بكين 4 يونيو 2014 / دعا نائب وزير الخارجية تشانغ مينغ إلى تعزيز الاتصال والتنسيق بين الصين والدول العربية وانتهاز فرصة التعاون لبناء "الحزام الاقتصادي " و"طريق الحرير البحري الجديد" لإضفاء حيوية جديدة للعلاقات الصينية-العربية في السنوات العشر المقبلة.
أدلى تشانغ بهذه التصريحات في الندوة الخاصة بالتعاون بين الصين والدول العربية لبناء "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" و"طريق الحرير البحري للقرن الـ21" التي أقيمت مؤخرا في العاصمة الصينية بكين.
قال تشانغ إن بناء "الحزام مع الطريق" خطوة استراتيجية هامة تتخذها الصين من أجل تعميق الإصلاح على نحو شامل وتعزيز الانفتاح نحو المناطق الواقعة غربها، ويهدف إلى تحقيق التنمية المشتركة والازدهار المشترك من خلال تناسق السياسات وترابط الطرق وتواصل الأعمال وتداول العملات وتفاهم العقليات.
وأضاف تشانغ أن طريق الحرير القديم قاسم مشترك بين الجانب الصيني والعربي منذ قديم الزمان. فالدول العربية التي تقع في منطقة التلاقي الغربية لـ"الحزام" و"الطريق" شريك طبيعي ومهم للصين في بناء "الحزام مع الطريق".
وأشار إلى أنه يجب أولا أن يحرص التعاون بين الصين والدول العربية لبناء "الحزام مع الطريق" على التنمية المتسمة بالمنفعة المتبادلة والكسب المشترك، بما يوثق الترابط الاقتصادي بين الجانبين الصيني والعربي.
في السنوات العشر الماضية، حقق التعاون الصيني-العربي طفرة كبيرة، مما أرسى أسسا متينة للتعاون في بناء "الحزام مع الطريق". وقد أصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري للدول العربية وأكبر شريك تجاري لتسع دول عربية، بينما أصبحت الدول العربية أكبر مزود للنفط وسابع أكبر شريك تجاري للصين، وسوقا مهمة للمقاولات الهندسية والاستثمارات الصينية.
وقال تشانغ: "سيساهم التعاون بين الصين والدول العربية لبناء "الحزام مع الطريق" في تحقيق تكامل مزايا الجانبين في رأس المال والتقنيات والموارد والأسواق وتحسين توزيعها لمواجهة المشاكل المستعصية العالمية في النمو والحوكمة سويا".
على صعيد التعاون في مجال الطاقة، سيبلغ الطلب الصيني على النفط الخام 740 مليون طن في عام 2020، و540 مليون طن منها من الواردات. وسيساهم استمرار تعزيز التعاون الاستراتيجي في مجال الطاقة بين الصين والدول العربية باعتبارهما أكبر مصدر وأكبر سوق لاستهلاك النفط الخام لبعضهما البعض، سيساهم في ضمان أمن إنتاج الطاقة واستهلاكها ، والحفاظ على استقرار سوق الطاقة الدولية.
وعلى صعيد التعاون في مجال البنية التحتية، تشكل قيمة مشاريع البنية التحتية في الدول العربية ما يقارب خمس القيمة للعالم. ولدى الصين القدرة التنافسية القوية على الساحة الدولية من حيث التقنيات وقدرة البناء والتشغيل في مجالات عديدة مثل النقل عبر سكك الحديد والكهرباء والاتصالات والموانئ والمعلومات الإلكترونية والطاقة النووية للاستخدام المدني.
قال تشانغ إن التعاون بين الجانبين سيساعد الجانب العربي على إنجاز مشاريع البنية التحتية العالية الجودة ورفع مستواها التقني، وسيساعد الجانب الصيني على الاستعداد للعمل مع الدول العربية على تحويل هذه المزايا الكامنة إلى قوة دافعة للنمو الاقتصادي في الصين والدول العربية.
وأشار تشانغ إلى أنه ثانيا يجب أن يلتزم التعاون بين الصين والدول العربية لبناء "الحزام مع الطريق" دائما بمبدأ "التباحث والتضامن والتقاسم".
يذكر أن "التباحث" يعني الاستفادة الكاملة من الآليات وتعزيز التواصل، بما يحقق الالتحام التام للخطط التنموية للجانبين، و"التضامن" يعني بذل جهود مشتركة والتوظيف الوافي للمزايا والإمكانيات للجانبين، و"التقاسم" يعني العودة بالمنافع على الشعب الصيني والشعوب العربية، والعمل على خلق مجتمع صيني عربي ذي مصلحة مشتركة ومصير مشترك.
وقال تشانغ إنه يجب ثالثا أن يحقق التعاون بين الصين والدول العربية لبناء "الحزام مع الطريق" التوازن بين مجالي الطاقة وغير الطاقة وبين المجالين الاقتصادي والثقافي.
دعا تشانغ إلى تفعيل التعاون في مجال النفط والغاز عمليا باعتباره المحور الرئيسي، وعلاقة ناضجة ومستقرة للتعاون العملي بين الجانبين الصيني والعربي، ومنبرا مهما لدفع التعاون الصيني-العربي في بناء "الحزام مع الطريق"، مضيفا "في المرحلة القادمة يجب علينا أن تعميم المفهوم الجديد لسلامة التعاون في مجال الطاقة، أي تعزيز التعاون في المجرى الأعلى والمتوسط والأسفل ، بما يعزز المصالح المشتركة ودفع التفاعل المنتظم بين إنتاج واستهلاك النفط والغاز، بما يحقق السلامة المستدامة والإسراع بتعديل قطاع الطاقة والهيكلة الاقتصادية، بما يدفع الالتحام بين خطط التنمية والتعاون مع طرف ثالث لممرات نقل الطاقة، بما يضمن انسياب حركة النقل."
وقال تشانغ إنه يجب العمل على تحقيق اختراقات جديدة للتعاون العملي في كافة المجالات، بما يوسع ويرتقي بالتعاون الصيني-العربي لبناء "الحزام مع الطريق" وتحريك عجلة البنية التحتية وتسهيل التجارة الاستثمار وتسريع انتقال الموارد بين الجانبين الصيني والعربي وتحسين توزيعها من خلال مشاريع تنموية كبيرة ومشاريع معيشية نموذجية وبناء مناطق للتجارة الحرة, وتشغيل المحركات الثلاث في مجالات التكنولوجيا الفائقة والحديثة أي الطاقة النووية والفضاء والأقمار الاصطناعية والطاقة الجديدة، والارتقاء بالتعاون إلى مستوى جديد، وتوسيع السوق الراقية، وإيجاد مجالات جديدة للتعاون العملي، بما يرفع جودة العلاقات الصينية-العربية.
وأضاف تشانغ أنه يجب خلق علامات شعبية وثقافية وتحقيق تفاهم العقليات، حيث إن التواصل الإنساني والثقافي يغذي العلاقات بهدوء، وهو جسر مهم لتعزيز التعارف والتفاهم بين الجانبين الصيني والعربي.
يذكر أنه في السنوات العشر الماضية، ازداد عدد الطلاب العرب الوافدين في الصين بنسبة 30.5 بالمائة سنويا، وازداد عدد الأفراد المتنقلين بين الجانبين من 130 ألف شخص إلى 830 ألف شخص، وتمت إقامة فعاليات متنوعة مثل مهرجانات الفنون وأعوام الثقافة.
واقترح تشانغ وجوب مواصلة تعزيز البحوث الإنسانية والثقافية ورحلات الثقافة ذات الخصائص الصينية والعربية على طريق الحرير، وتعزيز التواصل الثقافي في مجالات الترجمة والنشر والسينما وغيرها ، بما يسرع ويعزز التبادل الثقافي والتعليمي والبشري على طريق الحرير الحديث، ويرسخ علامة "الحزام مع الطريق" في قلوب الناس البسطاء.
في ختام الكلمة، قال تشانغ: كما يقول المثل العربي:"الأهرام لم تبنى في يوم واحد"، إن بناء "الحزام مع الطريق" مشروع طويل الأمد ، يتطلب التشاور بين الجميع".
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn