بكين   مشمس جزئياً 28/16 

صور ساخنة

التصويت  |  الأخبار الساخنة

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
  2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

تحقيق: الغارات الإسرائيلية على غزة تشطب أسرا فلسطينية بالكامل من السجل المدني

2014:07:31.08:39    حجم الخط:    اطبع

غزة 30 يوليو 2014 / عبثا ظل أقارب الفلسطيني وضاح أبو عامر يبحثون مع مسعفين وعمال إنقاذ عن ناجين من تحت حطام منزله في خان يونس جنوب قطاع غزة بعد تدميره في غارة إسرائيلية.

وانتشل أبو عامر أولا ثم زوجته وأبنائه الخمسة مساء الثلاثاء تواليا لينعدم الأمل في أن يبقى شاهد واحد من الأسرة على ما جرى بحقها ويروى اللحظات الأخيرة قبل أن يلقى أفرادها مصرعهم دفعة واحدة.

وضرب حسين أبو عامر شقيق القتيل كفا بكف وهو يردد بغضب "لقد أبيدوا جميعا، ما هو ذنبهم وماذا فعل أطفاله ليقتلوا تحت الأنقاض بهذا الشكل".

وظل شبان تجمعوا لحظة انتشال القتلى يكبرون مع انتشال كل جثة.

وأبو عامر هو قيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين (يسارية) وقتل مع عائلته الثلاثاء مع جميع أفراد أسرته.

وقال حسين لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن ما حدث مع شقيقه يثبت أن كل أفراد الشعب الفلسطيني مستهدفون وفي المقدمة منهم الأطفال.

وأضاف وهو يجهش بالبكاء، "لن يعيش أحد من أسرة شقيقي يتيما هكذا أرادت إسرائيل بأن تحكم عليهم بالموت جميعا".

واستهدفت الضربات الجوية والمدفعية المكثفة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من الشهر الجاري عشرات العائلات داخل منازلها ضمن عملية (الجرف الصامد) العسكرية.

وترصد وزارة الصحة الفلسطينية في غزة تعرض 60 عائلة لمقتل 4 من أفرادها أو أكثر منذ بدء الحرب الإسرائيلية المتواصلة ما أدى إلى مقتل أكثر من 33 شخصا أغلبهم من الأطفال والنساء.

لكن الأشد دموية تلك الغارات التي تتسبب بمقتل أسر بجميع أفرادها.

وفي هذه الحوادث كان الموت جامعا لتلك الأسر كما تجمعوا في الحياة وهو ما حدث مع أسرة أحمد أبو زيد الذي قتل هو الآخر مع زوجته وأبنائه السبعة في غارة إسرائيلية على منزلهم في رفح أقصى جنوب القطاع.

ووقف أقارب لأبو زيد يتلقون التعازي في مقبرة رفح الرئيسية والصدمة تخيم عليهم من فقدان أفراد الأسرة بكامل أفرادها.

ودفن الأبناء السبعة أشلاء داخل ثلاثة قبور مجاورة لقبري والديهما.

وصاح مسن يدعى أبو هاشم أبو زيد بعد دفن الجثث تباعا "نحن لا نودع هنا شهيدا أو اثنين بل نودع أسرة كاملة، أي إجرام أكبر من هذا ".

وأضاف بغضب وتوتر شديدين " انتشل ثمانية شهداء فور قصف المنزل والوحيد الذي وصل الى المستشفى حيا كان الأبن الأصغر كرم وهو رضيع لم يتجاوز 40 يوما لكن جروحه كانت أقوى وأبت أن تتركه وحيدا".

وردد المشيعون "حسبنا الله ونعم الوكيل" وعبارات مناوئة لإسرائيل.

ويطلق كثير من الفلسطينيين على الحرب الإسرائيلية المتواصلة بأنها "حرب تدمير المنازل" لأنها من أشد الهجمات غير المسبوقة عليها.

وترصد مصادر حقوقية تدمير الضربات الإسرائيلية بغارات جوية وقذائف مدفعية أكثر من 8 آلاف منزل دمر 1375 منها بشكل كلي و6627 بشكل جزئي.

وفيما لم تترك الغارات الإسرائيلية منطقة في قطاع غزة دون أن تستهدفها وتنشر الدمار فيها فإن السكان يجدون انفسهم مجبرون على البقاء في منازلهم الملجأ الآمن الوحيد لهم.

لكن ذلك لا ينطبق على سكان المناطق الحدودية التي نزح منها نحو 250 ألف فلسطيني مغادرين منازلهم خشية من استهدافها.

ومن هؤلاء إبراهيم الكيلاني الذي يعمل مهندسا وقد نزح مع زوجته و أبنائه الخمسة من منزلهم في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

واستأجر إبراهيم شقة في برج سكني وسط مدينة غزة أملا بأن يجد النجاة من حمم الصواريخ الإسرائيلية المتتالية، لكنها لاحقته بدموية وحولته وأسرته إلى أشلاء متقطعة.

ويقول شقيقه جميل إن إبراهيم نزح بأمر من الجيش الإسرائيلي لكل سكان المناطق الحدودية إلى حي الشجاعية ومنه إلى برج السلام اعتقادا منه أنه أكثر أمنا كونه يقع وسط مدينة غزة، إلا أن ذلك لم يمنع وقوع قدره.

ويؤكد جميل، أن شقيقه لم يكن ينتمي إلى أي فصيل فلسطيني، ولم يكن له أي نشاط عسكري ليكون حجة لإسرائيل باستهدافه، واصفا مقتله وكل أسرته بهذه الطريقة "جريمة حرب بشعة ".

وإلى جانب إبادة أسر بكاملها فإن عائلات فجعت بعدد أكبر من القتلى باستهداف منازل كانت تؤوي في كثير من الأحيان أقارب نازحين لهم.

وهذا ما حدث مع عائلة "أبو جامع" التي قتل 26 فردا منها دفعة واحدة في غارة إسرائيلية على منزل يعود لها مكون من أربعة طوابق في بلدة بني سهيلا بخان يونس.

وعمل عمال إنقاذ على مدار 12 ساعة في انتشال جثث القتلى جراء الغارة الإسرائيلية التي لم ينج منها سوى ثلاثة أفراد من العائلة.

وفي نفس البلدة فجعت عائلة أبو جامع بما يصفه الفلسطينيون بمجزرة أخرى بعد أن قتل 21 من أفرادها داخل منزلهم الذي تهاوى فوق رؤوسهم متفجرا بفعل حمم صاروخ إسرائيلي حولهم لأشلاء.

ويقول الجيش الإسرائيلي، إن غاراته تستهدف منازل نشطاء من حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي.

لكن حقوقيين فلسطينيين "يدحضون" ذلك ويدفعون بأن أغلب الغارات تطال المدنيين.

ويقول رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومقره جنيف من غزة رامي عبده ل((شينخوا)) "نستطيع في كثير من حالات استهداف العائلات أن نضع شكوكا أن إسرائيل تستهدف قتل أفراد العائلات بشكل متعمد مستهترة بشكل مطلق بحياتهم ".

ويضيف عبده "أن هذه النماذج لاستهداف العائلات الفلسطينية، وهذا الارتفاع الملحوظ في أعداد الضحايا من المدنيين خلال الأيام القليلة الماضية، يعطي تصورا أن عدم وجود رادع قوي لن يغير من الواقع شيئا".

ويعتبر عبده أن ما يجرى بإبادة أسر بكاملها يمثل "جرائم حرب متكاملة الأركان"، محذرا من أنه إذا لم يتحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل فإن أعداد الضحايا ستشهد ارتفاعا غير مسبوق.

/مصدر: شينخوا/