لافروف يدعو الى الحوار ووقف التدخل الخارجي في الأزمة السورية

الدوحة 3 أغسطس 2015 / دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم ( الاثنين ) إلى وقف الحرب في سوريا ووقف التدخل الخارجي في الأزمة السورية وجلوس كافة الاطراف المعنية إلى طاولة الحوار للتوصل الى اتفاق.

وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره القطري خالد العطية اليوم في الدوحة إن " روسيا تبدي قلقا من الكارثة الانسانية التي تهدد سوريا وندعو إلى ضرورة ايقاف التدخل الخارجي في الازمة السورية وجلوس كافة الاطراف المعنية الى طاولة الحوار للتوصل إلى اتفاق على اساس وفاق بين هذه الاطراف كلها".

وأضاف " نحن ندعو إلى وقف الحرب في سوريا ولا نقدم دعما لأية جهة هناك ما عدا الشعب السوري، والخطر الرئيسي في هذا البلد والعراق والشرق الاوسط هو خطر ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية"، مشيرا إلى أن تدهور الوضع في المنطقة لا يخدم سوى مصالح المجموعات الإرهابية.

وأقر بأن بلاده تقدم مساعدة عسكرية وتقنية للحكومة السورية في محاربة هذا الخطر مثلما تقدم الدعم والمساعدة نفسها إلى العراق لمحاربة التنظيم لأن لديها كل الاسس للاعتقاد بأنه بدون هذا الدعم كان من الممكن أن تكون الأراضي التي تحتلها قوات تنظيم الدولة الإسلامية أوسع بكثير.

وذكر انه عقد سلسلة من اللقاءات منها مع عدد من وزراء دول مجلس التعاون الخليجي ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل والرئيس الأسبق للائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب إضافة الى اللقاء الثلاثي الذي تم بمشاركة وزير الخارجية الامريكي جون كيري والسعودي عادل الجبير.

وأفاد بأنه اثناء اللقاء مع كيري والجبير تباحث الثلاثة في سبل دعم جهود المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا والرامية الى تهيئة الظروف الكفيلة بالتوصل إلى اتفاقات تم التوصل اليها مسبقا في مؤتمر جنيف.

وقال "اليوم اثناء لقاءنا مع وزيري الخارجية الامريكي والسعودي اكدنا ان كل طرف يجب ان يبذل جهوده للمساهمة في الاعداد للمباحثات القادمة بين الحكومة والمعارضة بحضور المبعوث الأممي الخاص".

واستطرد " عبرنا عن يقيننا بإحراز المزيد من التقدم على صعيد التسوية السياسية في سوريا المقبولة لكل الأطراف وفي مجال تشكيل جبهة قوية لمواجهة خطر الإرهاب في الشرق الاوسط".

وأشار إلى أن توجيه الولايات المتحدة لضربات إلى سوريا بذريعة حماية المعارضة السورية وتدريبها لمقاتلين من فصائل المعارضة مازالت محل خلاف بين الجانبين ويشكل عقبة في طريق تشكيل جبهة موحدة لمحاربة التنظيمات الإرهابية.

وقال لافروف في هذا السياق إن "الولايات عندما أعلنت عن تشكيل تحالف لمحاربة داعش تلقت ترحيبا ودعما من العراق لكنها لم تتوجه الى سوريا لتعرف رأيها ونعتقد أن هذا الموقف يشكل انتهاكا للقانون الدولي ويعد عقبة في طريق تشكيل جبهة موحدة لمحاربة التنظيمات الإرهابية مثل داعش وجبهة النصرة وغيرها".

وتابع " طرحنا هذا الامر على جون كيري وقلنا له إن هذه الخطوة غير فعالة .... محاولات تدريب المقاتلين من فصائل المعارضة المعتدلة على ايدي المدربين الامريكان أدت إلى العديد من هؤلاء وقفوا إلى جانب المتطرفين"، مضيفا "لقد عبرنا عن موقفنا ولا اعتقد انني استطعت أن اقنع الولايات المتحدة وواضح ان هناك خلافا بشأن هذا الموضوع".

وبخصوص دعم بلاده للرئيس السوري بشار الأسد أشار لافروف إلى أن المجتمع الدولي لم يوقع على ضرورة استبدال النظام السوري أو الإطاحة به بل وقع على حلول أخرى وهي انشاء فترة حكم انتقالية وتشكيل هيئات انتقالية للحكم.

وشدد على أن لقاءه اليوم مع معاذ الخطيب لا يعني أي تغير في الموقف الروسي من الأزمة السورية لكن هذه اللقاءات تعكس النهج المبدئي الذي تمارسه بلاده للتعاون والتنسيق مع كافة فصائل الشعب السوري باعتبار أن اساس التسوية السياسية يجب أن يعتمد على الحوار البناء بين ممثلي كافة القوى والأطراف السورية.

من جانبه أكد وزير الخارجية القطري في المؤتمر الصحفي انه يتفق مع نظيره الروسي بأن الحل في سوريا يجب أن يكون حلا سياسيا بامتياز يقبله الشعب السوري.

وذكر العطية أن هذه اللقاءات التي شهدتها الدوحة اليوم تأتي لان الجميع مطالب بخلق أفق يعطي الشعب السوري أمل، مضيفا " في كل الاحوال نحن نعمل مع الاصدقاء في روسيا وباقي الدول الصديقة على خلق افق لحماية الشعب السوري من هذا المأساة التي يعيشها".

وقد تباحث الوزيران في العلاقات الثنائية وتوسيع التعاون في شتى المجالات الأمنية والاتصالات بين وزارتي داخلية البلدين وفي اسواق الغاز والاستثمار وتنسيق الجهود في اطار الاستعداد لمونديالي 2018 و2022، إلى جانب ملفات المنطقة ومن بينها القضية الفلسطينية وافضل الطرق لتعجيل عملية السلام وتحريك هذه المسألة للأمام وصولا الى حل الدولتين المرجو.

وتبادل الجانبان الآراء حول الوضع المحيط بالملف النووي الإيراني حيث أكد لافروف استعداد بلاده للمساهمة في توطيد السلام والأمن في منطقة الخليج.