بكين   مشمس جزئياً 28/16 

صور ساخنة

التصويت  |  الأخبار الساخنة

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
    2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

    تخليد ذكرى الزعيم مانديلا أيقونة الحرية

    2014:07:21.09:54    حجم الخط:    اطبع
    مانديلا على سور الصين العظيم

    بقلم: محمد الأمين النحاس

    يصادف يوم الجمعة 18 من يوليوالذكرى الـ 96 لميلاد الزعيم الأفريقي المناضل نيلسون مانديلا، الذي يعتبر قائد حركة كفاح تحرر دولة جنوب أفريقيا من الاضطهاد العنصري الذي جسم على صدر ذلك البلد لعقود طويلة. وكانت منظمة الأمم المتحدة قد أطلقت مبادرة تدعو لأن يكون يوم ميلاد الزعيم الأفريقي يوماً عالمياً تقديراً لإسهاماته في تحقيق السلام.

    ولد مانديلا في 18 يوليو 1918 بمنطقة ترانسكاي بجنوب أفريقيا، وعاش في ظل عدم الإعتراف بالحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمواطنيه السود الذين يمثلون السكان الأصليين ويشكلون الأغلبية في جنوب أفريقيا. وقد انعكس هذا الواقع على وعي مانديلا وشكل أفكاره على نحو رافض للظلم الذي يمارسه نظام الحكم في جنوب أفريقيا المعروف بنظام الفصل العنصري (Apartheid). وعلى هذه الخلفية انضم مانديلا إلى المجلس الأفريقي القومي، وأخذ يدعو للمقاومة غير المسلحة ضد سياسات التمييز العنصري.

    لكن بعد إطلاق السلطات الحاكمة النار على مظاهرات سلمية في العام 1960، ثم إصدار النظام الحاكم لقوانين تحظر نشاطات الجماعات المعارضة لسياسات الفصل العنصري، إضطر للتحول للمقاومة المسلحة وتبعته مجموعة من أعضاء المجلس الأفريقي القومي. وترأس مانديلا الجناح المسلح لحزب المؤتمر الوطنى الأفريقى.

    وللحد من تأثير نشاطات المقاومة الوطنية بجنوب أفريقيا عموماً، قامت السلطات العنصرية بالتضييق على قادة الإحتجاجات من السود لإضعاف حركة المقاومة. وكان نصيب مانديلا إتهامه بالتخريب وتقويض النظام وكذلك المسؤولية عن عدد من الجرائم التي إستهدفت السكان البيض. وقد قاد ذلك إلى سجنه ونفيه لجزيرة روبين مدى الحياة، وبقي مسجوناً لمدة 27 عاماً فصار من أشهر السجناء السياسيين على مستوى العالم.

    أطلق سراح مانديلا في 11 فبراير 1990 خلال فترة حكم الرئيس فريدريك ويليام ديكليرك وهو آخر رئيس أبيض لجنوب أفريقيا. وقد نال جائزة نوبل للسلام مناصفة مع مانديلا سنة 1993 تقديراً لجهودهما في إنهاء سياسة الفصل العنصري بجنوب أفريقيا بطريقة يمكن أن توصف بالسلمية إذا ما قورنت بالحالات التي حدثت في تغييرات سياسية واقتصادية واجتماعية عميقة، إبتداءاً بالثورة الفرنسية ومروراً بحالات ثورات التحرر الوطني في مواجهة قوى الإحتلال. وتجدر الإشارة إلى أن كليركقد صار نائباً للرئيس مانديلا فيما بعد.

    وعقب إطلاق سراحه من السجن، خاطب مانديلا الجماهير المحتشدة لإستقباله معلناً إلتزامه بالعمل على تحقيق السلام والمصالحة مع النظام الحاكم،لكن دون التخلي عن خيار العمل المسلح لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي. ودعا الحكومة لمفاوضات من أجل السلام،إذا كانت جادة في إنهاء حالة الإحتقان في البلاد وهجمات الثوار السود ضد كل ما يمثل رمزاً من رموز النظام العنصري.

    هذا وقد تجلت جماهيرية مانديلا في الإستقبالات الحاشدة التي حظي بها من قِبل الجموع التي كانت تخرج بعفوية لاستقباله وبدأت تلتف من حوله آملة في تحقيق الحرية والتخلص من نظام الفصل العنصري البغيض. كما حظي الرجل بإهتمام وسائل الإعلام العالمية وصار إطلاق سراحه موضوعاً بارزاً يتصدر الأخبار في شتى بقاع العالم.

    شرع مانديلا عقب إطلاق سراحه في العمل على تحقيق الحرية لأبناء بلده من خلال مسارين داخلي وخارجي، في المسار الداخلي بدأ يقوي الجبهة الداخلية من خلال إعادة تنظيم وتوحيد وبناء حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وفي السياق انتخب مانديلا رئيساً للمجلس الإفريقي(1991- 1997)،بعد ذلك شرع الزعيم في الاستعداد والتجهيز للدخول في مفاوضات جادة مع حكومة الفصل العنصري التي لا تمثل سوى أقلية من مجموع سكان جنوب أفريقيا، لكن قوة هذه الأقلية كانت تكمن في استحواذها على السلطة ومعظم ثروات البلد.

    أما في المسار الخارجي قاد مانديلا الذي تعاظمت شهرته في العالم، إتصالات خارجية لتحقيق إجماع دولي يساند المطالب العادلة والمشروعة لسكان جنوب أفريقيا السود. وفي هذا الصدد زار مانديلا دول الجوار الأفريقي وعدداً كبيراً من الدول في آسيا وأوربا والأمريكتين، وقد حققت اتصالاته ولقاءاته الخارجية مع الزعماء وقادة الدول نجاحات ملحوظة، وقد تبلورت هذه النجاحاتفي إيجاد جبهة دولية عريضة مساندة للمطالب المشروعة التي ينادي بها مانديلا خاصة وأنه كان يؤكد على عدد من المبادئ المثالية، من ذلك التسامح والمصارحة والمصالحة مع الخصوم دون كراهية أو حقد أو إقصاء، وقد شكلت هذه المبادئ الإطار العام لميراث مانديلا النضالي الذي يعرف بأيقونة النضال السلمي والمتسامح،كما وأسهمت هذه المبادئوبشكل كبير فيتجنيب جنوب أفريقيا دوامات العنف الذي غالباً ما يترافق مع عمليات التغيير، وأيضاً عززت هذه المبادئ عمليات النهوض والتطور الكبير الذي حققتهجنوبأفريقيا وجعلها من بين الدول المتقدمة ضمن مجموعة الدول النامية.

    بدأ مانديلا نشاطه لتحقيق عملية التغيير بالدخول في مفاوضات أولية مع الحكومة فيمايو 1990،ضمن وفد من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي. ومن النتائج الهامة لهذه الجولة إقرار الحكومة رفع حالة الطوارئ.

    بعد ذلك إنعقد مؤتمر للسلام الوطني في جوهانسبرج بمشاركة مانديلا وبوثيليزيو ديكلي ركوتم التوقيع على اتفاق السلام في سبتمبر 1991.وفي المفاوضات التالية تم الاتفاق على تنظيم انتخابات عامة في جنوب أفريقيا، ووضع دستور إنتقاليو إقرار فصل السلطات الثلاث وإنشاء محكمة دستورية، وتشكيل حكومة ائتلافية لمدة خمس سنوات وجمعية تشريعية، وكذلك الإبقاء على موظفي الخدمة لمدنية، كما تم الإتفاق على تقسيم البلاد إلى تسع محافظات.

    جرت الإنتخابات العامة وأصبح مانديلا أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا(1994 ـ 2000) وخلال فترة حكمهكان هم مانديلا الأساسي العمل على أن يتناسى جميع سكان جنوب أفريقيا مرارات الماضي وينظرو للمستقبل بعين الأمل. وبعد إنقضاء فترته الرئاسية الأولى قرر مانديلا عدم الترشح لفترة رئاسية ثانية مبدياً زهداً واضحاً في المنصب.

    مانديلا والصين:

    تذكر العديد من المصادر أن علاقات مانديلا بالصين بدأت منذ مدة طويلة خلال سجنه في كيبتاون، فحبه للقراءة دفعه لقراءة كتاب فن الحرب للاستراتيجي الصيني سونزي، ومنذ ذلك الحين زاد إهتمامه بالتعرف والإطلاع على تجربة الثورة الصينة التي كان يعتبرها تجربة إنسانية يجدر الإحتفاء بها وإستلهام مبادئها.

    وكذلك تشير المصادر إلى أن الفنان الصيني هوانغ جياجي قام بتأليف أغنية (عصرالمجد) بعد خروج مانديلا من السجن في أبريل 1990، وقد تناولت الأغنية حب مانديلا للحرية وتطلعه لتحقيقها. وقيل إن مانديلا أجهش بالبكاء حين استمع للأغنية للمرة الأولى وتُرجمت له معانيها.

    وقام الزعيم مانديلا بزيارة الصين في 1992كأول رئيس لدولة جنوب إفريقيا يزورها، ومن أهم نتائج هذه الزيارةأنها فتحت الآفاق أمام جنوب أفريقيا والصين لتعميق علاقاتهما وتطوير التعاون المشترك.

    الجدير بالذكر أن سيرة مانديلا كقائد لنضال جنوب أفريقيا، معلومة لقطاع كبير من الصينيين على مستوى كبار المسؤولين والإعلاميين والأدباء وحتى على المستوى الشعبي. وهناك العديد من الشواهد الموثقة التي تؤكد على شعبية مانديلا في الصين، من ذلك نجد أن الكاتب الصيني لي يونغ (Li Yong) ألف كتاباً حول سيرة مانديلا ونضاله، ووصفه قائلاً "إني أعتبر مانديلا أعظم إنسان حي على وجه البسيطة".

    أدوار فاعلة على مسرح السياسة الدولية:

    لم تقتصر مبادرات الزعيممانديلاعلى بلاده، بل إن تاريخ الرجل يحفل بالمبادرات والمواقف الشجاعة على صعيد السياسة الدولية، فقد لعب دور الوسيط في أكثر من بقعة شهدت نزاعات دامية كان دوره فيها نزيهاً وكان همه الأول وقف إراقة الدماء، ولكن إنحسر دوره لتقدمه في السن وإعتلال صحته.

    ويحفظ له التاريخ معارضتهللحربالأمريكية على العراق في 2003 فقد كان ضد هذه الحرب التي أدت إلى إحتلال العراق دون موافقة الأمم المتحدة. ونتقد إدارة الرئيس جورج دبليو بوش على هذا المسلك العدواني المتغطرس، معتبراً أن هذا الأمر سيؤدي إلى زعزعة الثقة في منظمة الأمم المتحدة ويضعفها.

    وعلى صعيد القضية الفلسطينية كان مانديلا من الداعمين للحق الفلسطيني، وقد طالب وبشكل واضح إسرائيل بالإنسحاب من الأراضي المحتلة. وقام بزيارة تاريخية لأراضي فلسطين قائلاً إن زيارته تجيء لتصحيح الأخطاء السابقة الناجمة عن علاقة إسرائيل ونظام الفصل العنصري السابق في جنوب أفريقيا. وكان مانديلا يؤيد منح الفلسطينيين الحق في تقرير المصير وإقامة دولة مستقلة ضمن عملية السلام.

    الرحيل الحزين وتخليد ذكرى أيقونة الحرية:

    توفى الزعيم مانديلا في 5 ديسمبر 2013 عن عمر يناهز الـ 95 عاماً، بعد رحلة طويلة مع المرض بعد تعرضه لعدوى في الرئتين، وتم الإعلان عن وفاته رسمياً في بيان ألقاه الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما.

    إلى ذلك أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر 2009أن يوم 18 يوليو من كل عام والذي يوافق تارخ ميلاده، يوماً عالمياً لإحياء ذكرى الزعيم مانديلا تقديرا ًلإسهاماته في تحقيق السلام والحرية عبر العالم. ورمزية الإحتفاء بذكرى الرجل تتمثل في إستلهام مبادئه حول حق الإنسان في الحرية والعيش بكرامة. إن مانديلا قد رحل عن هذا العالم لكن ميراثه النضالي سيبقى خالداً ومبادئه ستكون محفزاً للشعوب التي تسعى للإنعتاق من الظلم.

    روابط مهمة:

    http://arabic.people.com.cn/31660/8477154.html

    http://ar.wikipedia.org/wiki/