تحليل إخباري: رئيس مجلس الدولة الصيني يوثق الروابط مع أوربا خلال زيارته لإيطاليا

يتوقع أن تعزز الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ إلى ايطاليا، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوربي، العلاقات التجارية والاقتصادية بين الصين والاتحاد الأوربي وتحسن من عملهما الجماعي في مواجهة التحديات العالمية.

ومن المقرر أن يزور لي خلال زيارته لايطاليا مقر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة(فاو) ويحضر الاجتماع الآسيوي-الأوربي (آسيم) العاشر.

وبمناسبة احتفال البلدين بمرور أول عقد على شراكتهما الإستراتيجية الشاملة هذا العام، سيعقد لي محادثات مع رئيس الوزراء ماتيو رينزي، والرئيس جورجيو بنابوليتانو، وقادة ايطاليين أخرين.

وقال وانع تشاو نائب وزير الخارجية الصيني في وقت سابق إنه خلال زيارة لي سوف تصدر الصين وايطاليا بيانا مشتركا وتوقعان على نحو 20 اتفاقية. كما ستعزز الدولتان الاستثمارات والتعاون بين شركاتهما الصغيرة والمتوسطة.

وقال تشوي هونغ جيان، مدير قسم الدراسات الأوربية بمعهد الصين للدراسات الدولية، إن "ايطاليا هي عضو مهم في الاتحاد الأوربي، ويمكن للصين معها أن تجد الكثير من المجالات لإجراء التعاون".

وكونها تقع في مفرق جغرافي رئيسي، يمكن لايطاليا أن تساعد الصين على توسيع تعاونها مع الدول الأوربية الأخرى، الأمر الذي يجعل العلاقات الصينية-الايطالية مهمة للبلدين والمنطقة، وفقا لقوله.

وتأتي زيارة لي عقب زيارة رئيس الوزراء الايطالي رينزي إلى الصين في يونيو والتي شهدت إصدار البلدين خطة العمل للسنوات الثلاث القادمة في مجالات التجارة والصناعة والاستثمار والمالية والسياحة والابتكار التكنولوجي.

وستعزز الدولتان بحسب خطة العمل نمو السلع الثنائية وتجارة الخدمات فضلا عن تحقيق التوازن التجاري بزيادة الصادرات الايطالية إلى الصين.

ولتحقيق هذه الغاية، سيوسع الجانبان التعاون في حماية البيئة والطاقة والمنتجات الزراعية وتصنيعها والأمن الغذائي والحضرنة والطب والصحة والطيران.

وقال وانغ يي وي، الباحث بجامعة الشعب الصينية، إن الصين توفر سوقا مثالية لقطاع التصنيع الايطالي الناضج، في حين يوفر طلب الأخيرة للاستثمارات فرصا للصين.

وقال وانغ إن"الصين تستكشف إمكانيات جديدة للتعاون مع جنوب أوربا من خلال تعزيز الاستثمارات والروابط التجارية".

وفي 15 أكتوبر، الذي يصادف عشية يوم الغذاء العالمي، سوف يقوم لي بزيارة مقر الفاو لأول مرة، ما يظهر الأهمية الكبيرة التي توليها الصين للتعاون الدولي في المجالات الأمنية غير التقليدية.

وقال المدير العام للفاو خوسيه غرازينو دا سيلفا في يونيو إن السياسات الزراعية المناسبة والإصلاحات والزيادات الرائعة في الإنتاج الغذائي المحلي ساعدت الصين على تحقيق أول الأهداف الإنمائية للألفية.

وحظيت إنجازات الصين في الأمن الغذائي وخفض الفقر بترحيب على نطاق واسع كونها أسهمت في الجهود العالمية في هذا الصدد.

وباعتبارها محور جولة لي الأوربية، سوف تشهد قمة آسيم العاشرة في ميلان يومي 16 و17 أكتوبر مزيدا من الجهود الصينية للدفع من اجل تعاون أعمق وتعزيز الثقة المتبادلة بين آسيا وأوربا.

وسوف تكون هذه أول مرة يحضر فيها لي قمة آسيم منذ توليه منصبه.

وخلال اجتماعه مع رينزي في يونيو، قال لي إنه يأمل أن تؤدي القمة إلى تعزيز التعاون الآسيوي -الأوربي في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية، وتقوية الاتصالات وإحراز تقدم إيجابي بإتجاه السوق الأوربية-الآسيوية.

ويتوقع أن تعزز القمة المبادرة الصينية المتعلقة بحزام طريق الحرير الاقتصادي وطريق الحرير البحري للقرن الواحد والعشرين، والتي أشاد بها رينزي كفرصة جيدة لتعزيز العلاقات الثقافية والسياسية بين الشرق والغرب.

وقال نائب وزير الخارجية الصيني لي باو دونغ في وقت سابق إن الصين تأمل في أن تعزز آسيا وأوربا في القمة الثقة المتبادلة الإستراتيجية وتتوصلان إلى اتفاق بشأن تغير المناخ والإرهاب والأمراض الوبائية وغيرها من القضايا العالمية.

وتعد آسيم التي أطلقت في 1996 منصة مهمة للحوار بين آسيا وأوربا.

وقال تسوي إن القادة الصينيين يقدمون دوما دعما كبيرا لآسيم.

وسوف تكون إيطاليا المحطة الأخيرة في جولة لي الأوربية التي زار خلالها أيضا ألمانيا وروسيا.