تعليق: آبي يريد إعادة إرسال أطفال اليابان الى ساحة المعركة

وافق مجلس الوزراء الياباني يوم 1 يوليو الجاري على طلب رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي باعاده تفسير الدستور للتمكين من ممارسة "حق الدفاع الذاتي الجماعي" تحت ظروف محدوده، رغم المعارضة الشديدة من قبل السكان المحليين. وفي الخطوة المقبلة، سوف يشرع ابي في اعادة تفسير " قانون حق الدفاع الذاتي" و" قانون الظروف المحيطة" وقوانين اخرى، وفي نفس الوقت يقوم بمحادثات مع امريكا بشأن تعديل مؤشر التعاون الدفاعي وتقسيم المهام القتالية بين اليابان وامريكا. مما يدل على أن اليابان قد تتخلى عن سياسة " الدفاع الذاتي" ، وتمهد الطريق أمام العمليات المشتركة مع امريكا وغيرها من الدول التي تربطها معها علاقات وثيقة. الأمر الذي يعتبر انتهاكا لمفهوم السلام في الدستور الياباني الحالي، الذي يتحرك عكس اتجاه التاريخ، والذي حتما سوف يتلقى معارضة قوية من اليابانيين المحبين للسلام،وإثارة الحذر والمقاطعة من الدول المجاورة في آسيا.

لقد باتت محاولة رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي استخدام القوة الخارجية واضحة للغاية.و الشروط المسبقة لاستخدام حكومة آبي القوة في الخارج في هذه المرحلة هي:ـ الدفاع عن سلامة وحرية المواطنين اليابانيين في حال تعرض الدول ذات العلاقات الوثيقة مع اليابان للهجمات وغيرها من الشروط الاخرى. لكن هذه الحجة والفرضة يكسوها الغموض،وتهدف بلا شك الى شبه الجزيرة الكورية والصين.كما تعبر هذه المرة الاولى التي تغير في اليابان مسار التنمية السلمية الذي التزمت به بعد 70 عاما من نهاية الحرب العالمية الثانية. وإن مثل هذا القرار لن يحمي المواطنين اليابانيين وإنما هو مجرد فسح الطريق لاعادة ارسال الآلاف من المواطنين والاطفال اليابنيين الى الموت في ساحة المعركة!

شنت الحكومة اليابانية الحرب على شبه الجزيرة الكورية والصين في وقت مبكر من 120سنة مضت تحت ذريعة الدفاع على القنصلية والمغتربين اليابانيين. وأعلن رئيس الوزراء الياباني السابق توميتشي موراياما في ديسمبر عام 1890 عن"خطاب الأهداف السياسة" ، وأن دفاع اليابان عن ذاتها بحاجة، أولا، حماية خط السيادة ، ثانيا، حماية خط المصالح.ويقصد بخط السيادة خط حدود اليابان، وخط المصالح منطقة ذات علاقة وثيقة مع سلامة خط السيادة. وتعتبر شبه الجزيرة الكورية خط المصالح الأول بالنسبة لليابان. وقد تولى رئيس الوزراء الياباني السابق توميتشي موراياما صاحب نظرية الغزو قيادة الجيش لغزو بيونغ يانغ والوصول الى شرق الصين.وقد تم توسيع خط السيادة بعد ضم شبه الجزيرة الكورية الى اليابان ،وحتما سوف يتم وضع خط المصالح في توسع في شمال شرق الصين. هذا،وقد صنع الجيش الياباني عام 1931 حادثة " 9.18" ،وفي عام 1937، حادثة" 7.7" كاعذار منطقية لشن حرب شاملة لم يشهد لها التاريخ مثيل.

إن طلب ابي اليوم باعاده تفسير الدستور للتمكين من ممارسه "حق الدفاع الذاتي الجماعي" مرة اخرى من أجل ممارسة القوى في شبه الجزيرة الكورية، بالاضافة الى علاقات اليابان الوثيقة مع الفلبين وفيتنام وغيرها من الدول التي تشهد نزاعات مع الصين .كما زار الرئيس الامريكي باراك اوباما اليابان في آواخر ابريل الماضي الفلبين والفيتنام لتشجيعهم على مواصلة تكثيف التعاون الاستراتيجي. وفي ظل الدعم الامريكي والياباني فإن القوة البحرية والجوية الفلبينية والفيتنامية سوف تشهد تعزيزا قويا خلال السنوات القليلة المقبلة، وقد تزيد من التحديات الصينية في بحر الصين الجنوبي. وبحلول ذلك الوقت،تكون اليابان وامريكا قد استفدا ونشرا قواتهما في بحر الصين الشرقي والجنوبي من اجل تهديد الصين. وليس هذا فحسب، وإنما مخالب ابي تمتد الى استراتيجية منظمة حلف شمال الاطلسي، في محاولة لتشكيل احتواء استراتيجي للصين من خلال تشكيل " المعنف المتعدد الجنسيات" على نطاق واسع.

لكن ما نسجه ابي بدقة ومهارة سوف ينقطعويفشل تماما أمام تغيير مسار التنمية السلمية الذي التزمت به منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.