بكين   مشمس جزئياً 28/16 

صور ساخنة

التصويت  |  الأخبار الساخنة

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
    2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

    تعليق: مصر.. الاستقرار فوق كل شيء

    2014:06:05.17:23    حجم الخط:    اطبع

    أعلنت اللجنة المصرية العليا للانتخابات الرئاسية المصرية يوم 3 يونيو الجاري فوز المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع السابق بانتخابات الرئاسة بنسبة 96.91%، وبنسبة مشاركة 47% فقط.ويظهر هذان الرقمان المتفاوتان أن السيسي قد أنشا أساسا سياسيا خاصا لقيادة مصر في ظل الانقسام الذي يشهده المجتمع العربي. أما في الانتخابات السابقة التي فاز فيها مرشح جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي الذي اطاح به الجيش، كانت نسبة المشاركة فيها 52%. لذالك، فإن مصر امام وضعين مختلفيين مستقبلا:ـ أولا، اندلاع ثورة جديدة في مصر ودخول البلد في اضطرابات طويلة الامد. ثانيا، تحول السيسي الى زعيم سياسي قوي، ويحقق الاستقرار الوطني ويدفع بتنمية البلاد الى الامام ، لكن بعيدا عن الديمقراطية إلا شيءا سطحيا.

    ووصفت بعض وسائل الاعلام عبد الفتاح السيسي بفرعون مصر جديد، في حين علقت بعض الصحف بالقول أن مصر عادت الى فترة قبل الثورة. علما أن السيسي كان من رجال حسني مبارك المعتقل في السجون المصرية منذ ثلاث سنوات، والذي على ما يبدو أنه سوف يطلق سراحه قريبا.ورغم التعليقات المعقدة التي نشرتها وسائل اعلام مختلفة، فإن الغرب يساند سرا عودة "سياسة الشخصية القوية" الى مصر، لان الاخيرة لا تزال تلعب دورا مهما في دعم السياسية الامريكية في الشرق الأوسط.

    وخلال هذه الايام ، بدأت عملية الاقتراع للانتخابات الرئاسية في سوريا وفتحت المراكز الانتخابية أبوابها أمام المواطنين السوريين لاختيار الرئيس السوري الجديد وسط انتقادات دول غربية، مع توقعات بفوز بشار الاسد الرئيس السوري الحالي. ويبين الموقف الامريكي المتناقض اتجاه الانتخابات الرئاسية في مصر وسوريا سياستها الكيل بالمكيالين وضمان مصالحها الخاصة.

    إن وصف الثورة المصرية بالورقة البيضاء التي لم يكتب عليها اي نجاح وعودة مصر الى الوراء غير صحيح. فقد بات اسقاط الرئيس السابق حسني مبارك تحذيرا نوعا ما، وأصبح للشعب المصري خبرة الاطاحة بالديكتاتور ويعرف بشكل جيد كيفية إسقاط النظام. لذا، لن تعد مصر الى الوراء،كما أن السيسي مستحيل ان يصبح " مبارك ثاني".

    في أقل من 3 سنوات، شهدت مصر ثورتين تتجه نحو إلغاء أحداهما الأخرى. وإن استخدام وصف بسيط لتقييم خيار الشعب المصري صعب، لأن هذه النتيجة ما إذا كان " اختيارا" أو " تعسفيا" في حد ذاته غير واضح.

    يظهر المشهد المصري أن تغيير الدولة مشروع ضخم وصعب في عصر العولمة، وأن دور " الثورة " في تحقيق ذلك محدود للغاية.ومن السذاجة أن يعتقد البعض بأن " الثورة " يمكن ان تحل المشاكل وتخفي الحقائق التاريخية وتلغي الديون.كما أن عصرنا الحالي لا يشبه عصر مكافأة المغامرين والكسلة.

    ويعتقد احد المحللين أن المجتمع المصري ينبغي التضحية بـ " الديمقراطية" من اجل " الاستقرار".وان عملية التحول من اختيار احد قادة جماعة الاخوان المسلمين رئيسا الى مصرالى إعلانه "غير شرعي" مرت في "لحظة" تقريبا. والشعب المصري لم تعد تهمه الخلفية العسكرية للسيسي، وأنما قد تكون سبب شعبيته، حيث لا يفكر الشعب المصري اليوم إلا في الاستقرار الذي هو فوق كل شيء.

    ان عدم قدرة مصر على تنفيذ " الاصلاح" والاعتماد على " الثورة " فقط كأداة للتغيير سبب التقلبات التي تشهدها مصر خلال السنوات الاخيرة. كما أن " الثورة" الراديكالية والمبالغ فيها محكوم عليها بـ " الثورة المضادة" التي يعتقد البعض أنها ضرورية خلال هذه المرحلة بينما يراها الذين عاشوا التجربة قاسية جدا.

    تنادي اصوات الناخبين السيسي بالاستبداد في مصر،إلا أن هناك قوى أخرى تحت السطح في مصر. فإما أن تضغط عليها سلطة الشخص القوي، أول ستعود مفاجأة في نقطة زمنية معينة.

    تشهد كثير من البلدان المتوسطة والصغيرة المعاصرة التحول من "الثورة" الى سياسة الشخص القوي، كل احد بخصائصه ومميزاته، ويروي حيرة وعجز البلدان النامية في عملية التحديث. كما أن العديد من هذه الدول لم تحصل على فرصة التغيير من خلال الاصلاح حتى الآن، ماجرفها مد السياسات الدولية.

    ويبقى السؤال، هل المشير عبد الفتاح السيسي قادر على قيادة سفينة مصر الى بحر الامان والاستقرار والازدهار في ظل الاضطرابات؟