تقرير إخباري: انهيار الوضع الصحي في تعز ..والخطر يتهدد ثلاثة ملايين نسمة

صنعاء 31 أغسطس 2015 /تدهور الوضع الصحي في مدينة تعز اليمنية بشكل كلي مع اعلان اخر مستشفيات المدينة اليوم توقفه عن الخدمة, وهو ما يعني دخول ثلاثة ملايين من سكان المحافظة مرحلة الخطر.

وتشهد المدينة الواقعة على بعد (256 كلم) جنوب صنعاء معارك مستمرة منذ ابريل الماضي بين مسلحي جماعة الحوثي والمقاومة الشعبية "انصار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي".

كما تتعرض المدينة لحصار مطبق من قبل الحوثيين الذين يسيطرون على معظم المداخل الرئيسية للمدينة, وسط قصف عشوائي عنيف تتعرض له الاحياء السكنية من قبل مسلحي الجماعة الشيعية.

وتدهور الوضع الصحي كليا في المدينة التي اعلنتها الحكومة قبل اسابيع "منطقة منكوبة", وهي اكثر مدينة ذات كثافة سكانية في البلاد.

وأعلن مساء اليوم (الاثنين) مستشفى الروضة "خاص" عن توقف خدماته نتيجة نفاذ الادوية والمستلزمات الطبية.

وقالت مصادر طبية إن المستشفى الروضة هو اخر المستشفيات الخاصة في تعز التي تعلن اغلاق ابوابها وانه كان يقدم خدماته العلاجية لنحو 400 حالة يوميا.

وبحسب المصادر فان الهلال الاحمر القطري, علق يوم امس جميع خدماته الطبية في المدينة، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

والخميس الماضي، اعلن الهلال الاحمر اليمني توقف خدماته في تعز على خلفية اقتحام مقراته وتعرضها للنهب.

وقال مصدر امني في وقت سابق اليوم، لوكالة أنباء (شينخوا) إن المعارك المستمرة بين مسلحي جماعة الحوثي والمقاومة الشعبية " انصار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي" اوقعت 13 قتيلا، منهم سبعة مدنيين واربعة من الحوثيين و2 من انصار هادي، فيما جرح العشرات.

واعلنت الحكومة اليمنية اليوم ان الوضع الصحي في تعز يزداد سوء نتيجة "حرب الابادة" التي تقوم بها مليشيا الحوثي.. محملة المجتمع الدولي المسئولية ازاء ما يحدث.

قالت وزارة حقوق الانسان في اليمن اليوم (الاثنين) إن مدينة تعز تتعرض لحرب ابادة من قبل مسلحي جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق خلفت ألاف القتلى والجرحى من المدنيين العزل.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سبأ) التي تديرها الحكومة من مقرها المؤقت في الرياض, ان تعز تتعرض المدينة لحرب إبادة تتمثل في قصف الأحياء السكنية وترويع النساء والاطفال وقتل الابرياء ، كما تسببت في ونزوح الآلاف من الاسر الى القرى المجاورة ".

ووصفت الوزارة قائلة "ما يحدث في تعز مجازر بشعة تعد مأساة تندى لها جبين الإنسانية وانتهاك صارخ لحقوق الانسان وحرب ابادة".

اكدت الوزارة ان الوضع الصحي في المدنية يزداد سوء مشيرة الى انتشار عدد من الأمراض والاوبئة لاسيما حمى الضنك التي اصبحت تصيب 4 من بين 10 اشخاص، و انعدام الأدوية والمحاليل الضرورية لمرضى الكلى ما يهدد بوفاة ما يقارب 700 مريض بالإضافة الى المصابين بعدد من الامراض المزمنة الاخرى.

واضافت الوزارة في بيانها " ان معظم المستشفيات في المدينة توقفت عن العمل بسبب القصف العشوائي الذي طال المستشفيات والمراكز الصحية بالمحافظة ".

وطالبت وزارة حقوق الانسان في اليمن المنظمات الإقليمية والدولية الحقوقية والإنسانية تحمل مسئوليتها الكاملة إزاء كل ما يحدث في المحافظة من انتهاكات وإبادة من قبل المليشيا واستنكارها لهذه الجرائم البشعة.

وقالت الامم المتحدة اليوم ان الصحة في مدينة تعز انهارت وان ثلاثة ملايين شخص في المحافظة معرضون للخطر، وتواجه عملية تقديم المساعدات الإنسانية صعوبات بالغة.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة نقلا عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أوتشا، إن المدنيين في مدينة تعز اليمنية عالقون، منذ خمسة أيام، بين الخطوط الأمامية ومعرضون للعنف العشوائي وغيره من انتهاكات حقوق الإنسان، حسبما ذكر مركز انباء الامم المتحدة.

واضاف " توقفت شركة المياه المحلية عن ضخ المياه في 18 أغسطس ما أدى إلى حرمان 300 ألف شخص من المياه الآمنة، كما انه لم يتم جمع القمامة منذ نحو أسبوعين مما أدى إلى تراكمها في الشوارع، مشيرا الى ان خدمات المياه والصرف الصحي والصحة في المدينة انهارت.

وذكر أن مستشفى "الجمهوري" وهو أحد المستشفيات الرئيسة في المحافظة تعرض لثمانى قذائف خلال الفترة ما بين 26 و30 من أغسطس.

وأشار إلى أنه من بين 375 ألف شخص مستهدفين لتلقي المساعدات الغذائية في أغسطس، تم الوصول إلى 57.500، وتم تأجيل حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في سبع مناطق من المحافظة.

ودعا منسق الشؤون الإنسانية في اليمن يوهانس فان دير كلاو جميع الأطراف إلى الامتثال لمسئولياتها باحترام حياة المدنيين وحقوقهم، حاثا جميع الأطراف على تيسير وصول الإغاثة الإنسانية بسرعة ودون أية عوائق بأنحاء محافظة تعز.

بدوره، قال الصحفي عبدالستار بجاش, من مدينة تعز, إن وضع المدينة صحيا صعبا للغاية وان اخر مستشفى اعلن اليوم توقفه عن استقبال الحالات المرضية.

واوضح بجاش لوكالة انباء (شينخوا) أن المعارك المستمرة والحصار الذي يفرضه الحوثيين على المدينة وما رافق ذلك من انقطاع تام للتيار الكهربائي وانعدام المواد الغذائية الاساسية والمشتقات النفطية، فقد دخلت المدينة وضعا خطيرا.

واضاف " رافق المعارك والحصار وانقطع الكهرباء تردي لجميع الخدمات ونقص حاد في الإمدادات الطبية ".

وتابع قائلا " المدينة التي تشهد معارك مستمرة منذ ابريل ، ويسقط يوميا قتلى وجرحى خاصة في صفوف المدنيين، ولا يجد الجرحى سبيلا لإنقاذ حياتهم"

واكد ان المستشفيات اغلقت ابوابها في المدينة جراء الاستهداف المباشر للطواقم الطبية والقصف على المنشآت الصحية وكذا نتيجة نفاذ المخزون الطبي ومستلزمات الاسعافات الاولية.

واوضح الصحفي بجاش الذي يغطي الاحداث عن قرب في المدينة، ان هناك انتشار مخيف لعدد من الاوبئة خاصة وباء " حمى الضنك" القاتل حيث سجلت المستشفيات خلال الايام الماضية وفاة 80 حالة خلال شهر اغسطس وتعرض نحو 17 الف حالة للإصابة.

واشار الى ان عدد من المصابين بالأمراض المزمنة لا يحصلون على العقاقير الخاصة بهم .. وان مرضى الكلى كذلك يمرون بوضع مأساوي في ظل انقطاع الكهرباء والتحاليل الضرورية وهو ما يعني ان يبقى المئات من المصابين بالمرض في انتظار الموت.