بكين   مشمس جزئياً 28/16 

صور ساخنة

التصويت  |  الأخبار الساخنة

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
    2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

    تعليق: هل سوف يسلك كاميرون نفس المسار الخاطئ لسلفه بلير بتأييده العودة الى العراق؟

    2014:10:09.14:33    حجم الخط:    اطبع

    يعتبر التحالف البريطاني الامريكي اساس التحالف الامريكي الأوروبي ، كما تعتبر بريطانيا شريكا أيديولوجيا قويا للأمريكان داخل الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي. وفيما كانت هذه العلاقة الخاصة بين الدولتين في عهد رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير تحظى بالإطراء في الولايات المتحدة خلال الحرب على العراق والإطاحة بصدام حسين، فإن بريطانيا اليوم تتباطأ في انضمامها الى منظمة التحالف ضد الارهاب والعودة الى العراق لشن حرب ضد " داعش". ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا لن يؤدي دور "التابع" لاوباما، لان كاميرون ليس بلير.

     في الحرب على العراق لإطاحة بنظام صدام حسين ، لم يتردد رئيس الوزراء السابق طوني بلير في ارسال قوات الدعم لأمريكا الى العراق. وثبت أن غرق بريطانيا في مستنقع العراق مع امريكا ليس لأنها حليف قوي لأمريكا فقط، وإنما هناك خفايا اخرى لم تظهر على السطح والأخطر من ذلك هو اثار تقسيم اوروبا الى اوروبا القديمة وأوروبا الجديدة. ويبدو أن معارضة فرنسا وألمانيا لضرب العراق في ذلك الوقت هكذا من غير مرجعية لمجلس الامن ومن غير تثبت، جعلهما في نظر الامريكيين من اوروبا القديمة، في حين وصفت بريطانيا و الدول الاوروبية الشرقية والوسطى التي دعمتها بأوروبا الجديدة.

    بالرغم من أن الحرب على العراق التي قادتها امريكا دمرت نظام صدام حسين، لكنها خلقت اضرابات سياسية في العراق، حتى يمكن القول بأنها المحفز لـ " داعش"وصعود سوريا. كما أن الحرب على العراق جعلت بوش الابن اسوا رئيس في تاريخ أمريكا ولا يزال رئيس الوزراء البريطاني السابق بلير يبحث عن مبررات حتى الان.

    لقد تسبب التحالف البريطاني الامريكي في قطع " داعش " رأس صحفي بريطاني، التي بررت اعدامه بأنه رد على قرار لندن الدخول في "تحالف شيطاني" مع واشنطن ضده. وهذه التصرفات المتطرفة ل"داعش" تهدف لتحذير بريطانيا، الأمر الذي يبرز نظر "داعش" الى أن امريكا وبريطانيا عدوها الأساسي. وردا على ذلك، أكد كاميرون مساندته لأمريكا والقتال جنبا الى جنبا معها، غير أن بريطانيا لا تزال في الانتظار والترقب للعمليات العسكرية الجوية التي تقوم بها امريكا ضد " داعش" منذ اكثر من شهر. ومن الواضح أن الدعم البريطاني لأمريكا في الحرب على الارهاب ابطئ من فرنسا هذه المرة.

    وافق البرلمان البريطاني، يوم 26 سبتمبر الماضي وبغالبية الأصوات (صوت 524 نائباً ) على قرار الحكومة البريطانية، بضرب مسلحي الدولة الإسلامية "داعش" في العراق، ومشاركة التحالف الدولي بقيادة أمريكا. كما أكدت الحكومة البريطانية بحذر شرعية هذه العملية العسكرية ---- إنها جاءت تلبية لطلب الحكومة العراقية.

     ومع ذلك، استبعد كاميرون ارسال قوات برية الى العراق، وإنما فقط ارسال 6 طائرات مقاتلة جوية للمشاركة في الهجمات الجوية. وان اول عمل قامت به الطائرات العسكرية البريطانية هو مجرد استطلاع جوي والعودة الى القاعدة.

    وعلى ضوء ما تقدم، فإن تهور بلير في الدخول في الحرب على العراق، سبب كافي لتخوف لكاميرون من الدخول في الحرب على الارهاب. ومن المفارقات، أن مشاركة حكومة بلير في الحرب على العراق سابقا كانت تفتقد الى مبرر شرعي ، لكن بالنسبة لكاميرون اليوم فإن "داعش" عدو البشرية وبالتالي فإن محاربته عملية اخلاقية حتى ولو اختلفت الاصوات في المجتمع الدولي وبها عيوب في القانون الدولي

     لذلك، فإن امريكا لم تدعو فقط حلفائها للمشاركة في الحرب على " داعش"، وإنما دعت روسيا والصين للمشاركة ايضا. كما فكرت ايضا في ضم ايران العدو التقليدي لها الى التحالف. لكن، بريطانيا الحليف الامريكي المتشدد متردد في التحالف للحرب ضد " داعش"، وكاميرون عاجز عن التحرك. وهنا يمكن القول، أن بريطانيا اصبحت حذرة ، وكاميرون اعقل.

    كان رئيس الوزراء البريطاني ديفت كاميرون سابقا طائشا ودفع الثمن في وزارة الداخلية والخارجية. في حين اصبح بلير المتهور في دخوله في العمليات العسكرية ضد العراق نموذج " سيء". وهذا درس كاف حتى يصبح كاميرون حذرا. والاهم من ذلك، أن امريكا تشن غارات جوية فقط ولا هجوم بري في الحرب ضد "داعش"، و قد تردد اوباما كثيرا في اخذ قرار شن الحرب على " داعش" من جانب واحد . ودعم كاميرون لهذا القرار اكيد يعود بالمصلحة عليه.

     في الواقع، سواء كانت امريكا او بريطانيا او دول أخرى فإن التحالف لن يهزم " داعش " بالضربات الجوية فقط. حيث أن هذا النوع من العمل العسكري تكلفته كبيرة ونتائجه سيئة. وبالنسبة لكاميرون فإن قبوله ارسال قوات الى العراق ياتي من الجانب الاخلاقي وفي إطار الدعم الذي طلبته الحكومة العراقية فحسب. لكن ماذا بالنسبة للهجوم على " داعش" في سوريا؟ نخشى أن ذلك لا يزال يفتقد الى مبرر شرعي ، ولا يزال يواجه الكثير من المتاعب و المشاكل التي يصعب على حلها.

    تابعنا على