تعليق: هل يؤثر الاتفاق النووي الروسي – الإيراني على مفاوضات فيينا؟

مع قرب موعد اجتماع خبراء إيران والدول الكبرى في فيينا لمحاولة إحراز تقدم في المفاوضات الرامية إلى إبرام اتفاق نهائي حول ملف إيران النووي، أعاد الاتفاق الروسي الايراني الجديد المسألة النووية الإيرانية إلى أولوية الأجندة العالمية. فهل ستكون هذه الاتفاقية لمصلحة المحادثات النووية الايرانية في فيينا؟ هل المخاوف الاوروبية والأمريكية سوف تلقى بظلالها على مفاوضات فيينا؟

ثماني محطات للطاقة النووية

وقع كل من رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة النووية "علي أكبر صالحي"، ورئيس الشركة الروسية روس أتوم "سيرغي كيريينكو" في موسكو يوم 11 نوفمبر بالتوقيت المحلي اتفاق التعاون النووي بين البلدين. وبموجب الاتفاق سوف يتم بناء ثماني وحدات جديدة لإنتاج الطاقة الذرية في إيران، ما شكل صدمة لأمريكا وأوروبا.وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد واجه خلال المفاوضات النووية الايرانية يوم 9 نوفمبر الجاري بعض الصعوبات والتحديات. وفي اليوم نفسه، عقد وزير الخارجية الايراني جواد ظريف، وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وكاترين أشتون الممثلة السامية لشؤون الإتحاد الخارجية والسياسة الأمنية المنتهية ولايتها لتوه محادثات في العاصمة العمانية مسقط، دون ان تشهد المحادثات أي افراج. وحسب الاتفاق المرحلي الموقع في شهر نوفمبر من العام الماضي بين إيران و"مجموعة دول5+1" "، ينبغي على ايران تقديم تنازلات بشأن البرنامج النووي قبل 20 يوليو هذا العام، في المقابل تخفيف الدول الغربية العقوبات وسعي الجانبان للتوصل الى اتفاق شامل من خلال المفاوضات. وبسبب فشل التوصل الى اتفاق شامل قبل 20 يوليو، قرر الجانبان على تمديد المفاوضات حتى 24 نوفمبر والسعي الى التوصل الى اتفاق شامل قبل ذلك.

حسابات روسيا وايران

وفقا لما ذكرته وكالة أنباء »نوفوستي «الروسية، إن الاتفاق الموقع بين رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة النووية "علي أكبر صالحي" وروسيا نقطة تحول في العلاقات الثنائية. ووفقا لتقارير وسائل الاعلام الايرانية، بعد بناء المفاعل النووي سيتم توفير الوقود من قبل روسيا، وشحن الوقود المستنفذ الى روسيا للمعالجة والتخزين.

بالرغم من أن روسيا اعلنت عن أن التوقيع يستند الى اتفاق عام 1995، وأنها سوف تساعد في شفافية الانشطة النووية الايرانية، ومواتية لتعزيز مفاوضات فيينا. إلا أن الدول الغربية قلقة من أن يسرع بناء المفاعلات النووية بحث وتطوير ايران لتخصيب اليورانيوم.

لماذا يتم الاتفاق النووي الروسي ـ الايراني في هذا المنعطف الحرج؟ ناهيك، عن أن روسيا واحدة من الدول المشاركة في المفاوضات النووية الايرانية.

هتفت وسائل الإعلام الروسية،الى أن الاتفاق النووي الروسي ـ الايراني لا يحقق ايرادات بعشرات المليارات من الدولارات على روسيا فحسب، وإنما ايضا يعزز موقفها السياسي في الشرق الاوسط. ويعتقد خبراء الروس ايضا أن هذا يرسل اشارة للعالم بأن العقوبات لا يمكن أن توقف وتيرة التقدم والتنمية.

ولاحظت وسائل الإعلام الغربية ، ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الايراني الجديد حسن روحاني إلتقيا عدة مرات على مدى الاشهر الـ 12 الماضية، ووقع البلدان عددا من الاتفاقيات الاقتصادية، في اطار البحث عن طريق جديد في ظل العقوبات التي يفرضها الغرب ضد البلدين.

وتتفق وسائل الاعلام الالمانية ايضا مع هذا التحليل، وترى أن الاتفاق النووي الروسي الايراني سوف يساعد ايران على تطوير التكنولوجيا النووية المحلية ، وايضا التخفيف من مخاوفها من الغرب.

نقطة النهاية ام علامة استفهام

اعتبر بعض الدبلوماسيين الغربيين الاتفاق النووي الروسي ـ الايراني الجديد بانه " ناقوس الخطر".وأن سماح الاتفاق مواصلة ايران برنامجها النووي المحلي يمكن ان يعرض المفاوضات النووية الايرانية باكملها للخطر.

وستعقد الجولة الاخيرة من المفاوضات حول القضية النووية الايرانية في فيينا خلال الفترة من 18 الى 24 نوفمبر الجاري،. وتتطلع الاطراف إلى الوصول الى اتفاق حول فرض قيود دائمة في انشطة تخصيب اليورانيوم في ايران وفي المقابل وقف المجتمع الدولي العقوبات ضد ايران.

حذر وزير الخارجية الالماني فرانك-فالتر شتاينماير في برلين من فشل المفاوضات النووية مع إيران. مضيفا أنه اذا لم يتم التوصل الى اتفاق في الموعد النهائي 24 نوفمبر، فإنه سوف ينتظر عامين اخريين لاعادة تشغيل الموضوعي.

وعلق بعض الخبراء، أن لا داعي للقلق كثيرا حول الاتفاق النووي الايراني ـ الروسي، ولا يزال من المبكر جدا تنفيذ هذا الاتفاق. وقد انفقت روسيا عشرات المليارات من الدولارات لبناء المفاعل النووي بوشهر خلال السنوات الـ 20 الماضية، ، لكن الأمن لا يزال يمثل مشكلة رئيسية.

أما عن كيفية تاثير هذا الاتفاق على المفاوضات النووية الايرانية، قال كبير المفاوضين الروس سيرغي ريابكوف الثلاثاء إنه "متفائل جدا" ،وأن الدول الكبرى ستتوصل الى اتفاق مع إيران حول برنامجها النووي بحلول المهلة النهائية في 24 نوفمبر رغم الفجوات الكبيرة التي لا تزال قائمة.