فاز الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة القاعد على كرسي متحرك فى انتخابات الرئاسة الجزائرية في ابريل عام 2014، بنسبة 82% من الأصوات ليقود الجزائر لفترة رئاسة رابعة تمتد خمس سنوات. وتساءل الكثير من الناس عن سر قدرة بقاء الجزائر مستقرة وقوية في ظل الاضطرابات السياسية والاجتماعية التي اجتاحت الدول العربية منذ نهاية عام 2010، بدء من الدول المجاورة تونس وليبيا والإطاحة بزين العابدين بن علي ومعمر القذافي ومرورا بمصر واليمن والإطاحة بحسني مبارك و علي عبدالله صالح.
تعتقد خه وان بينغ عضو في جمعية تشاهار( تأسست جمعية تشاهار لتعزيز الدبلوماسية العامة والدبلوماسية والعلاقات الدولية) وباحثة في معهد ابحاث غرب اسيا وافريقيا التابع لأكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية، أن الظروف الجزائرية تختلف عن ظروف الدول المجاورة مثل اختلاف الجليد والنار، ويرجع ذلك اساسا الى شخصية بوتفليقة البسيطة وسياسته الحكيمة التي ركزت اساسا على رفع من مستوى مكافحة ظاهرة الفساد المنتشرة في مؤسسات الدولة، والشفافية و المشاركة الشعبية في رسم سياسات الدولة والانفتاح النسبي لوسائل الاعلام.
ومن أهم اللمحات المضيئه في شخصية بوتفليقة البساطة والتواضع ،ومما يذكر في هذا الصدد،إقامة بوتفليقة في منزله الخاص الذي يعود الى عام 1965،وزيارته المستمرة الى والدته دون حراسة خاصة بعد وصوله الى القصر الرئاسي بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية في 1999.
بعد اندلاع الاضطرابات السياسية في تونس في نهاية عام 2010، اعتبر بوتفليقة مكافحة الفساد واجبا وطنيا اساسيا، واتخذ إجراءات قانونية تهدف الى اتقاء الفساد وأشكال المساس بالاقتصاد الوطني وقمعها، وتعيين وكالة خاصة لمكافحة الفساد ضمن اطار قانوني، والمطالبة بـ" بيان النزاهة" من الاطراف الراغبة في الحصول على عقود عامة. وقال بوتفليقة علنا:" أن الدولة العازمة كل العزم على حماية الاقتصاد الوطني تضع محاربة الفساد والممارسات الطفيلية والغش في صميم نشاطها."
كما يعتبر النظام السياسي في الجزائر أكثر انفتاحا من ناحية أعمال الحكومة ودرجة المشاركة العامة ورقابة وسائل الاعلام. وبالرغم من سيطرة الحكومة الجزائرية على الاذاعة والتلفزيون،إلا أن وسائل الاعلام المطبوعة مثل الصحف حرة نسبيا. حيث يمكن أن نقرأ في الصحف الجزائرية من الحين لآخر انتقادات وملاحظات على الحكومة وعلى الرئيس بوتفليقة نفسه، الأمر الذي جعل من الصحف قنوات للتعبير عن رأي وسخط الجمهور، وتلعب الصحف المطبوعة دور" صمام " تخفيض الضغط للمجتمع و ضمانة تحوله دون حدوث اضطرابات أو انفجارات اجتماعية.
في الواقع، اجتاحت الجزائر بعض الاحتجاجات ودعوة الى مسيرات التغيير السياسي بسبب ارتفاع الاسعار قبل اندلاع " ثورة الياسمين" في تونس في بداية عام 2010، وقد كانت متطلبات الناس عقلانية جدا و لقيت استجابة سريعة وفي الوقت المناسب من قبل الحكومة. والرئيس بوتفليقة لم يرفع راية مكافحة الفساد عاليا فحسب، بل دعم الناس الذين يعيشون في الظروف الصعبة، بالاضافة الى ذلك، رفع بوتفليقة في فبراير عام 2011 حالة الطوارئ القائمة منذ عام 1999.
ومن جانب آخر، لم تترك الحكومة الجزائرية باب مفتوح للشائعات، حيث اسرعت الى نشر تقريرا مفصلا بشأن حادث إقدام شاب يعمل بائعا متجولا على محاولة الانتحار حرقا في الصحب العمومية ولم تتعامل مع حادث بسرية،وذلك من أجل سد وعرقلة كل انواع " الشائعات" التي قد تنشر، كما تساعد الناس على النظر في هذه الحادثة المفاجئة وغير الطبيعية بعقلانية وموضوعية.
وبعد مرور ثلاث سنوات من الاضطرابات التي اجتاحت بعض الدول العربية وتحول " الربيع العربي " الى " الشتاء العربي" ، وفي ظل الفوضى الامنية التي تعاني منها ليبيا ،والمرحلة الانتقالية الصعبة التي تمر بها كل من مصر وتونس، فإن قدرة الجزائر التي تقف في عين العاصفة على القضاء على التدخل والمحافظة على الاستقرار والسلام والتنمية يستدعي التقدير والتفكير.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn