23°C~9°C

صور ساخنة

التصويت  |  الأخبار الساخنة

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
    2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

    تعليق: الكاسب الاكبر من الاتفاق النووي الايراني التاريخي

    2015:07:15.15:40    حجم الخط:    اطبع

    بقلم/ شن دينغ لي، استاذ ونائب رئيس معهد العلاقات الدولية بجامعة فودان

    بعد مفاوضات شاقة استمرت ما يقرب 10 سنوات، تم التوصل الى اتفاق تاريخي في فيينا بين ايران والدول الست يطوي الملف النووي الايراني نهائيا، وان الكاسب الاكبر من الاتفاق هم ثلاث : جانبي المحادثات، والمجتمع الدولي.

    يعود تطوير إيران للطاقة النووية الى خلفية جيوسياسية. حيث ان حصول بعض دولة في منطقة الشرق الاوسط على قدرات نووية خلق نوع من عدم التوازن الاستراتيجي في المنطقة، وادى الى تفكير بعض الدول في المنطقة بما فيها ايران في العمل على تطوير قدراتها النووية. واهتمت ايران منذ عهد الشاه محمد رضا بهلوي بتطوير قدراتها النووية، وتفكر اليوم في استراتيجية الردع النووي ايضا.

    بدأت مطالب المجتمع الدولي غير المنتهية بالتوضيح وقبول التحقيق بما يعزز ثقته ويبدد القلق بشأن البرنامج النووي الايراني بعد ان ظهرت اخبار برنامج ايران النووي السري علنا لأول مرة عام 2002. وقبلت ايران درجة معينة من التحقيق، ولكن دائما ما كان لا يرقى الى مطالب الوكالة. لذلك، عمل مجلس الامن الدولي على فرض عقوبات على ايران نتيجة عدم تعاونها. وقررت امريكا والدول الاوروبية فرض عقوبات مالية وطاقية على ايران كتهديد، كما فرضت عقوبات مشتركة على الدول التي لم تقطع علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع ايران.

     ومع ذلك، ايران لم تخضع. وبات من الواضح ان خيار العقوبات العسكرية لا يحل القضية النووية الايرانية بعد الجمود الذي بلغته القضية النووية الإيرانية. كما فهمت امريكا بعد الحربين التي خاضتهما في العراق وافغانستان، بان العمل العسكري ضد ايران لن يوقف تطوير البرنامج النووي ، وإنما يؤدي الى المزيد من الاضطرابات الخطيرة في الشرق الاوسط. وبالتالي، سعت الى تحقيق الحل الوسط، والعمل معا من اجل حل القضية النووية الايرانية وتحقيق اقصى قدر من المصالح المشتركة.

    وحسب الاتفاق النهائي الشامل للقضية النووية الإيرانية، وعدت ايران بخفض قدراتها النووية وخفض انتاج المواد النووية خلال العقد المقبل. بالاضافة الى خفض كبير في تخصيب اليورانيوم والبلوتونيوم، ووعدت ايضا بعدم السعي لتحقيق تطوير البلوتونيوم. وتعهدت بتوسيع التعاون مع وكالة الطاقة الذرية، والسماح لها أن تكون أكثر صرامة امنيا. وبالتالي حصول ايران على حق تطوير الطاقة النووية السلمية المحدودة، وهذا يختلف تماما عن موقف امريكا من القضية النووية لكوريا الشمالية، حيث تصر امريكا على عدم السماح لكوريا الشمالية استخدام القدرة النووية المدنية، تجنبا لتطوير الأخيرة البرنامج النووية العسكرية تحت غطاء البرنامج النووية المدنية.

    في الحقيقة، أمريكا وغيرها من الدول الغربية لم تحقق الهدف الاصلي في المحادثات النووية الايرانية: وهو تخلي ايران تماما عن تخصيب اليورانيوم وحتى توليد الطاقة المدنية. وأكثر ما يقلق المعارضة الداخلية في امريكا هو توسيع ايران في تخصيب اليورانيو او انتاج البلوتونيوم بعد انهاء القيود على التطوير النووي بعد عشر سنوات، وبالتالي سوف ترتفع حرارة المسالة النووية الايرانية. وهذه الافتراضات ليست مستحيلة، ولكن اذا رفضت امريكا تقديم تنازلات متبادلة من اجل تحقيق نتائج مثالية، سوف ترتقي المسالة النووية الايرانية على الفور الى نسخة من المسالة النووية الكورية الشمالية، وهذا الاحتمال الصعب امام امريكا في المستقبل.

    الدبلوماسية هي فن التنازلات. حيث يقوم جميع اصحاب المصلحة بتقييم الوضع والتفاهم وتبادل المصلحة، للحصول على اقصى قدر من المنفعة، وهذه اكثر الطرق حكمة في مراحل حل المسألة النووية الإيرانية. حيث بذلت أطراف المحادثات النووية السداسية جهودا كبيرة خلال اكثر من عشر سنوات. واصرت الصين على الحل السياسي للمسالة النووية الايرانية، ودعت الاطراف المعنية الى الاحترام المتبادل وإيجاد التوازن بين المصالح، وقدمت مساهمات كثيرة لكسر الجمود في المفاوضات.

    الاتفاق النووى الايراني الشامل حدد إطارا لعشر سنوات، وهو وقت ثمين لتحقيق السلام في منطقة الشرق الاوسط. ولكن امام الاطراف الاساسية في المنطقة الكثير من العمل لكي لا تتكرر المسالة النووية الايرانية. ليس فقط ضرورة وضع قضية شرق اوسط خالي من الاسلحة النووية على سطح الطاولة، ولكن ايضا ينبغي احترام جميع الدول في الشرق الاوسط في حق البقاء وحق التنمية.

    تابعنا على