تعليق: استراليا تدخل في مأزق صعب بتعاونها الوثيق جدا مع امريكا

لقد هز حادث اختطاف ارهابي مسلح عددا غير محدد من الرهائن داخل مقهى في وسط سيدني باستراليا يوم 15 ديسمبر الحالي العالم. وإن وقوع مثل هذا الحادث على اراضي استراليا التي لم تتعرض من قل لأي اعتداء ارهابي سوف يؤثر حتما على المجتمع الاسترالي.

يعتبر حادث اختطاف الرهائن داخل مقهى في سيدني اول " هجوم إرهابي " يشعر بيه حقيقة الاستراليين، علاوة على ذلك، وقع الحادث في منطقة اكثر ازدهارا في استراليا. في الواقع، إن حادث الاختطاف ليس غريبا عن الاستراليين إذا ما كان مجرد " تهديد ارهابي"، فقد قال مسؤولون تنفيذيون في القطاع الخاص الاسترالي فور حدوث ثلاثة من التفجيرات خلال اقل من ساعة في مترو الأنفاق في لندن في عام 2005، أن الهجوم على استراليا "مسألة وقت" فقط ، وأصدرت حكومة جون هاوارد تحذيرا واضحا من الهجمات الارهابية في نوفمبر ذلك العام. وحتى قبل هذا الحادث، اعلنت حكومة توني أبوت في منتصف سبتمبر رفع درجة التأهب الأمني في البلاد من مستوى "المعتدل" إلى"الخطر".

على الرغم من انهاء أستراليا رسمياً معظم الروابط الدستورية بينها وبين بريطانيا عام 1931، ومستقلة في علاقاتها الدولية، وذات سيادة ومستقلة أعضاء في رابطة الكومنولث، إلا أنها لم تستمتع " الاستقلال" حقا. 

حيث لم تنفصل استراليا عن تاريخ الدونية كاملا، وبقيت دائما تلتزم الى استراتيجية " التحالف" بسبب لقلة عدد سكانها وقدراتها الدفاعية الهشة. قبل الحرب العالمية الثانية، لم تنهي استراليا اعتمادها على بريطانيا. وبعد الحرب العالمية الثانية، بقيت استراليا تبعا لامريكا. ومثل هذه الاستراتيجية يمكن أن يشعر الاستراليين بالأمن من ناحية،ويسمح أن يكون لاستراليا منصة دولية كبيرة لتعزيز ذاتها وتحقق قيمتها من ناحية اخرى.

قبل الحرب العالمية الثانية، لم تنهي استراليا اعتمادها على بريطانيا

لذلك، يعارض العديد من الاستراليين بشدة اصرار معظم السياسيين والتمسك بهذه الاستراتيجية.وهذه احد اسباب تردد استراليا في التعاون مع امريكا في " الاستراتيجية العالمية لمكافحة الارهاب " بعد حادث "11.9".

لكن، العلاقات وثيقة جداً بين امريكا وأستراليا جلب للأخيرة الكثير من المتاعب، وأن التهديدات الارهابية أحد هذه المتاعب. وقد ارسلت استراليا قوات الى الحرب في افغانستان والعراق ، ولا يزال الف من قواتها مترابطة في كلا البلدين بعد الحرب. وفي سبتمبر من هذا العام، اعلنت حكومة توني أبوت مشاركتها في حملة مكافحة تنظيم " الدولة الإسلامية " بالقيادة الامريكية، ودعا المتحدث باسم " الدولة الاسلامية" انصاره بوضوح الى قتل المدنيين والجنود الاستراليين. بالاضافة الى ذلك،فإن الصدع المتزايد بين المجتمع الاسترالي والمهاجرين المسلمين، والاحتكاكات والصراعات التي لا تنتهي، والأحداث الواسعة النطاق التي تظهر أحيانا، زادت من احتمالات حدوث " هجمات ارهابية".

وباعتبار استراليا قوى وسطى لا يمكن ان تفقد مسؤوليتها الدولية، ومع ذلك، لا يمكنها اثارة بعض المتاعب وتعريض أمن وسلامة شعبها للخطر من اجل دفع فاتورة اخطاء الامريكيين.

بالطبع، إن ما حدث في مقهى سيدني يدعوا المجتمع الاسترالي الى الاستيقاظ، ويحث الساسة الى حماية المصالح الوطنية، والتفكير في استراتيجية استرالية لحماية المصلحة الوطنية.