تعليق: هل يقود السبسي تونس إلى الإزدهار والإستقرار؟

أعلنت الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات التونسية في 22 ديسمبر الجاري، رسميا عن النتائج الأولية للدور الثاني من الإنتخابات الرئاسية، حيث فاز رئيس حزب "نداء تونس" الباجي قايد السبسي بالإنتخابات بـ 55.68% مقابل 44.32% لمنافسه محمد المنصف المرزوقي.

فإلى أي إتجاه سيقود السبسي البالغ من العمر 88 سنة تونس، هذا هو مايجذب إهتمام الجميع.

لماذا إنتصر السبسي؟

يسود الرأي العام إعتقاد بأن فوز السبسي كان نتيجة لتغير في عقلية الناخبين التونسيين. ففي آواخر 2010، شهدت تونس موجات من الإحتجاج والغضب نتيجة للأوضاع الإقتصادية السيئة والبطالة المرتفعة. وفي يناير 2011، تنحى زين العابدين بن علي الذي حكم تونس لـ 23 سنة كاملة. بعد ذلك، لم ينجح الإئتلاف الحاكم الذي قادته حركة النهضة الإسلامية في إنعاش الإقتصاد، وظلت البطالة في مستويات مرتفعة، كما تدهور الوضع الأمني، وشهد الوضع السياسي إضطرابات مستمرة، أدت إلى إحباط جماهير الشعب.

سبق للسبسي البالغ من العمر 88 سنة، أن شغل منصب وزير الداخلية في حكم بورقيبة، كما شغل منصب رئيس مجلس النواب أثناء حكم الرئيس بن علي، وهو سياسي يمتلك تجربة ثرية. ويعلق عليه الكثير من الناخبين الأمل في قيادة تونس إلى الإزدهار والإستقرار.

التحديات التي يواجهها السبسي

يجمع الرأي العام على وجود 3 تحديات كبرى تواجه السبسي:

أولا، إنهاء الإنقسام الناجم عن الإنتخابات بين أنصار السبسي وأنصار منصف المرزوقي. وإنهاء الإنقسام مهم بالنسبة للإستقرار السياسي فيما بعد.

ثانيا، مواجهة الركود الإقتصادي. تبلغ نسبة البطالة في تونس حاليا 15%، وتوجد هوة كبيرة في التنمية بين المناطق، كما توجد العديد من المشاكل على المستوى الإقتصادي. فهل سيتمكن السبسي من معالجة الملف الإقتصادي ؟

ثالثا، التحديات الأمنية. بعد تسلم السبسي للحكم، قد تتصاعد انشطة القوى المتطرفة، هذا إلى جانب الوضع الأمني المتأزم في ليبيا، وإمكانية إنتقاله إلى تونس.

إلى أي إتجاه ستمضي تونس

بالمقارنة مع الوضع المضطرب في ليبيا وسوريا، كانت فترة الإنتقال السياسي في تونس آمنة نسبيا، ولم تشهد تونس أحداث عنف كبيرة. كما أن إتمام الإنتخابات الرئاسية على أحسن وجه، سيوفر الظروف الملائمة للأمن والإستقرار الدائمين.

بعد فوزه بالرئاسة، سيصبح السبسي قادرا على التحكم في الجيش، هذا إلى جانب الغالبية التي يتمتع بها حزبه داخل البرلمان، ما سيمكنه من تنفيذ إرادته، ويأمل الناخبون في أن يتمكن السبسي من قيادة تونس إلى الإزدهار والإستقرار. لكن نظرا لسنه المتقدم (88سنة)، تشكك العديد من وسائل الإعلام في قدرته الصحية على إتمام 5 سنوات من الحكم، وهذا يمثل مصدر قلق على مستقبل تونس.