جزيرة هاينان تطمح لأن تصبح "سيليكون فالي" الصين دون أن تنسى استثمار إمكاناتها السياحية

هاينان/ 25 ماي 2013/ ومع/ بمناسبة الذكرى ال25 لتأسيس مقاطعة هاينان "الجوهرة الخضراء"، تطمح الجزيرة الخلابة إلى أن تصبح "سيليكون فالي" الصين من خلال مشاريع كبيرة تهم قطاع الإلكترونيات بالخصوص، وذلك دون أن تهمل ما تزخر به من إمكانيات هائلة في المجال السياحي.

وهكذا تسعى المقاطعة إلى تشييد منطقة صناعية بمدينة هايكو، تركز بالأساس على قطاع الإلكترونيات والأنترنت، وتتسع لـ260 شركة على مساحة 100 ألف كلم مربع. وتمنح المنطقة قروضا وتجهيزات أساسية وإعفاءات ضريبية، للمستثمرين الوطنيين والأجانب، مع منصة خاصة بالخريجين لتنفيذ مشاريعهم.

وتسعى هذه المنطقة، التي انطلقت بها الأشغال في 2009 على أن تنتهي في 2015، بالأساس إلى تطوير الخدمات الإلكترونية، على أن تضم استثمارات أمريكية وهندية ويابانية وغيرها.

وقد تمكن الصحافيون الأجانب الذين زاروا المقاطعة في إطار فعاليات "هاينان في عيون المراسلين الأجانب" التي نظمتها شبكة الشعب ولجنة هاينان للحزب الشيوعي الصيني ولجنة التنمية السياحية بالمقاطعة، من الاطلاع على ما تزخر به الجزيرة من إمكانات هائلة في المجال السياحي والبنية التحتية.

ومن بين هذه المؤهلات قرية دينغ آن، التي تقع بين هايكو وبوآو، ولا يتعدى ساكنوها 1300 نسمة، يعتمدون في معيشتهم على الفلاحة.
وبإمكان القرية أن تشكل وجهة ممتازة لمن يفضل السياحة الريفية وذلك بفضل السكينة التي تخيم عليها وهدوء المكان وبساطة الحياة ونقاء الهواء. ويجتمع سكان القرية بعد كل يوم من العمل تحت شجرة يسمونها "شجرة الحب"، وهي عبارة عن مجموعة كبيرة من الفروع والأغصان المتشابكة ترمز للتآلف والحميمية منذ تسعة قرون، هي عمر الشجرتين الأصليتين.
ويوجد بالقرية إله يدعى "ملك الأرض" يتقرب إليه السكان بحرق البخور وإشعال الشموع، كي يساعدهم في القيام بأعمالهم الزراعية وحمايتها.

وتتميز القرية بمنتوجاتها الفلاحية العضوية الخالية من المواد الكيميائية وببحيراتها المليئة ب"أسماك القبلة"، التي يقصدها الزوار من كل الأنحاء قصد تنشيط دورتهم الدموية وتنظيف أقدامهم من الفطريات والجلد الميت، بواسطة أسنان الأسماك الدقيقة، وقضاء ساعات من الاسترخاء تحت أشجار ظليلة، بعيدا عن تلوث وضوضاء المدن.
وتزخر المنطقة بمؤهلات ثقافية وتاريخية يمكن استثمارها إلى جانب الشمس والبحر لجلب السياح الأجانب وجعل هاينان منافسا كبيرا لمناطق سياحية أخرى قريبة من الأسواق السياحية الأوربية بالخصوص.
واكتسبت مدينة بوآو على الساحل الشرقي لجزيرة هاينان، شهرة عالمية بفضل "منتدى بوآو الآسيوي".
وتضم المقاطعة جزيرة فينيكس، وهي جزيرة اصطناعية بمدينة سانيا ويربطها بالمناطق الحضرية جسر طوله 394 مترا، إضافة إلى منطقة التسوق الرئيسية الشهيرة بالمدينة.

وقد تم تجهيز الجزيرة بمختلف وسائل الترفيه البحرية والرياضات المائية ومنشآت التخييم في كل المواسم. وبها ميناء قادر على استقبال سفن سياحية من 100 ألف طن، و600 ألف زائر من جميع أنحاء العالم سنويا. كما أن هناك خططا جديدة لبناء ميناء أكبر قادر على استقبال كبريات البواخر العالمية.

ومن التجهيزات الهامة في بوآو هناك الملهى الترفيهي المسمى "قصة البحر" المقام على الشاطئ، وهو عبارة عن قوارب صيد قديمة مزينة بأدوات تقليدية كان يستخدمها صيادو قومية لي المحلية، تستخدم كمقاهي ومطاعم لتقديم خدمات للسياح.
ومن بين النجاحات التي يحق لهاينان أن تفخر بها مجموعة هاينان للطيران، التي قال رئيس إدارتها تشن فانغ، في لقاء مع المراسلين الأجانب بمدينة هايكو بمناسبة الذكرى ال20 لتأسيس المجموعة، إنها شكلت قاطرة لتنمية المقاطعة ككل.
وقال تشن إن الفضل في نجاح المجموعة يعود إلى سياسة الانفتاح والإصلاح التي نهجتها الصين وتطوير أساليب التدبير التي أبدعتها المقاطعة بصفتها المنطقة الاقتصادية الكبيرة والخاصة في الصين.

وقد تحولت مجموعة هاينان للطيران من شركة طيران محلية إلى مجموعة دولية تشمل قطاعات الطيران والبناء والمالية والسياحة وشحن السلع. وارتفعت عائداتها من 117 مليون يوان في 1993 إلى 127.7 مليار يوان عام 2012، وازداد حجم ممتلكاتها من 1.24 مليار يوان إلى 360 مليار يوان، بزيادة 38% سنويا، كما بلغ معدل النمو 40% سنويا، وناهز عدد عامليها 100 ألف شخص.
وقد وصلت الخطوط الدولية التابعة للمجموعة إلى قارات العالم باستثناء أمريكا اللاتينية.
وقد قامت الشركة مؤخرا بإلغاء رحلاتها إلى منطقة الشرق الأوسط، وهو الأمر برره تشن فانغ بالتحديات الأمنية التي تواجهها المنطقة بسبب الاضطرابات في أكثر من بلد عربي، مضيفا أن الشرق الأوسط يمكن أن يكون وجهة سياحية مفضلة للصينيين عندما يستعيد استقراره.

ويقول بعض الصحافيين الذين سبق لهم أن زاروا المنطقة أن هاينان، التي تتميز بطيبة سكانها وحرارة استقبالهم للأجنبي وكرم ضيافتهم، تغيرت كثيرا نحو الأفضل والأجمل مع مرور الزمان، ويمكنها أن تتطور أكثر وتنافس الوجهات السياحية العريقة بالمنطقة، وهي تسير في الطريق الصحيح بفضل ما تخطط له من مشاريع وتجهيزات مستقبلية.

د/ م ف/

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/