من بإمكانه الإستفادة من مشاريع البنية التحتية الصينية في الخارج؟

ستتعاون الصين مع بعض الدول الأخرى لتأسيس البنك الآسيوي للإستثمار في البنية التحتية، ومؤسسة طريق الحرير، من جهة أخرى، ستقوم منظمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا-الباسفيك (الأبيك) خلال قمة بكين بطرح "مخطط ربط وتواصل الأبيك" كمحور هام خلال الإجتماع. فمن بإمكانه الإستفادة من مشاريع البنية التحتية الصينية في الخارج التي تتزايد بإستمرار؟

لاشك بأن القطاعات الصناعة والمالية ستستفيد. بالنسبة للإنشاء وصناعة التجهيز وصناعة مواد البناء، وغيرها من القطاعات، ستفتح لها الإستثمارات في البنية التحتية في الخارج فضاء جديدا للتطور، لإستكشاف وتحقيق الطلب الكامن في الأسواق الاجنبية. في ذات الوقت، وفي ظل تصاعد موجة الإستثمارات الصينية في البنية التحتية في الخارج، ستسجل الشركات الصينية إنتقالا من التصميم والإنشاء إلى الإستثمار والإدارة، وستستقطب مختلف الإستثمارات الأجنبية في البنية التحتية أنظار المستثمرين الصينيين.

في ذات الوقت، من الواضح أن الشركاء التجاريين للصين سيستفيدون. لأن هشاشة البنية التحتية تعد من بين الأسباب التي تعيق التطور الإقتصادي للعديد من الدول والمناطق في العالم. وحتى العديد من الدول المتقدمة ودول البريكس التي تعد اقتصادات الأسواق الناشئة ليست إستثناء.

تشير إحصاءات البنك الدولي، إلى أن توقف الكهرباء في الهند سنة 2006، قد تسبب في 6.6% من خسائر المبيعات في ذات العام؛ أما موانئ البرازيل فتشتهر في التجارة الدولية بالتأخير، حيث يكلف تصدير حاوية تجارية من البرازيل ضعفي التكلفة في الصين، و1.5 مرة مقارنة بالهند؛ وفي أندونيسيا، تتجاوز تكلفة النقل بين الجزر تكلفة التصدير إلى الصين....وبالنظر من الفاعلية وتوازن النمو بين المناطق أو توزيع الدخل وغيرها من المقاييس، يمثل تخلف البنية التحتية عبءا على التنمية الإقتصادية والإجتماعية بالنسبة للدول النامية.

ظل إختراق عنق الزجاجة على مستوى البنية التحتية، يعد رغبة ملحة بالنسبة للعديد من اقتصادات الأسواق الناشئة، لكن هذه الرغبة إصطدمت بنقص رؤوس الأموال، والحواجز التقنية وقدرات التنظيم وغيرها من المشاكل. في حين تمكنت الصين من تأسيس منظومة بنية تحتية متقدمة عالميا، وتأمل موجة الإستثمارات الصينية في البنية التحتية في الخارج أن توفر لهذه الدول التصميم والتخطيط، المعدات، المواد، الإنشاء والموارد البشرية في شكل سلة كاملة من الحلول، لمعاجلة المشاكل التي تواجهها هذه الدول على مستوى الإقتصاد الكلي ومساعدتهم على بناء أسس التنمية الإقتصادية والإجتماعية المستدامة.

فرص الإستثمارات الصينية مفتوحة لجميع الشركاء. لكن في ظل المنافسة العالمية على التنمية، فإن شركاء الصين التجاريين في حاجة إلى تحسين البيئة التجارية، وإصلاح مصادر عدم فاعلية المنظومة الإقتصادية، وتوسيع مستوى الإنفتاح الإقتصادي، وتجاوز حواجز الشعبوية التي تخالف مبادئ الإقتصاد، لكي يتمكنوا من الإستفادة من هذه الإستثمارات الصينية.