تعليق: بريطانيا تسعى الى توسيع نفوذها في الشرق الاوسط

فجر قرار بريطانيا بإعادة بناء قاعدة عسكرية في مملكة البحرين نقاشا محتدما في وسائل الاعلام مؤخرا. وذكرت وسائل الاعلام البريطانية، أن القاعدة العسكرية ستصبح أول قاعدة عسكرية بريطانية في الشرق الأوسط منذ انسحاب بريطانيا من المنطقة عام 1971، وهذا له "اهمية غير عادية ". وتعتقد صحيفة London Evening Standard ، أن الخطوة تهدف الى ضرب ثلاث عصافير بحجر واحد: أولا ، تسليط الضوء على اهمية بريطانيا بالنسبة لدول الخليج. ثانيا، البحث في مكافحة " داعش" والمنظمات المتطرفة الاخرى. ثالثا، التفكير في العودة الى الشرق الاوسط، وتوسيع نفوذها في المنطقة.

ووفقا للاتفاقية التعاون العسكري الموقعة بين بريطانيا والبحرين، ستتمركز مدمرات وفرقاطات وسفن حربية كبيرة اخرى تابعة للبحرية البريطانية في قاعدة قوة دفاع البحرين بميناء سلمان، ومن المتوقع أن يتم وضع القاعدة في حيز الاستخدام في عام 2016.

تتميز البحرين بموقع مهم للغاية، فهي بقرب من السعودية وقطر، وقريبة منمضيق هرمز الذي يتحكم في مدخل الخليج باكمله، و ليست بعيدة عن مضيق باب المندب الإستراتيجي في البحر الاحمر، وخليج السويس وخليج العقبة.

وقد ربط الاعلام في الشرق الاوسط تواجد القاعدة العسكرية البريطانية في البحرين بالوضع الامني في المنطقة. وذكرت صحيفة " اخبار الخليج" السعودية، أن الخطوة البريطانية سوف تعزز الامن الاقليمي. ويعتقد تحليل نشر على الموقع الإلكتروني لقناة الجزيرة التلفزيونية القطرية، أن هذه الخطوة نتيجة الجهود المبذولة من قبل بريطانيا وأمريكا لمكافحة " داعش". وفي هذه اللحظة، تشهد منظمة " الدولة الاسلامية" وتنظيم " القاعدة" ومنظمات متطرفة اخرى توسعا كبيرا في الشرق الاوسط. وكانت بريطانيا قد اعلنت في وقت سابق عن رفع مستوى التأهب الأمني إلى درجة "خطر شديد جدا" في مواجهة الهجمات الارهابية.

ومع ذلك، يعتقد بعض الخبراء والباحثين أنها خطة بريطانية للعودة وتوسيع نفوذها في الشرق الاوسط، حيث أنها متواجدة في المنطقة قبل ظهور منظمة " الدولة الاسلامية". وأكد ريمي ايل باحث في المعهد البريطاني للدراسات الاستراتيجية، أن قيادة القوات البحرية البريطانية انشأت مقرا دائم لها في البحرين عام 2001، وانشأت في عام 2014 مقرا جديدا ايضا. ويعتقد ريمي ايل أن انشاء بريطانيا قواعد عسكرية دائمة في البحرين ليست سوى خطوة جديدة لعودة الى منطقة الخليج في السنوات الاخيرة.

بالإضافة إلى ذلك، اشار السفير البريطاني السابق لدى الأمم المتحدة جيرمي غرينستوك، إلى أن نية انشاء بريطانيا قاعدة عسكرية في البحرين هي حماية مصالح الطاقة البريطانية في المنطقة. وكشف عن أن بريطانيا تخطط ايضا لإرسال كتيبة مشاة للتدريب إلى الإمارات، سلطنة عمان.

وقال وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة لوسائل الاعلام :" ان الاتفاق يؤكد مجددا تصميمنا على الحفاظ على الامن والاستقرار الاقليمي في مواجهة التحديات"، مشددا على ان "البحرين تتطلع الى تطبيق اتفاق اليوم ومواصلة العمل مع بريطانيا والشركاء الآخرين لمواجهة التهديدات للأمن الاقليمي".

ومع ذلك، خرج مئات من الناس في مسيرة احتجاجية في البحرين بعد اعلان قرار اقامة قواعد عسكرية بريطانية مطالبين الحكومة بطرد السفير البريطاني في البحرين. وقبل الانهاء من انشاء القاعدة العسكرية في عام 2016، سوف تواجه بريطانيا ضغوطات هائلة من الشعب البحريني، وطريق عودة بريطانيا الى الشرق الاوسط ليس مسطحا.