا. إلا أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي طرح مطالب جديدة وتم تأجيل التوقيع على الاتفاقية. ويرجع تأني كرزاي في توقيع الاتفاقية إلى تهديد أمريكا بسحب جميع قواتها من أفغانستان وقطع المساعدات . من الناحية، يريد كرزاي قرار أمريكي بعدم التخلي عن أفغانستان، والرهان من اجل الحصول على المزيد من الحقوق. ومن الناحية الأخرى، السعي للتخلص من تحمل عار التوقيع على اتفاقية الخيانة. إن احتمالات الاتفاق النهائي بين أمريكا وأفغانستان كبيرة، لكن سرعة تنفيذ خطة الانسحاب النهائية سوف يؤدي إلى عدم الاستقرار في أفغانستان مستقبلا.

الانتخابات الرئاسية الأفغانية المقرر عقدها في 5 أبريل 2014، تخبئ مفاجأة كثيرة في ظل الوضع الراهن، حيث هناك عوامل عديدة غير معروفة منها إمكانية عقد الانتخابات العامة وفقا للجدول الزمني، احتمال ان تؤدي الانتخابات إلى اضطرابات، ومن سوف يفوز في نهاية المطاف. كما ينبغي على الغالبية العظمى من الشعب الاعتراف بنتائج الانتخابات، خلاف ذلك، من المحتمل أن تندلع اضطرابات مدنية في أفغانستان.

بعد انسحاب القوات الأمريكية تبدأ الشرطة الوطنية الأفغانية تحمل المسؤوليات الأمنية تدريجيا بشكل مستقل، وسيتم اختبار قدرته. وطالبان الأفغانية لم تعد قوية مثل ما كانت، وإمكانية العودة اقل. ومع ذلك، لا ينبغي الاستهانة بإعادة بناء البلاد لما لحقها من دمار. والمعتدلون في طالبان الأفغانية سوف يكون لديهم مساحة سياسية اكبر بعد الانسحاب،ومحادثات السلام هو الخيار الأكثر واقعية. و المتشددون في انتظار انسحاب القوات الأمريكية لتترك ورائها الفراغ الأمني. وتأخير بدء محادثات السلام بين الحكومة الأفغانية و حركة طالبان حال دون تحقيق السلام والاستقرار المحلي الدائم.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/