بكين   مشمس جزئياً 28/16 

صور ساخنة

التصويت  |  الأخبار الساخنة

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
    2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

    السفير المصري لدى بكين: التعاون المصري الصيني جزء لا يتجزأ من مبادرة طريق الحرير (2)

    2014:08:19.11:05    حجم الخط:    اطبع

    وأعتقد أن هذه المبادرة تأتي في لحظة بالغة الأهمية لتلبية احتياجات الدول الواقعة علي طريق الحرير وتعزيز التعاون فيما بينها، فضلاً عن الاستفادة من حقيقة أن هذه الدول، على رأسها الصين، قد حققت بالفعل تقدماً في مختلف المجالات، ومن ثم فإن هناك فرصاً عديدة للاستفادة من هذا التقدم في تعزيز وتنويع العلاقات بين القاهرة وبكين.

    وبالإضافة إلى ما سبق، فإن عام 2016 يوافق الذكرى الستين لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين، ولهذا حرصت أنا وزملائي الصينيين على الاتصال والتعاون المستمر فيما بيننا من أجل أن نجعل هذا العام "عام الثقافة المصرية في الصين" والذي سيستمر علي مدي 365 يوما يتم خلالها استضافة العديد من الفعاليات والاحتفالات الثقافية في البلدين، كما نأمل أن يكون ذلك العام علامة بارزة في التعاون الثقافي بين البلدين. ومع ذلك، فإننا لم ننتظر إلي عام 2016 لاستضافة مثل هذه الفعاليات، بل بدأنا بالفعل في تنفيذ ذلك بشكل نشط خلال الأشهر الماضية، حيث استضافت السفارة المصرية العديد من الفعاليات الثقافية بالتعاون مع بعض المؤسسات الصينية مثل جمعية طريق الحرير، والاتحادات النسائية في بكين، وغيرها.

    وإلي جانب المجال الثقافي، ينبغي على الدول أن تغتنم فرصة إحياء الطريق القديم في تعزيز العلاقات الاستراتيجية في العديد من المجالات مثل التبادلات الشعبية، والتكنولوجيا والاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات، والكهرباء، والطاقة المتجددة، والأمن وغيرها. أما إذا تحدثنا عن التعاون الاقتصادي بين مصر والصين، فأود أنه على الرغم من بعض الإنجازات التي تم التوصل إليها في هذا المجال، إلا أن حجم التعاون بين البلدين لا يزال دون التوقعات، ولا يتناسب بأي شكل مع العلاقات السياسية الممتازة القائمة بين البلدين والأهمية الاستراتيجية لكل منهما وبالنسبة لبعضهما البعض علي كافة المستويات، فضلاً عما يتمتع به كل منهما من إمكانات في مجال التجارة والاقتصاد. فحجم التجارة الثنائية بين مصر والصين قد تجاوز العشرة مليارات دولار في عام 2013، وهناك أكثر من 40 شركات صينية تعمل في السوق المصرية في الوقت الراهن في مختلف المجالات، لكن الاستثمارات الصينية في مصر بوجه عام متواضعة، وهو مجال آخر يتطلب بذل المزيد من الجهود من الجانبين لمواصلة تعزيز تعاونهما فيه.. فهاتان الدولتان صاحبتا أقدم حضارتين في تاريخ البشرية، فضلا عن أنهما من الدول صاحبة الريادة الإقليمية.

    والجدير بالذكر أن كلا الجانبين يعملان حاليا بشكل وثيق علي تعزيز اتفاقية الشراكة الاستراتيجية فيما بينهما وتطويرها إلى مستوى أكثر شمولاً. وقد استقبلت مصر سعادة السيد وانغ يي، وزير الخارجية الصيني، الذي قام بزيارة رسمية إلى القاهرة في أوائل أغسطس ناقش خلالها مع القيادة المصرية المنتخبة حديثا إمكانات تعزيز وتقوية العلاقات الثنائية على مختلف المستويات، فضلا عن تعزيز وتفعيل الاتفاقيات الثنائية في خطوة لا شك أنها تدل على الدعم الصيني للقيادة المصرية الجديدة، وعمق الصداقة المتبادلة بيننا، خاصة مع اقتراب الذكرى الستين لإقامة للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

    والحقيقة أن الصين ساندت مصر في مناسبات مختلفة، وخاصة أثناء وبعد الثورتين في مصر، ثورة الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو. وعلى الرغم من حالة عدم الاستقرار السياسي التي اجتاحت مصر في السنوات الثلاث الماضية، إلا أن الصين حرصت علي موقفها الثابت من مصر وعلي استمرار العلاقات الإيجابية بين البلدين. وبالنيابة عن جمهورية مصر العربية، أود أن أعرب عن خالص امتناني للجهود الصينية في دعم مصر خلال السنوات الثلاث الماضية.

    وينبغي علي كلا البلدين أن يحرصا علي تعزيز التعاون المتبادل بينهما وتنمية المصالح المتبادلة والاستفادة من كل الفرص التي يمكن تحقيقها. فمصر تعتبر من أكثر الدول التي تتوافر بها فرص فريدة للتعاون مع الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم والقوة العظمى الناشئة، والممثل الدائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهو ما يجعلها من صناع القرار العالمي الرئيسيين. ولهذا يجب علينا الاستفادة من العلاقات الايجابية بين البلدين سواء في في العلاقات الثنائية أو الدبلوماسية المتعددة الأطراف، وهو مجال مهم آخر من مجالات التعاون بيننا.

    ومن الجانب المصري، فقد حرصت مصر دائما علي دعم الصين في القضايا الجوهرية المتعلقة بالأمن الوطني في الصين، حيث عبرت عن تأييدها الكامل لسياسة الصين الواحدة ومساندتها في محاربة الشرور الثلاثة، وهي التطرف والإرهاب والحركات الانفصالية. وقد أصبح كلا البلدين الآن على مشارف عصر ذهبي في العلاقات، ولهذا ينبغي استغلال كل فرصة ممكنة تظهر من خلال إحياء طريق الحرير القديم في تعزيز العلاقات وتطوير مستقبل واعد لكل الحكومات والشعوب الواقعة علي هذا الطريق.

    وفي النهاية أقول أن مبادرة إحياء طريق الحرير القديم تكتسب أهمية كبيرة من حيث كونها مبادرة متعددة الأبعاد تضم جوانب سياسية واقتصادية واجتماعية، وثقافية. وعلاوة على ذلك، فإن هذه المبادرة ليست مجرد تجديد لطريق قديم بين البلدين، بل هي تفعيل للروابط والتعاون ومعاني التعايش السلمي بين الشعوب مرة أخرى، وهي مفاهيم تحتاج إليها كل الدول التي تسعي في الوقت الحالي لمواجهة التحديات الصعبة والمعقدة والتهديدات على جميع المستويات في عالمنا المعاصر من أجل غد أفضل ومستقبل مشرق للجميع. 


    【1】【2】

    تابعنا على