تحليل اخباري: كلمة الرئيس الصيني تبعث برسائل هامة لواشنطن والعالم

بكين 10 يوليو 2014 / بعثت كلمة الرئيس الصيني شي جين بينغ أمام حوار صيني-أمريكي أمس الأربعاء برسائل هامة للولايات المتحدة والعالم.

وخلال كلمته في مراسم افتتاح الجولة السادسة من الحوار الاستراتيجي والاقتصادي الصيني-الأمريكي والجولة الخامسة من المشاورات رفيعة المستوى بشأن التبادلات الشعبية، أوضح شي وجهات نظر الصين حول العلاقات مع واشنطن وقدم عدة مقترحات للبلدين للتغلب على الصعوبات وتعزيز التعاون.

أهمية عالمية للعلاقات الصينية-الأمريكية

وقال شي للحضور في الحوار السنوي "اثبت التاريخ والحقائق إن التعاون بين الصين والولايات المتحدة يعود بنتائج مربحة للطرفين في حين أن المواجهة تضرهما."

وبعد 35 عاما من الجهود المشتركة، تطورت العلاقات الثنائية وعاد التعاون ليس فقط بالنفع على الشعبين ولكنه عزز أيضا السلام والاستقرار والازدهار في منطقة آسيا-الباس1فيك والعالم، بحسب شي.

وقال الرئيس الصيني "سيحقق التعاون الصيني-الأمريكي أشياء تعود بالنفع على البلدين والعالم، في حين ستكون المواجهة كارثية."

وقال روان تسونغ تسه، نائب رئيس المعهد الصيني للدراسات الدولية، إن تصريحات شي أكدت على الأهمية العالمية للعلاقات بين أكبر وثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وأضاف "تتعارض المواجهة بشكل واضح مع المصالح المتداخلة العميقة بين البلدين والعالم بأسره في ضوء العولمة."

وقال وانغ يي وي، مدير معهد الشؤون الدولية في جامعة الشعب الصينية، إن تصريحات شي تهدف إلى تذكرة الولايات المتحدة بأن البلدين يتحملان مسؤولية عظيمة.

وأضاف "يتعين على الولايات المتحدة الا تجعل وجهة نظرها غامضة في منطقة اسيا والباسفيك، حيث يعتبر البعض دور الصيني بمثابة تهديد، ولكن يتعين عليها أن تعمل مع الصين بمنظور طويل المدى تحقيق أشياء عظيمة."

كسر حلقة الصراع

وأشار شي إلى أنه "يتعين على البلدين إدراك أن مصالحهما المشتركة تفوق الخلافات"، واقترح أن تعمل الصين والولايات المتحدة معا لبناء نمط جديد من العلاقات بين الدول الكبرى، وكسر حلقة الصراع وتقديم نموذج للأجيال المقبلة.

وقال إن الجانبين يتعين عليهما احترام بعضهما البعض والتمسك بالحوار والمشاورات والسبل البناءة الأخرى لتوسيع التفاهم وتعميق التعاون بناء على المساواة والثقة المتبادلة وتجميع المصالح المشتركة لتخفيف حدة الخلافات.

وأوضح روان أن تلك التصريحات المخلصة من الرئيس شي سلطت الضوء على ضرورة العمل بين الصين والولايات المتحدة لاستكشاف طرق جديدة للتعاون المربح بدلا من اللعبة الصفرية.

وقال الباحث انه من المنظور التاريخي تلجأ دائما القوى القائمة والصاعدة إلى الصراع والحرب، وهو ما يتسبب فى نتائج كارثية لنفسها والعالم.

وقال تشو جينغ شينغ، مستشار سياسي سابق في السفارة الصينية بواشنطن، إن مقترح شي أظهر التزام بلاده بالتنمية السلمية.

توضيح النية الاستراتيجية

وقال شي في كلمته "ستؤثر كيفية فهم الولايات المتحدة والصين لأهداف بعضهما البعض الاستراتيجية بشكل مباشر على سياستهما وعلاقاتهما."

وحذر شي "لا يمكن أن نتحمل ارتكاب أخطاء بشأن هذه القضية الأساسية أو خطورة اتخاذ قرارات خاطئة"، مضيفا ان اسيا-الباسفيك تتمتع بمساحة كافية للبلدين للتعايش بشكل سلمي.

وطرح شي هذه القضية على خلفية زيادة التوتر بالمنطقة والضغط الأمريكي على الصين، وفقا لروان، مضيفا "ان السبب الرئيسي هو الافتقار للثقة ويريد شي الحيلولة دون ضياع العلاقات الثنائية بسبب الخلافات."

وأضاف "من الطبيعي وجود خلافات. ولكننا فى حاجة إلى الصبر الاستراتيجي كما ذكر شي لنضمن لبعضنا البعض تحقيق اهدافنا."

وأوضح وانغ انه لا يتعين ان تظر العلاقات بين الجانبين إشارات مواجهة، وهو أمر قد تستغله بعض الدول ويتسبب فى اضطرابات وانعدام الاستقرار.

وأضاف "تقلق الولايات المتحدة من ان يكون هدف الصين الاستراتيجي هو تحدي قيادتها وتعزيز فكرة القضاء على الأمركة، وهو أمر لا صحة له. وأدلى شي بهذه التصريحات لطمأنة الولايات المتحدة بان الصين مشارك مسؤول في الشؤون الدولية ولا تهدف إلى تحدي القيادة الأمريكية."

واختتم حديثه "يتعين على واشنطن أن تثق من قدرتها على استكشاف مجالات جديدة مثل التكنولوجيا والطاقة الجديدة للمنافسة في اسيا- الباسفيك، بدلا من التقيد بتعريف ضيق للجيوبوليتكا."