الإفتاء الليبية وشورى ثوار بنغازي يرفضون الحوار الليبي الذي تقوده الأمم المتحدة

بنغازي ،ليبيا 30 سبتمبر 2014 / طالبت دار الإفتاء الليبية اليوم (الثلاثاء) بتعليق الحوار الذي انطلق بين الفرقاء السياسيين في ليبيا الإثنين، فيما أعلن "مجلس ثوار بنغازي" أنه لن يكون طرفا في هذا الحوار الذي عقد برعاية الأمم المتحدة.

وقال بيان مشترك صادر عن مجلس البحوث والدراسات الشرعية التابع لدار الإفتاء، والأمانة العامة لهيئةَ علماء ليبيا إن "العلماء يطالبون بتعليق الحوار مع برلمان طبرق في الوقت الحاضر وتأجيله إلى أن يقول القضاء كلمته في التجاوزات الدستورية والقرارات الخطيرة الصادرة عنه".

واعتبر البيان الذي حصلت وكالة أنباء ((شينخوا)) على نسخة منه أن "القرارات الخطيرة" الصادرة عن البرلمان المنتخب تتمثل في "مطالبتهم بالتدخل الأجنبي وفرض الهيمنة الدولية على البلاد، ووصف عامة الثوار وعامة من يخالفونهم في الرأي من أبناء الشعب الليبي بالإرهاب".

وأكد على أنه "ليس من حق أحد أن يتحاور مع هذا الجسم، الذي انحرف عن ثوابت الدين والوطن حتى يفصل القضاء في أمره ويقول كلمته".

والإثنين عقد نواب متخاصمون في البرلمان الليبي أول اجتماع للحوار السياسي برعاية الأمم المتحدة، وتعهدوا بمواصلة الحوار لانهاء العنف والفوضى المؤسساتية في البلاد.

وأشادت الأمم المتحدة بهذا اللقاء "الإيجابي" الذي انتهى بدعوة لوقف إطلاق النار في كامل أنحاء البلاد وستليه اجتماعات أخرى بعد عطلة عيد الأضحى الذي ستكون أول أيامه السبت.

في السياق ذاته، قال مجلس شورى ثوار بنغازي في بيان إنه "لن يكون طرفا في دعوات الحوار هذه ولن يدخل فيها"، لافتا إلى أن "كل من يدعي أنه يمثل المجلس أو يتحدث باسمه كاذب".

وتابع أن "هذه الدعوة للحوار لم تبن على أسس شرعية صحيحة بل أحق ما توصف به أنها دعوة لتنازل صاحب الحق عن حقه، والرضوخ لأهل الباطل والعفو عنهم دون عقاب والسماح لهم للعودة إلى طغيانهم تحت غطاء المصالحة الوطنية والصلح".

ومجلس شورى ثوار بنغازي، هو ائتلاف يضم كتائب الثوار الإسلامية المسلحة وعلى رأسها جماعة أنصار الشريعة التي تجمعت في هذا المجلس بعد إعلان اللواء المتقاعد من الجيش الليبي خليفة حفتر في 16 مايو الماضي بدء عملية الكرامة العسكرية والتي قال إنها تهدف إلى اجتثاث الإرهاب من بلاده.

وهؤلاء الثوار كان لهم دور كبير في إسقاط نظام معمر القذافي في ثورة 17 فبراير 2011 بمساندة حلف الشمال الأطلسي، لكنهم قاموا عقب ذلك بفرض قانونهم الخاص على البلاد في ظل غياب واضح للدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية.

ويسيطر المجلس على مدينة بنغازي بشكل شبه تام بعد أن تمكن من السيطرة على معسكرات هامة للجيش والشرطة في المدينة خلال المعارك التي خاضها مع حفتر الذي انسحب بقواته إلى مرتفعات الرجمة في الضواحي الجنوبية الشرقية للمدينة ولم يعد يستخدم غير المقاتلات والمدفعية في ضرب خصومه.

وكانت قوات فجر ليبيا التي تتألف من جماعات مسلحة معظمها إسلامية قد أعلنت في وقت سابق أنها "ترفض الحوار الوطني ، وتتمسك بالحل العسكرى حتى تجتث قوى الانقلاب التى قصفت وقتلت وعذبت أبناء الشعب الليبى الحر".

ويعترف المجتمع الدولي بالبرلمان الجديد المنبثق عن انتخابات 25 يونيو، لكن هذا البرلمان تحتج عليه قوات "فجر ليبيا" التي تسيطر على العاصمة منذ أغسطس الماضي، ويقاطع بعض النواب الذين يؤيدونها أعمال البرلمان الجديد في مدينة طبرق شرقي طرابلس.