بكين 20 أغسطس 2014 / تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ بالالتزام بالاشتراكية بخصائص صينية وبمبدأ "الطريق والنظرية والنظام" المستقل للصين اليوم (الأربعاء) في إطار احتفال الصين بالذكرى الـ 110 لميلاد دنغ شياو بينغ.
وفي الكلمة التي القاها في ندوة عقدت للاحتفال بتلك المناسبة التي توافق يوم الجمعة قال شي إن أهم إرث سياسي ونظري للزعيم الصيني الراحل هو الاشتراكية بخصائص صينية وهو ما حققه الحزب والشعب تحت قيادة دنغ.
وقال إن الاشتراكية بخصائص صينية تناسب واقع الصين وتفي باحتياجات الأزمنة المختلفة وهذا هو سبب نجاحها.
وقال إن "الطريق والنظرية والنظام المستقل هم أساس سيادة وكرامة بلادنا وكذلك اعتزازنا بأنفسنا واستقلال الأمة الصينية."
وأضاف "سنبذل قصارى جهودنا لإصلاح المجالات الضعيفة والفاسدة وسنتعلم من التجارب الجيدة للدول الأجنبية لكننا لن نقم أبدا بنسخ التجارب الأجنبية بالكامل ناهيك عن نقل الأمور السيئة لديهم."
وقال شي إن الصين لن تقلل أبدا من شأنها أو تنسى جذورها، مضيفا أن التاريخ المعاصر للصين أثبت أن الطريق الصواب الوحيد لحل المشكلات في الصين هو القيام بذلك على الطريقة الصينية بناء على واقع صيني.
وقال إنه بعد مرور 17 عاما على وفاة دنغ التزمت قيادة الحزب الشيوعي الصيني وفى القلب منها جيانغ تسه مين ثم مع هو جين تاو كالأمين العام بالمبادئ والسياسات التي تم تبنيها خلال عصر دنغ وحققت تقدما ملموسا.
وقال شي "اليوم عصا التناوب في إيدينا وكذلك المسؤوليات الجسام". وتعهد الرئيس بألا تضل الصين عن قضية الإصلاح والانفتاح والتحضر.
وأعرب عن ثقته في نجاح الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني خلال القرن الحادي والعشرين مثلما حققوا نجاحا خلال القرن العشرين.
حضر الندوة كبار زعماء الحزب الشيوعي الصيني ومنهم لي كه تشيانغ وتشانغ ده جيانغ ويوي تشنغ شنغ ووانغ تشي شان وتشانغ قاو لي.
ترأس الندوة التي عقدت بقاعة الشعب الكبرى ليو يون شان عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.
مهندس الإصلاح في الصين
وفي كلمته أشاد شي بإنجازات دنغ ووصفه "بالزعيم البارز باعتراف الحزب بأكمله والقوات المسلحة والشعب الصيني من مختلف المجموعات العرقية" و"الزعيم الماركسي والثوري ورجل الدولة والزعيم العسكري والدبلوماسي العظيم" و"المقاتل الشيوعي العتيد" و"مهندس الإصلاح الاشتراكي والانفتاح والحداثة في الصين" و"رائد الاشتراكية بخصائص صينية" و"المؤسس الرئيسي لنظرية دنغ شياو بينغ."
ولد دنغ يوم 22 أغسطس عام 1904 في مقاطعة سيتشوان جنوب غرب الصين وحظي بشهرة وإشادة واسعة النطاق لجهوده الكبيرة في قيادة تحول البلاد الذي بدأ في سبعينيات القرن الماضي.
وتعد الندوة آخر فعاليات حملة كبرى للاحتفال بمولد دنغ وشهدت عرضا لاعماله وسيرته الرسمية بينما أذاع تلفزيون الدولة التلفزيون الصيني المركزي (سي سي تي في) مسلسلا من 48 حلقة عن تجارب دنغ منذ عام 1976 وحتى 1984. ويقول البروفيسور شي تشون تاو من مدرسة الحزب التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني لوكالة أنباء ((شينخوا)) "عندما يذكر اسم دنغ فإن الإصلاح والانفتاح هما أول ما يتبادر الى أذهاننا. وإذ تواجه البلاد مهاما شاقة لتعميق الإصلاح فإننا بحاجة إلى حمل إرثه في أذهاننا الآن أكثر من أي وقت مضى."
واحتل موضوع الإصلاح مكان الصدارة في الاجندة السياسية للصين منذ تولي قيادتها الحالية للمسؤولية في اواخر 2012. وكشف اجتماع هام عقدته اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في نوفمبر النقاب عن خارطة طريق مفصلة للإصلاح. ويقود الرئيس شي شخصيا مجموعة قيادة الإصلاح الشامل. ومع عقدها أربع اجتماعات لها حتى الآن فقد أطلقت 12 خطة إصلاح تغطي مجالات تتراوح بين النظام المالي وتسجيل السكان والنظام القضائي والتعليم إلى الشركات المملوكة للدولة.
ويقول داي يان شون البروفيسور في مدرسة الحزب "مع دخول الإصلاح في الصين مرحلة حاسمة ومنطقة المياه العميقة فإن البلاد تواجه مشكلات من الصعب حلها." وفي أثناء كلمته، قال شي إنه ينبغي على القيادة التعلم من شجاعة دنغ السياسية. وأعرب عن تقديره لمفهوم دنغ العملي في السعي دائما وراء استخلاص الحقيقة من الحقائق فضلا عن شجاعته السياسية وحسه بالمسؤولية لاختبار مياه مجهولة وفتح آفاق جديدة. وقال "تحت قيادة دنغ وبدعمه ذلك غير الإصلاح بعمق صورة الصينيين والصين الاشتراكية والحزب الشيوعي الصيني."
وأشاد شي بإيمان دنغ بالشيوعية وحبه الشديد لعامة الناس كما أثنى على رؤيته كرجل دولة ونبله كزعيم.
ودعا جميع أعضاء الحزب لتعزيز ولائهم بمُثل الشيوعية والاشتراكية بخصائص صينية وكذلك إخلاصهم للبلاد والشعب.
ويقول شيه تشون تاو "لا مفر من تنفيذ القيادة الحالية لإرث دنغ وتطويره." وأضاف أن شي يتشارك التزام دنغ بالعثور على طريق صيني لتنمية البلاد والعمل على تجديد شباب الأمة ورفاهية شعبها فضلا عن شجاعته وتصميمه.
إلا أن عملية الإصلاح تواجه تحديات مختلفة للغاية عما كانت عليه قبل 36 عاما. فبدلا من كون البلاد مدمرة بواسطة ثورة ثقافية استمرت عقدا من الزمن فإن الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم مع مجتمع منقسم ويحمل مصالح ومطالب مختلفة.
وتابع بقوله إنه يتوجب على زعماء الحزب الحاليين تجريب طرق جديدة وضخ حكمتهم الخاصة.
وقال شي إن الصين لا زالت على مسار طويل وشاق للإصلاح والانفتاح وتحديث نفسها وهو ما يستلزم تقدير أهمية الإبداع.
وأضاف "لا بد أن نتحلى بالشجاعة الكافية للاستكشاف والإبداع وسنمضي قدما في الإصلاح والإنفتاح دون تردد."
وعن مدى حب الشعب لدنغ قبل ثلاثة عقود أثناء مرور موكبه خلال اليوم الوطني بميدان تيان آن مين في عام 1984، نشر طلاب جامعة بكينج لافتة مكتوب عليها "مرحبا شياو بينغ". واقتبس شي هذه العبارة خلال كلمته اليوم.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn