تعليق: نظرية "غموض في نوايا الاستراتيجية الصينية " لن تعيق التنمية الصينية

تحرص بعض القوى الغربية منذ فترة من الزمن على نشر نظرية "غموض في نوايا الاستراتيجية الصينية " ، والحديث عن أن كبر حجم الصين وسرعة التنمية والغموض في نوايا الاستراتيجية يشكلون تهديدا على المنطقة والعالم كله.بالاضافة الى الحديث عن استمرار نمو حجم النفقات العسكرية الصينية، والغموض في كيفية استخدام القوة العسكرية المتزايدة، واتهام الصين بعدم الشفافية في الاستراتيجية الصينية.

منطق التصريحات لا يمكن أن يصمد امام التمحيص. وبالنسبة للحجم ، فإن الناتج المحلي في امريكا يمثل 1/5 من الناتج المحلي العالمي. أما بالنسبة للبناء العسكري، تعتبر امريكا الاقوى في العالم حقا، ولا تزال في زيادة الانفاق العسكري لتحقيق الامن المطلق، كما أن الانفاق العسكري الامريكي يتجاوز انفاق 10 دول متتالية في العالم.

كما أن الناتج المحلي الاجمالي في الصين لا يتعدى نصف ما تحققه امريكا، ولا يتعدى نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في الصين 1/8 من نصيب الفرد في امريكا، كما أن مجموع الانفاق العسكري في الصين لا يتعدى 1/6 من الانفاق العسكري في امريكا، ويبلغ نصيب الفرد من الانفاق العسكري في امريكا 1/25، ناهيك عن أن الصين الدولة الكبرى الوحيدة في العالم التي لم تحقق تماما امة موحدة، وتواجه تحديات امنية تقليدية تشمل " قوى الشر الثلاث" المتمثلة في الإرهاب والتطرف والإنفصالية، وفي ظل هذه الظروف فإن تحديث الصين العسكري عادي.

وحسب المنطق المذكور سابقا، فإن " الغموض في النوايا الاستراتيجية الصينية"، و" طريقة تحديد النوايا الاستراتيجية" ينبغي وقف التنمية وبقائها ضعيفة واغتصاب الحقوق وغيرها من القضايا الاخرى. ولا يمكن لأي دولة ذات سيادة قبولها.

الحقائق تتحدث عن نفسها. وفي الواقع إن النوايا الاستراتيجية الصينية واضحة جدا. حيث أن الهدف الرئيسي للاستراتيجية الصينية هو تحقيق حلم نهوض الامة الصينية، والتنمية السلمية. كما لا تملك الصين أي سر في نوايا استراتيجيتها، وتضع التنمية في الاولوية الاولى من اهداف استراتيجيتها. وفي نفس الوقت، الصين لن تتخلى عن حقوقها المشروعة، ولن تضحي بالمصالح الوطنية الاساسية، ولن تبتلع مرارة الاضرار التي تلحق بالسيادة الوطنية، الامن ومصالح التنمية خلال عملية التنمية السلمية.

والصين صادقة قولا وفعلا. وقد نشرت الصين كتاب ابيض حول " طريق التنمية السلمية في الصين" في عام 2005 و2011 ، وأعلنت عن ارادتها وعزيمتها في شق طريق التنمية السلمية. وبالفعل فإنه من خلال مشاوراتها الودية تم حل 12 مشكلة حدودية مع 14 دولة مجاورة. كما لا تزال الصين تواجه العديد من الضغوطات النفسية من قبل بعض الدول المستفزة ،وتدعو الدول والاطراف المعنية مباشرة الى احترام الحقائق التاريخية والقانون الدولي، وحل المشاكل من خلال التشاور والحوار.

ويجب القول، أن نوايا الاستراتيجية هو التزام الصين بالتنمية السلمية، وقد لقيت الاجراءات العملية على اعتراف المجتمع الدولي على نطاق واسع. وأشاد المجتمع الدولي بالتنمية السلمية في الصين، واعترف بان التنمية الاقتصادية في الصين هو محرك مهم للاقتصاد العالمي،وأنها فرصة وليس تحدي، وتتطلع الى الاستفادة من التجربة الصينية في التنمية وبناء التنمية السريعة في الصين. وكان رئيس الوزراء الماليزي، نجيب رزاق واضحا عندما قال أن التنمية في الصين خلقت الكثير من الفرص. وأن الجميع يرحب بالصين باعتبارها واحدة من القوى الاقتصادية الصاعدة،وأنه لا ينظر الى صعود الصين بأنه تهديد وإنما فرصة.

ربما هناك نقطتين انطلقت منها فكرة " غموض في نوايا الاستراتيجية الصينية"، إما عدم النظر بوضوح في اتجاه التنمية في الصين، وعالقة في التفكير بالهيمنة، وإما النظر الى التنمية في الصين بعيون مغمضة عمدا للتشكيك في النوايا الاستراتيجية للصين، متعمدة في تاخير التنمية في الصين.

وترحب الصين بالانتقادات العالمية ومستعدة من خلال تعزيز التواصل والثقة المتبادلة تبديد الشكوك أمام بعض الناس الذين يشككون في نوايا الاستراتيجية الصينية. وتنصح الصين كل من تتضح لديه الرؤية بالنسبة للإستراتيجية الصينية والتلاعب في الرأي العام عن " الغموض في نوايا الاستراتيجية الصينية " بطي النظارات الملونة في اقرب وقت والتوقف عن الصخب والضجة.