أعلن وزير التنمية الاقتصادية الروسية أليكسي أوليوكاييف يوم 30 نوفمبر الماضي أن روسيا تنوي بدء تسليم الحبوب والمنتجات الصناعية لإيران مقابل النفط في المستقبل القريب، وأن الجانبين يناقشان قائمة المنتجات التي لا تشمل الغذاء فقط وانما مجموعة متنوعة من البضائع المنوعة الاخرى. كما يتم التفاوض على الخدمات اللوجيستية والشحن والتامين وغيرها من القضايا ذات الصلة. ويعتقد المحللون أن التعاون الروسي ـ الايراني في تبادل الغذاء مقابل النفط يساعد على تخفيف ضغط العقوبات الغربية على الجانبين.
بدأت روسيا وإيران في وقت مبكر من بداية هذا العام مناقشة جدوى اتفاقية تبادل المنتجات الصناعية مقابل النفط. وكانت رويترز نشرت في يناير هذا العام أن موسكو وطهران تبحثات إبرام اتفاق مقايضة تشتري موسكو بمقتضاه ما يصل إلى 500 ألف برميل يوميا من النفط الإيراني في مقابل معدات وبضائع روسية. وذكرت وسائل الاعلام الروسية أن اجمالي قيمة عقد المبادلة قد يصل الى 20 مليار دولار. وأشار الرئيس الإيراني حسن روحاني في سبتمبر الماضي أن اتفاق مقايضة للنفط مقابل الغذاء بين روسيا وإيران أحرز تقدما كبيرا.
وفي وقت سابق، قال أندريه جورماخ النائب الأول للرئيس التنفيذي لشركة الحبوب المتحدة الروسية الحكومية، أنه اذا تم توقيع اتفاقية تبادل المنتجات الصناعية مقابل النفط بين روسيا وايران فإن الشركة سوف توفر من مليون الى مليونين طن من الحبوب سنويا الى ايران. وتفيد التقارير أن طلب السوق الايراني من الحبوب حوالي 5 ملايين الى 7 ملايين طن سنويا. وسيتم نقل الغذاء عبر الموانئ في جنوب ايران، كما يتم ايضا شحن صادرات النفط الايراني الى روسيا. ويمكن لروسيا ايضا لتوفير الشحن وزيادة الارباح عن طريق بيع النفط ايضا.
ورد على الاصوات الغربية المعارضة للتعاون الروسي ـ الايراني ، أكد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك،أن العقوبات الغربية على روسيا لن تؤثر على استمرار التعاون الوثيق بين البلدين في مجال الطاقة. وقال نائب وزير النفط الإيراني منصور معظمي،أن ايران تعتزم تعزيز التعاون مع روسيا في المجال الاقتصادي والطاقة لمواجهة العقوبات الغربية.
وقال باركلي نوفيتسكي خبير في المركز الروسي لدراسات الشرق الأوسط،أنه بالرغم من الخوف من تأثير اتفاقية تبادل المنتجات الصناعية مقابل النفط بين روسيا وايران على مسار المفاوضات النووية الايرانية، إلا أن التبادلات بين موسكو وطهران "دافئة". ومن المنظور الاقتصادي، فإن اتفاقية تبادل الغذاء مقابل النفط مهم وفي صالح ايران التي تواجه ازمة غذائية حادة ،الى جانب تاثير العقوبات الغربية على المدفوعات الدولية لشراء ايران المواد الغذائية. وبالنسبة لروسيا، فإن مقايضة الحبوب بالنفط يتيح لها شراء نفط من ايران اقل من سعر السوق العالمي، واعادة روسيا بيع نفط الذي تحصل عليه من ايران يكون مربح لها اكثر من بيع النفط الروسي.
ويرى باركلي نوفيتسكي، أنه من منظور جيوسياسي فإن مقايضة الحبوب بالنفط بين روسيا وايران يعزز النفوذ الروسي في الشرق الاوسط، وخاصة في لحظة الواحدة بالواحدة بين روسيا وامريكا، كما أن التعاون مع ايران الوسيلة الوحيدة لضرب امريكا. وفي نفس الوقت، فإن الحصار المفروض على ايران لسنوات عديدة من قبل الدول الغربية بحاجة الى القوة الروسية للقتال من اجل مكانتها في الساحة الدولية، كما أن روسيا قد وافقت على مساعدتها للانضمام الى منظمة التجارة العالمية. وفي مواجهة الوضع الدولي الراهن، فإن مواصلة تعزيز التعاون المتبادل المنفعة بين روسيا وايران يهدف الى تعزيز القدرة على التعامل لمحاربة الغرب.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn