تراقب الصين التطورات الأمنية في العراق عن كثب مع تزايد الاضطرابات الحادة في العراق.والصين باعتبارها أكبر مستثمر أجنبي في حقول النفط العراقية بطبيعة الحال سوف يؤثر الوضع على مصالحها في العراق.
التاثير على المدى القصير
يبلغ اجمالي واردات الصين من النفط الخام العراقي 1/10 فقط،أقل من 1% من اجمالي الطلب الصيني من الطاقة بالرغم من أن الصين تعتمد على الطاقة المستورة لا سيما تزايد الاعتماد على الموارد النفطية، مما يجعل من تاثير الازمة العراقية على أمن الطاقة في الصين محدود جدا حتى لو خرجت الازمة الحالية في العراق عن نطاق السيطرة.
كما ان اكثر من 10 الاف مواطن صينى يعملون لصالح شركات صينية بوجه عام فى مناطق آمنة، حيث أن معظم الاستثمارات الصينية تقع في جنوب وشرق العراق المناطق المسيطر عليها من قبل الشيعة اكثر أمنا.واعلنت الحكومة الصينية عن أنها تولي اهتماما كبيرا لأمن المواطنين الصينيين والكيانات الصينية وحقوقهم المشروعة في العراق، وقد طالبت السفارة في العراق الجانب العراقي باتخاذ اجراءات فعالة لحمايتهم، كما تم نقل الموظفين الصينين من اماكن تتسم بالخطر نسبيا الى مناطق اكثر أمنا .
التاثير على المدى الطويل
إن استمرار الوضع المضطرب في العراق والمناطق الاخرى في الشرق الاوسط سوف يؤثر على انشاء الحزام الاقتصادي على طريق الحرير الصيني على المدى الطويل. و التحالف الاستراتجي الشامل بين الصين وروسيا يدفع بتعزيز انشاء الحزام الاقتصادي على طريق الحرير الجديد. وعلى هذا الاساس، فإن المحافظة على السلام والاستقرارفي الشرق الاوسط سوف يساعد الصين على تعزيز فتحها لاسواق جديدة ومواصلة تعزيزالتعاون مع اوروبا عبر المنطقة مما يساعد على كسر الحصار الغربي والامريكي على آسيا. ومع ذلك، فإن استمرار الفوضى في العراق لفترة طويلة سوف يزيد من توسع وقوة القوى المتطرفة، بالاضافة الى زيادة انتشارها في المناطق المحيطة بها ، علاوة على ذلك، سوف يواجه انشاء الحزام الاقتصادي على طريق الحرير تحديات كبيرة. وبالتالي، فإن تاثير الوضع الحالي في العراق على الصين لن يكون قريبا وانما مستقبلا.
وبناءا على هذا الواقع، ينبغي على الحكومة الصنيية أن يكون لها خيار واضح بالنسبة للازمة في العراق: التزام الصين بمبدأ رفض التدخل في الشؤون الداخلية في مواجهتها للمشاكل الحالية في العراق، حتى لا تسقط في مستنقع يصعب التخلص منه. وإن امتداد نمو الجماعات المتطرفة في العراق سوف ينقل الفوضى الحالية في العراق الى اوروبا وآسيا الوسطى وافريقيا ،وحتى الصين، الامر الذي سيؤدي الى تاثير سلبي جدا في التنمية الصينية الطيولة الاجل. وبالتالي، تدعم الحكومة الصينية الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية من أجل تحقيق الاستقرار والسلامة الاقليمية. من ناحية، يمكن للصين تقديم الدعم المالي وبعض المعدات للحكومة العراقية من خلال قنوات خاصة، ومن ناحية اخرى، يمكن تشجيع ايران وروسيا ودول اخرى على زيادة دعمهم للعراق،لاستعادة الاخيرة الاستقرار في اقرب وقت ممكن، واعادة البناء السياسي والمصالحة الوطنية في العراق.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn