القاهرة 12 أكتوبر 2014 / تعهد الشركاء الدوليون المشاركون بمؤتمر القاهرة الدولي حول فلسطين وإعادة إعمار غزة, بتقديم 5.4 مليار دولار لإعادة إعمار غزة, مؤكدين أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.
وعبر عدد من الوفود المشاركة بالمؤتمر عن تخوفها من تكرار سيناريو الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة, والتي تكررت في أعوام 2009, 2012, 2014, وفي كل مرة يقدم عدد من الدول المانحة مساعدات لإعادة الإعمار, وهو ما دفعهم للتأكيد على أنهم أرهقوا من تكرار التمويل.
وحول أهم التحديات التي يمكن أن تواجه تنفيذ ما توصل اليه مؤتمر إعمار غزة, قال الدكتور عبدالقادر ياسين المفكر والمحلل السياسي الفلسطيني, إن أهم هذه التحديات هي تكرار التجربة السابقة في مؤتمر إعمار غزة والذي انعقد بمدينة شرم الشيخ عام 2009, لم ينفذ ايا من قراراته على أرض الواقع بما في ذلك المبلغ الذي رصده لإعمار القطاع.
واستطرد ياسين قائلا لوكالة أنباء ((شينخوا)) أضف إلى ذلك أن الحصار الإسرائيلي الخانق على قطاع غزة برا وبحرا وجوا, وتحكم اسرائيل في المعابر ورفضها لإدخال مواد البناء والتشييد للقطاع.
وأضاف أن ذلك يجعل مسألة إعادة الإعمار تنتظر المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين برعاية مصرية, وهو ما يعني ممارسة اسرائيل ذلك في الضغط على الجانب الإسرائيلي.
وأوضح أن استمرار الوضع على ما هو عليه, يجعل اقدام اسرائيل في ظل هذا التخاذل الدولي واستمرار وضع اسرائيل فوق الشرعية وفوق القانون, في ظل الحماية الأمريكية-الغربية سيغريها بتكرار اعتداءتها على غزة مرة ثالثة ورابعة ولن يردعها شيء.
وأعرب ياسين عن دهشته من أن الطرف الذي حث على عقد مؤتمر إعمار غزة هي الولايات المتحدة الأمريكية, التي تستخدم اسرائيل أسلحتها في قتل الفلسطينيين وهدم منازلهم وتدمير البنية الأساسية للقطاع, كما أنه يوفر الغطاء والحماية لالة القمع والبطش والاحتلال الإسرائيلي للاراضي الفلسطينية.
ولفت إلى أن المساعدات الأمريكية تستهدف ابتزاز الجانب الفلسطيني وإجباره على الاستمرار في مفاوضات غير جادة وغير مجدية لدفع الفلسطينيين على تقديم المزيد من التنازلات.
ونوه إلى أن 20 عاما من المفاوضات بين الجانبين ولم يستفد منها الا الجانب الإسرائيلي بابتلاع المزيد من الأراضي وبناء المستوطنات وقتل المزيد من الفلسطينيين, معتبرا المفاوضات ستارا يسمح للاسرائيليين بتحقيق المزيد من المكاسب على حساب الفلسطينيين.
وأشار إلى أن الموقف الأوربي في مجمله لايختلف كثيرا عن الموقف الأمريكي, منوها إلى أن المجتمع الدولي اتخذ موقفا سلبيا من الاعتداءات الإسرائيلي على غزة ووقف صامتا أمام قتل الفلسطينيين وهدم المنازل وتدمير البنى التحتية.
وعقدت في القاهرة يوم الأحد أعمال المؤتمر الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة برئاسة مصرية - نرويجية مشتركة, وبحضور وفود من 50 دولة بينهم 30 وزيرا للخارجية وممثلو نحو 20 منظمة اقليمية ودولية.
وجاء انعقاد المؤتمر بعد أكثر من ستة أسابيع من انتهاء هجوم عسكري واسع النطاق شنته إسرائيل في الفترة من 8 يوليو حتى 26 أغسطس الماضيين على قطاع غزة وأدى إلى تدمير عشرات الآلاف من المنازل والمباني إضافة إلى البنية التحتية.
من جانبه, أكد الدكتور سمير غطاس مدير مركز مقدس للدراسات السياسية والاستراتيجية أن مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة له أبعاد عديدة, مشيرا إلى أن الأولوية أعطيت خلاله لإعادة الإعمار, وليس للتفاوض, خاصة وأن حماس تنصلت من مسئولياتها بالقطاع وألقت الكرة بملعب السلطة الفلسطينية التي سمحت بعقد حكومة الوحدة الوطنية لاول مرة بقطاع غزة منذ سبع سنوات.
وأعرب غطاس لوكالة أنباء ((شينخوا)) عن اعتقاده بأن المبلغ الذي تم الإعلان عنه ويصل إلى 5.4 مليار دولار غير كاف لإعادة إعمار غزة والوفاء باحتياجات الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحصار مقيت منذ نحو 7 سنوات متواصلة, تعرض خلالها لثلاثة حروب أعوام 2009, 2012, 2014.
وقال "إن الاشكالية الكبرى فيما تم الاعلان عنه من تعهدات تتمثل في أن ما يعلن عنه غالبا لا يتم الالتزام به بالكامل, وما يتم الالتزام به يأتي متأخرا, وهذا عانينا منه في مؤتمر الإعمار السابق, وقطاع غزة مقبل على وضع ماساوي لاقبال فصل الشتاء وهناك مئات آلاف المشردين بلا مأوى".
وحذر من عدم اختزال القضية الفلسطينية في مجرد مسألة مساعدات, وتابع "على الجميع أن يدرك جيدا أن الاستقلال الوطني وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي هو الهدف الرئيسي, ولابد من الوقوف بقوة أمام محاولات اختزال القضية الفلسطينية في مجرد كونها مسألة انسانية".
واردف قائلا, "لابد من وضع سقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وانعاش الاقتصاد الفلسطيني, والرئيس محمود عباس لدية رؤية وخطة محكمة لذلك ولإعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية".
وطالب بعدم الاستسلام للضغط الامريكي المنحاز دائما لإسرائيل والذي يسعى دوما لاحباط كل الخطوات والجهود الرامية لاقامة الدولة الفلسطينية, خاصة وأن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عاد مجددا للترويح لبضاعته الفاسدة والتي تعيد القضية الفلسطينية دائما للمربع صفر بالعودة للتفاوض, بحسب ياسين .
وقال كيري في مؤتمر صحفي, في ختام مؤتمر القاهرة الدولي حول فلسطين وإعادة إعمار قطاع غزة, "إن واشنطن ملتزمة بتحقيق حل الدولتين حتى يعيش الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي في سلام".
ونوه بأن بلاده قدمت الكثير لدعم كلا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأضاف أن هناك الكثير يمكن للولايات المتحدة والمجتمع الدولي القيام به لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي, مشيرا إلى أن مؤتمر القاهرة ماهو إلا مجرد بداية.
ولفت المفكر والمحلل السياسي الفلسطيني عبدالقادر ياسين إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس رحب بالتفاوض مع إسرائيل شريطة أن يتم ترسيم الحدود خلال ثلاثة اشهر, ومن ثم بعد ذلك يتم التفاوض على مختلف النقاط الخلافية الأخرى.
وحول البديل اذا لم يتم تنفيذ ذلك, قال "أعلم أن السلطة الفلسطينية ستتحة لفك الارتباط والتنسيق الأمني مع اسرائيل, وتسليم سلاح السلطة, والطلب من الأمم المتحدة وضع فلسطين تحت وصايتها".
ودعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي, في افتتاح المؤتمر الدولي اليوم إسرائيل إلى إنهاء الصراع مع الفلسطينيين وتحقيق السلام العادل والشامل, قائلا "أنادي الإسرائيليين شعبا وحكومة لقد حان الوقت لانهاء الصراع دون ابطاء ولنجعل من هذه اللحظة نقطة انطلاق لتحقيق السلام".
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn