دمشق 11 يونيو 2015 / يقف الشيخ الستيني أبو سلمان حاملا بندقيته على كتفه أمام مقر "عين الزمان" الديني وسط مدينة السويداء جنوبي سوريا مبديا استعداده لقتال مسلحي (جبهة النصرة) الموالية لتنظيم القاعدة والذين باتوا على تخوم محافظته.
وحقق مسلحو التنظيم المتشدد خلال الأيام الأخيرة تقدما في ريف درعا الشمالي الشرقي القريب من السويداء ما أثار مخاوف وقلق سكان المحافظة وأغلبهم من طائفة الموحدين الدروز.
وقال أبو سلمان (65 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) من أمام (عين الزمان) المقر الرسمي لمشيخة العقل في السويداء ،انه جاء وحمل البندقية لكي يقف في الصف الاول على خطوط المواجهة ضد مقاتلي (جبهة النصرة) ، ولكي يحفز الشبان كذلك على حمل السلاح.
ويبدي الشيخ حذرا مشوبا بالقلق ازاء التطورات العسكرية الأخيرة في ريف درعا وما قد يحمله من تداعيات للسويداء قائلا "نحن نخشى من غدر هؤلاء الإرهابيين فهم يقاتلون في الليل ، ويستخدمون أساليب الحيلة ، وهذا الأمر يدعونا للقلق والحذر على أطفالنا ونسائنا".
وسيطر المسلحون المتشددون الثلاثاء على "اللواء 52" ،ثاني أكبر قاعدة عسكرية تابعة للجيش السوري في محافظة درعا ، فيما انسحب جنود الجيش باتجاه مطار"الثعلة" العسكري في السويداء والذي يعد نقطة الوصل الرئيسية بين المحافظتين.
ويبعد المطار نحو (10 كم) عن اللواء "52" الواقع في الريف الشمالي الشرقي لدرعا بالقرب من الحدود الإدارية مع السويداء.
وأعلن (جيش اليرموك) ، المقرب من (جبهة النصرة) فرع تنظيم القاعدة في سوريا ، عن بدء مقاتليه "هجوما مباغتا على مطار الثعلة العسكري والسرية الرابعة في ريف السويداء" ضمن ما أطلق عليها معركة "سحق الطغاة".
وتحدثت مصادر مصادر محلية عن اطلاق عدد كبير من الصواريخ محلية الصنع على مطار الثعلة مساء الاربعاء ، ما قد يعني اضطرار وحدات الجيش للانسحاب منه باتجاه قرية الثعلة في محافظة السويداء.
ويقع مطار الثعلة العسكري في الجهة الغربية من محافظة السويداء ويبعد حوالي 12 كيلو مترا غربا.
وفي حال تمكن المسلحون الاسلاميون من السيطرة على هذا المطار ستصبح مدينة السويداء مهددة من قبلهم.
وقتل شخص وأصيب ستة آخرون ظهر اليوم (الخميس) جراء سقوط أكثر من خمس قذائف صاروخية وهاون على الاحياء السكنية بمدينة السويداء ، بحسب ما أفاد مصدر طبي في مستشفى السويداء وكالة أنباء ((شينخوا)).
وقال شهود عيان لمراسل ((شينخوا)) إن "معظم أهالي بلدة الثعلة الذي يوجد فيها المطار العسكري قد تم إخراجهم منها ، وخاصة النساء والاطفال والشيوخ تحسبا لأي هجوم محتمل من قبل مقاتلي (جبهة النصرة) على المطار".
وسمع ليل الاربعاء الخميس دوي انفجار كبير في الجهة الغربية من محافظة السويداء ، الامر الذي زاد من حدة الخوف والقلق في نفوس معظم الأهالي.
وتبين لاحقا أن الصوت ناتج عن سقوط صاروخ أرض ــ أرض على محيط اللواء 52 ، مصدره الجيش السوري ، بحسب ما أكده مصدر أمني لمراسل وكالة ((شينخوا)).
ومنذ ساعات الصباح الباكر شن الطيران الحربي السوري عدة غارات جوية على الجهة الغربية من مدينة السويداء،مع استمرار سماع دوي الانفجارات.
وقال الشاب حاتم (35 عاما) إن "ما يحدث الآن في الريف الغربي من محافظة السويداء جعل الناس تعيش حالة من القلق والخوف من أن تتمكن جبهة النصرة من السيطرة على مطار الثعلة العسكري،وبالتالي يصبحون على مشارف مدينة السويداء".
وأكد الشاب الثلاثيني لـ ((شينخوا)) أنه مستعد لحمل السلاح والدفاع عن الارض ضد "هؤلاء المسلحين الذين يريدون تعكير أجواء المحافظة".
ولم تشهد محافظة السويداء ، مظاهرات احتجاجية مناوئة للنظام منذ اندلاع الأزمة في البلاد في مارس من عام 2011 ، ونأت بنفسها عن الاقتتال الدائر في عموم المحافظات السورية.
إلا أن الخطر بدأ يداهم المحافظة بعد أن شن مقاتلو (جبهة النصرة ) والدولة الاسلامية (داعش) عدة هجمات على قرى في ريفي السويداء الشمالي الشرقي والغربي قبل اشهر.
وتشعر سلمى (45 عاما) وهي وأطفالها بالقلق الشديد منذ يومين نتيجة اصوات دوي الانفجارات التي تسمع في الليل.
وقالت سلمى لـ ((شينخوا)) ان "اقتراب مقاتلي تنظيم (جبهة النصرة) من محافظة السويداء يجعلنا نعيش حالة من القلق والخوف من المصير الذي ينتظرنا".
وتسترجع بلهجة يملؤها الخوف والاحباط ما تنقله وسائل الإعلام عن قيام تلك الجماعات المسلحة من أعمال قتل وذبح للنساء والشيوخ والاطفال.
وتؤكد السيدة سلمى أن ابنها البالغ من العمر (25 عاما) تطوع بكتيبة (درع الوطن) منذ ايام لكي يدافع عن المحافظة الآمنة.
ولاحظ مراسل وكالة (شينخوا) استنفارا أمنيا عند مداخل مدينة السويداء وان ظلت الحركة طبيعية داخلها.
وحذر نشطاء من محافظة السويداء عبر (فيسبوك) من خطورة تقدم تنظيم (جبهة النصرة) بعد سيطرتهم على (اللواء 52) العسكري.
ودعا النشطاء شباب السويداء المتخلفين عن الخدمة العسكرية الالزامية الى الالتحاق بصفوف الدفاع الوطني والشعبي وحمل السلاح بوجه مقاتلي المعارضة المسلحة.
وجاءت أنباء مقتل 30 شخصا من طائفة الموحدين الدروز في قرية قلب لوزة بريف ادلب الاربعاء لتزيد مخاوف سكان السويداء.
وقال الشيخ شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز يوسف جربوع في مقابلة خاصة مع ((شينخوا)) بدمشق بداية الشهر الجاري ان اهالي السويداء لن يسمحوا لتنظيمي (داعش) و(النصرة) بالدخول الى السويداء.
وأكد انه تم تشكيل (درع الوطن) بغية الدفاع عن المحافظة إلى جانب الجيش السوري.
والى جانب تواجد (جبهة النصرة) في قرى محافظة درعا المجاورة لريف السويداء الجنوبي والغربي ، يتمركز كذلك تنظيم (داعش) بالقرب من الريف الشمالي والشرقي للمحافظة والتي تتصل مع بادية الشام شرقا.
ويشكل الدروز 10 بالمائة من سكان سوريا، ويتواجدون بكثافة في محافظة السويداء، وفي منطقة جرمانا بريف دمشق (شرقا) في صحنايا بريف دمشق الجنوبي الغربي، وفي ريف محافظة إدلب (شمال غرب سوريا)، وفي قرى جبل الشيخ التابع لريف محافظة القنيطرة (جنوب غرب).
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn