بقلم/دينغ يوان خونغ ، سفير الصين لدى الاتحاد الأوروبي السابق
تشهد جبال الالب الالمانية في الفترة ما بين 7-8 يونيو الجاري انعقاد قمة بلدان الدول الصناعية "السبع" التي استبعدت روسيا رسميا من القمة بسبب الازمة الاوكرانية، وهي أول قمة تنعقد بعد تحول مجموعة "الثماني" الى مجموعة " السبع". وتركز مجموعة "السبع" منذ انشائها على القضايا الاقتصادية المختلفة، وقمة هذه المرة تتناول جميع القضايا التي يشهدها العالم اليوم، بما في ذلك نزاع بحر الصين الجنوبي الذي تصر اليابان على حشره في نقاشات القمة. ويبدو أن مجموعة " السبع" تحاول مواصلة الهيمنة على العالم تحت القيادة الامريكية حتى في ظل عجز الاخيرة على ان تكون " شرطي العالم".
أنشأت بلدان الدول الصناعية "السبع" ما يسمى مجموعة " السبع" بقيادة امريكا قبل 40 عاما للسيطرة والهيمنة على الاقتصاد العالمي وتنسيق السياسات الاقتصادية من اجل الحفاظ على المصالح المشتركة. وخلال 40 عاما، تغيرت صورة العالم ، وحسب اخر احصاءات بلغت نسبة حصة مجموعة " السبع " من ناتج الاقتصاد العالمي 66% في عام 2000، وانخفض الى 47% في عام 2013. في حين ان الناتج المحلي الاجمالي في الصين والهند والبرازيل وروسيا وغيرها من البلدان النامية الكبيرة ستتجاوز مجموعة " السبع " في عام 2017. وفي ظل هذا الوضع، فإن حلم امريكا في استبعاد الامم المتحدة وقيادة العالم باسم مجموعة " السبع" وتحويلها الى منصة عالمية لمناقشة القضايا الاقتصادية، وتجاهل مجموعة العشرين لن يتحقق.
في الواقع، الدول السبع المشاركة لديها أهدافا مختلفة ، ومخاوف واهتمامات مختلفة اتجاه العديد من القضايا التي سوف تناقش على طاولة القمة. على سبيل المثال، هناك اختلاف كبير بين المانيا وأمريكا في ما يخص تحول مجموعة " الثماني" الى مجموعة " السبع "، حيث تعتقد المانية ودول اوروبية اخرى ضرورة التعاون مع روسيا من اجل استقرار وازدهار اوروبا على المدى الطويل ، ولا يمكن استمرار تعليق عضوية روسيا طويلا بسبب الازمة الاوكرانية. وصرحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل علنا امام وسائل الاعلام ، بأن الدول السبع الكبار ستناقش في قمة بافاريا كيفية التواصل مع روسيا. لكن استغلال امريكا فرصة الازمة الاوكرانية من اجل اعاقة الدول الاوروبية وتدهور العلاقات بين الاتحاد الاوروبي وروسيا، جعلها تعارض اقتراح المانيا ، وتحرض رئيس الوزراء الكندي جوزيف هاربر ليبدي بحزم أنه "يعارض عودة بوتين الى طاولة قمة مجموعة الدول الصناعية السبع مرة اخرى".
كما أن امريكا لن تبخل بجهد لاستبعاد حلفاءها الاوروبيين من الانضمام الى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية الذي اطلقته الصين، والذي انضم اليه الكثير من الدول الاوروبية التي تعمل بنشاط لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الصين . وبالاضافة الى ما يقوم به باراك اوباما شخصيا، تدعم امريكا ايضا اليابان لتشويه الصين من خلال قضايا بحر الصين الجنوبي والبنك الآسيوي للاستثمار، في محاولة جلب الدول الاوروبية الى "فريق مناهضة الصين" بقيادة امريكية ووقوف اليابان في صفه الأول. في حين ان الدول الاوروبية تحاول التخلص من الصعوبات الاقتصادية وإحياء الحيوية الاقتصادية في اقرب وقت ممكن. وهذه نقطة انطلاق سياسة الدول الاوروبية في روسيا والصين، ولا يمكن ان تخضع للهيمنة الامريكية ولن تهزها الضجة اليابانية.
وينبغي القول، ان تراجع تأثير مجموعة " السبع " الكبرى ضرورة تاريخية، كما انه نتيجة القاء مجموعة " السبع" الرصاص على نفسها . كما ان التغيير في الوضع العالمي والتغيير في ميزان القوى بين الدول جعل امكانية سيطرة القوى الكبرى على النظام السياسي والاقتصادي الدولي صعب نوعا ما. واستعادة مجموعة " السبع" المد والهيمنة وهم يبوء بالفشل لا محال.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn