تخوف لبناني من قيام مسلحين من جبهة النصرة بفتح جبهة مع جنوب لبنان

شبعا (القطاع الشرقي بجنوب لبنان) 30 أكتوبر 2014 / كشف مصدر أمني لبناني اليوم (الخميس) عن وجود مخاوف لبنانية من قيام مسلحين في جبهة النصرة التابعة للقاعدة في سوريا بفتح جبهة مع جنوب لبنان بعد سيطرتهم على مواقع بالجنوب السوري على تماس مع الحدود اللبنانية في محور جبل الشيخ الفاصل بين البلدين.

وقال المصدر الذي رفض ذكر اسمه لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن هذا التخوف من تمدد تداعيات الحرب السورية إلى جنوب لبنان قد ارتفع منسوبه خلال الأسابيع القليلة الماضية بعد سيطرة مسلحي جبهة النصرة وعناصر الجيش الحر المناهض للنظام السوري على طول الخط الحدودي مع شمال إسرائيل.

ويمتد هذا الخط الحدودي من الحدود الأردنية حتى القنيطرة مرورا بدرعا جنوب سوريا، وصولا إلى المرتفعات الشرقية لجبل الشيخ، الذي يشكل الحدود الفاصلة بين لبنان وسوريا بطول حوالي 70 كلم وبعمق يتراوح بين كيلومتر واحد و4 كيلومترات.

وأوضح المصدر أن جبهة النصرة والجيش الحر سيطرت على مواقع هامة، بينها تلال الحمر بريف القنيطرة وتل الحارة في درعا جنوب سوريا، الذي يحوي الكثير من أجهزة الرصد والتنصت الروسية الحديثة الصنع والمخصصة للتجسس على الجيش الإسرائيلي.

وأضاف أن لإسرائيل مصلحة قوية في فتح جبهة بين المسلحين السوريين والقرى الحدودية اللبنانية عند المثلث اللبناني/السوري /الإسرائيلي، وخاصة في قطاع شبعا ومزارعها المحتلة وتلال كفرشوبا.

ورأى أن مثل هذه الجبهة ستكون موجهة بشكل أساسي ضد حزب الله، والذي يملك قواعد عسكرية وانتشارا كثيفا لعناصره في هذه المنطقة التي يعتبرها أراضي لبنانية محتلة يعمل لتحريرها من الجيش الإسرائيلي.

واعتبر أن فتح الجبهة السورية/ اللبنانية سيشغل عناصر حزب الله ويحد من عملهم العسكري بحيث تصبح إسرائيل اللاعب الأساسي في الجولان ومزارع شبعا.

وعن سيناريو التدخل الإسرائيلي الميداني في حال فتح هذه الجبهة، قالت مصادر متابعة للوضع الحدودي اللبناني، إن هناك توقعات بدعم إسرائيلي لمجموعات مسلحة باجتياز مرتفعات جبل الشيخ انطلاقا من سوريا وصولا إلى الهضاب المشرفة على شبعا وعلى قرى حاصبيا والعرقوب في الجنوب اللبناني.

من جهته، يضع الجيش اللبناني التوقعات باحتمال نقل الحرب السورية إلى المنطقة الحدودية بجنوب لبنان، في دائرة اهتماماته.

وعمل الجيش على وضع خطة عسكرية متماسكة مستفيدا من تجربته العسكرية في المواجهة مع مسلحي جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في بلدة عرسال في منطقة البقاع الشمالي بشرق البلاد، حسب مصدر عسكري لبناني.

وقال المصدر الذي يعمل في جنوب لبنان إن الخطة شملت "استحداث عشرات المواقع العسكرية على طول الحدود مع سوريا في مرتفعات جبل الشيخ، من بينها نقاط مراقبة واستطلاع وسواتر ترابية ودشم، إضافة إلى مرابض مدفعية من مختلف الأعيرة".

وأضاف أن "الجيش وزع ناقلات جند ودبابات ويعمل على تسيير دوريات راجلة ومؤللة ويقيم الكمائن في اكثر من نقطة".

كما اتخذ قرارا بوقف استقبال النازحين من سوريا إلى قرى العرقوب، وبدأ منذ فترة اعمال مداهمة لأمكنة اقامة النازحين و يخضع المشبوهين منهم للتحقيق.

من جهته، قال ابو احمد احد كوادر حزب الله العامل في قطاع شبعا إن "المقاومة الإسلامية (حزب الله) عززت من مواقعها وتواجد عناصرها في المحور الحدودي في جبل الشيخ تحسبا لأية تطورات عسكرية".