تعليق: إلى ما تطمح اليابان من خلال تكثيف صادرات السلاح؟

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" مؤخرا أن "اليابان لم تعد تصدر السلاح فقط، بل تصدره بكميات ضخمة."

وخلال السنوات الأخيرة، ضاعفت اليابان من صادرات السلاح إلى الدول المجاورة للصين وخاصة إلى الدول التي تربطها نزاعات حدودية ومع الصين، بل قامت في بعض الحالات ببيعها أسلحتها بخسارة رأس المال. حيث كانت صفقة الطوافات مع أندونيسيا سنة 2006 بمثابة الهدية. وفي أبريل من العام الحالي، تخلت اليابان عن "المبادئ الثلاث لتصدير السلاح" التي إلتزمت بها لقرابة نصف قرن. وكشفت وسائل إعلام يابانية في 18 أغسطس الجاري، أن شينزو آبي سيدعو إلى إجتماعات مع مسؤولي وزارات خارجية ودفاع دول الآسيان حول "ضمانات الأمن البحري"، وسيركز على نشر معدات الدفاع اليابانية. وقالت وسائل إعلام يابانية أن اليابان قد تقوم ببيع السلاح إلى تايوان، وتحدي عصب التحمل الأدني للبر الرئيسي.

ويرى الخبراء العسكريين الصينيين، أن غالبية مبيعات الأسلحة اليابانية خلال الفترة الأخيرة قد إستهدفت الصين، وقد تواصل التطور في هذا الإتجاه مستقبلا. لكن إجمالا يمكن القول، أن اليابان لا تزل غير قادرة على قلب موازين القوى العسكرية في المنطقة، وبالنظر من مستوى الصناعة العسكرية اليابانة ونفوذ اليابان السياسي، يبقى من الصعب بالنسبة لها السيطرة في وقت سريع على سوق سلاح الدول المجاورة للصين. حيث من المتوقع أن تستمر الدول المجاورة للصين في إعطاء الأفضلية إلى شراء الأسلحة الأمريكية، الروسية والأوروبية. لكن إذا مارست اليابان تصدير السلاح من خلال التعاون أو الإهداء، فإن ذلك سيمثل للصين خطرا لايستهان به.

 فمن جهة، تطمح اليابان من خلال تصدير السلاح إلى تأسيس تحالفات عسكرية واسعة. وخاصة في ظل تصاعد التوتر بينها وبين الصين بسبب النزاع على جزيرة دياويوي، وفي ظل عدم تراجع حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية، حيث تعمل الحكومة اليابانية على تعزيز تحالفاتها العسكرية مع أمريكا، وفي ذات الوقت تعزيز تحالفاتها مع آسيا وأستراليا وغيرها من الدول، لخلق التوازن مع الصين وعزل كوريا الشمالية، وتأمين خطوط المواصلات. وتعد صفقات السلاح إحدى الوسائل الهامة التي تعتمد في تعزيز علاقات التحالف، وقد ترقى أحيانا إلى مستوى وسيلة للتحكم في التطور العسكري لدولة ما. من جهة أخرى، تسعى اليابان إلى تصدير السلاح إلى الدول التي تربطها نزاعات حدودية مع الصين لرفع قدراتها العسكرية بشكل مباشر، وتشكيل طوق حول الصين.