تونس 14 يوليو 2014 / اتفقت دول جوار ليبيا اليوم (الإثنين) في ختام اجتماع بمدينة الحمامات السياحية التونسية على التنسيق الأمني والسياسي بشأن تطور الأوضاع في ليبيا للمساعدة على إرساء حوار وطني ليبي لحل الأزمة في هذا البلد المضطرب.
وأعلنت دول الجوار الليبي في بيان ختامي اليوم أنها أقرت تشكيل لجنتي عمل أمنية وسياسية لمتابعة تطور الأوضاع في ليبيا برئاسة وزير الخارجية التونسي منجي الحامدي، بالتعاون مع المبعوثين الخاصين لجامعة الدول العربية ناصر القدوة، والاتحاد الإفريقي إلى ليبيا ديلايتا محمد ديلايتا.
وبحسب البيان، ستهتم اللجنة الأولى برئاسة الجزائر بالمسائل الأمنية والعسكرية، بما فيها مراقبة الحدود والمساعدة على بلورة تصور محدد فيما يتعلق بتجميع الأسلحة الثقيلة وفق منهج تدريجي يهدف إلى التعامل الجاد مع هذه المسألة التي تهدد الأمن والاستقرار في ليبيا ودول الجوار.
أما اللجنة الثانية فهي سياسية برئاسة مصر وستُشكل من كبار الموظفين، ومهمتها الاتصال بالأطراف السياسية ومكونات المجتمع المدني في ليبيا.
وستعمل اللجنتان على إعداد تقارير سيتم رفعها خلال الأسبوع الأخير من الشهر الجاري إلى وزير الخارجية التونسي بصفته رئيس اللجنتين، والذي سيقوم بدوره برفع تقرير شامل إلى الاجتماع الوزاري القادم الذي يُنتظر أن يُعقد في العاصمة المصرية خلال النصف الأول من الشهر المقبل.
وكانت أعمال هذا الإجتماع قد انطلقت ليلة الأحدـ الإثنين برئاسة تونس، بحضور وزير الخارجية الجزائري رمضان لعمامرة ووزير خارجية السودان علي كرتي، ووزير خارجية النيجر محمد بازوم، ووزير خارجية تشاد موسى فاكي محمد.
وتغيب عن هذا الإجتماع وزير الخارجية الليبي محمد عبدالعزيز بسبب الإشتباكات التي شهدتها العاصمة الليبية أمس الأحد، حيث مثله القائم بأعمال السفارة الليبية بتونس محمد معلول، بينما مثل مصر في هذا الإجتماع محمد بدر الدين زايد مساعد وزير الخارجية لشؤون دول الجوار.
كما شارك في هذا الاجتماع إسماعيل شرقي مفوض السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي، وناصر القدوة المبعوث الخاص لجامعة الدول العربية إلى ليبيا، وديلايتا محمد ديلايتا، المبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي إلى ليبيا.
وكان الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي قد افتتح أعمال هذا الاجتماع بكلمة أكد فيها على ضرورة العمل على تسهيل الحوار الوطني الليبي لإرساء عملية سياسية سلمية في ليبيا.
وشدد على أهمية عدم التدخل في الشأن الداخلي الليبي، وعلى ضرورة ضمان سلامة ليبيا وسلامة دول الجوار الليبي.
وقد أقر المشاركون في هذا الإجتماع تشكيل لجنة وزارية من دول الجوار لزيارة ليبيا في أقرب وقت للالتقاء بالحكومة الليبية والأطراف الفاعلة والمؤثرة على الساحة الليبية للتعبير عن تضامن دول الجوار مع الشعب الليبي والتشجيع على الحوار الوطني الشامل بين الليبيين.
وتم خلال الاجتماع أيضا التأكيد على أهمية التنسيق والتشاور للمساعدة على إرساء حوار وطني ليبي في كنف الوئام والتوافق بين أبناء الشعب الليبي باعتبار أن دول الجوار تمثل طرفا أساسيا في التعاطي مع المسألة الليبية وفي أي جهد يساعد على حل الأزمة ويخدم مصلحة الشقيقة ليبيا.
واستعرض المشاركون في الاجتماع الذي طغت عليه التطورات الأمنية في ليبيا في أعقاب تجدد الإشتباكات المسلحة في العاصمة طرابلس، التحدّيات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تواجهها دول الجوار الناجمة بالأساس عن تردّي الأوضاع الأمنية في ليبيا وتفاقم ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة وتهريب الأسلحة.
وشددوا في هذا السياق على ضرورة معالجة بؤر الإرهاب في ليبيا باعتبارها مصدر قلق لليبيا ولدول الجوار المباشر وتجفيف منابع،كما المؤسسات والهيئات الدينية الوسطية بدول الجوار للتنسيق فيما بينها وتحمل مسؤولياتها في نشر الخطاب الديني المعتدل.
وقتل ستة أشخاص وأصيب 25 آخرون بجروح الأحد في اشتباكات بين مجموعات مسلحة بمحيط مطار طرابلس الدولي، حسب ما أعلن وزير الصحة الليبي نور الدين عبد الحميد دغمان.
وقد اتفقت دول جوار ليبيا أيضا على ضرورة احترام وحدة ليبيا وسيادتها وسلامتها الترابية، وعلى ضرورة وقف كامل العمليات العسكرية بليبيا.
وحثت كافة الأطراف والفعاليات السياسية في ليبيا على حل خلافاتها عبر الحوار وانتهاج مسار توافقي، لافتة في نفس الوقت إلى أهمية مساهمة دول جوار ليبيا في الاجتماعات والمؤتمرات التي تتناول الشأن الليبي باعتبارها الدول المعنية مباشرة باستقرار الوضع في ليبيا والأكثر تأثّرا بتداعياته.
كما أكدت دعمها لكافة الجهود الهادفة إلى توفير أفضل الظروف لعقد مؤتمر الحوار الوطني الليبي، ومساندة مبادرات التحرك العربي والإفريقي للتعامل مع الشأن الليبي.
وتعاني ليبيا من تدهور على الصعيد الأمني بعد ثلاث سنوات من سقوط نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي ، تمثل في عمليات اغتيال وخطف وتفجيرات، وذلك في وقت تشهد فيه بنغازي معارك يقودها اللواء المتقاعد من الجيش الليبي خليفة حفتر، منذ منتصف مايو الماضي ضد الجماعات الإسلامية الجهادية.
ولاتزال ليبيا تكافح من أجل تحقيق الاستقرار الأمني عبر تشكيل جيش وشرطة محترفين.
كما يعاني هذا البلد الافريقي الغني بالنفط من عدم توافق سياسي في ظل صراع بين المجموعات المدنية والإسلاميين على السلطة، لكن الآمال تزايدت بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في 25 يونيو الماضي في الخروج من المأزق الحالي وإعادة البلاد إلى المسار الصحيح بعد ثلاث سنوات من الفوضى السياسية والاضطرابات.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn