23°C~9°C

صور ساخنة

الأخبار الساخنة  |  التصويت

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
    2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

    مقال: زيارة الرئيس الموريتاني للصين وآفاق التعاون الموريتاني الصيني

    2015:09:10.11:26    حجم الخط:    اطبع

    بقلم عبد الرحمن ولد سيدي محمد، خبير في مجال الإعلام والاتصال مقيم في الصين

    إن موريتانيا والصين اللتين احتفلتا هذه السنة بالذكرى ال 50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، يبدو أنهما عاقدين العزم على مواصلة التعاون والتنسيق والتشاور بينهما، فموريتانيا التي تعتبر بوابة العرب على القارة الإفريقية من أوائل دول المنطقة التي ربطت علاقات دبلوماسية متكاملة مع جمهورية الصين الشعبية، حيث كانت بداية هذه العلاقات سنة 1965، ومن ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا ومجالات التعاون الثنائي مستمرة بدون انقطاع، وبمناسبة الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إلى الصين ابتدءا من التاسع من شهر سبتمبر الحالي، فمن اللازم أن نعرج على العلاقات الثنائية بين الجمهورية الإسلامية الموريتانية وجمهورية الصين الشعبية وما تشهده من تطور في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

    إن الصين تعتبر بالنسبة لموريتانيا شريكا حقيقيا فاعلا، باعتبار أن هذا البلد الصديق ليست له طموحات استعمارية، بل ويتقاسم مع العديد من البلدان العربية والإفريقية نفس الخلفية التاريخية، بوصفه شريكا يقدم دعما مهما بدون أية شروط مسبقة، بل إن الصين تتفهم أولويات شعوب المنطقة،وتحترم خصوصيات وثقافات الآخرين وتعمل جاهدة للمساعدة من خلال تقديم الدعم البشري والمادي، وذلك ما جعل الشعب الموريتاني يثق أكثر في جمهورية الصين حكومة وشعبا.

    لقد ساعدت الصين موريتانيا في بعض المجالات الحيوية من خدمات عامة وبنية تحتية مثل الطرق، ومبانٍ ومستشفيات ومدارس وفي مجالات الطاقة، وتعوَّد الكثير من الناس علي سرعة توزيع الخدمات من قبل الشركات الصينية، وشعروا بالمزيد من الرغبة في التعامل معها، كما أن موريتانيا منحت الصين امتيازات مهمة من خلال اتفاقيات تسمح لها في الاستثمار في مجالات التعدين والصيد والطرق والبني التحتية.

    وينتظر من الزيارة التي سيؤديها الرئيس الموريتاني في بداية هذا الشهر أن يتم خلالها التوقيع على عشرات الاتفاقيات الثنائية في العديد من المجالات الاقتصادية والثقافية، كما ينتظر أن تشهد خلالها العلاقات الثنائية ازدهارا جديدا يضاف إلى ما حققته في السابق، وتعد هذه الزيارة هي الثانية للرئيس الموريتاني حيث سبق له أن زار الصين في شهر ديسمبر من عام 2011 وهي الزيارة التي تعد إشارة واضحة لترسيخ وتوطيد أواصر هذه العلاقات الممتدة عشرات السنين، حيث حضر الرئيس الموريتاني منتدى التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني العربي في نينغشيا باعتباره الزعيم العربي الوحيد الذي حضر هذا المنتدى، كما سيحضر افتتاح هذا المنتدى خلال دورته الحالية.

    وهناك تطابق بين موريتانيا والصين في وجهات النظر حول القضايا المهمة إلى جانب التنسيق وتبادل الدعم بينهما فى الشئون الدولية، كما تلتزم موريتانيا بشكل ثابت بمبدأ صين واحدة وترفض إجراء أى اتصال مع سلطات تايوان وتؤيد بشدة احترام سيادة الصين على كامل أراضيها وعدم تدخل الآخرين في شؤونها الداخلية.

    وسبق للصين وموريتانيا ان وقعتا سلسلة من الاتفاقيات حول اعتراف موريتانيا باقتصاد الصين الموجه للسوق ومنح الصين رسوما تفضيلية لموريتانيا، كما قدمت الصين قروضا ومساعدات مختلفة لموريتانيا. وفى ظل هذه البرامج، تعاونت الصين مع موريتانيا فى مشاريع من بينها بناء ميناء الصداقة وقصر المؤتمرات بالإضافة إلى العديد من المنشآت العامة، كما شهدت التبادلات التجارية بين البلدين تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، وقد بدأت الاستثمارات الصينية تدخل مجالات جديدة من بينها تصنيع المنتجات السمكية.

    كما شهد التعاون في مجال الثقافة والتعليم، تقدما كبيرا، من خلال البعثات العلمية بين البلدين وكذلك وجود قسم باللغة الصينية في جامعة نواكشوط يخرج سنويا عشرات الطلاب، كما أن الجامعات الصينية تستقبل سنويا عشرات الطلاب الموريتانيين، يدرسون في مختلف التخصصات والشعب.

    كما أن الصين عبرت مرارا عن النجاحات الموريتانية في العديد من المجالات ودورها الفعال في المجتمع الدولي، من خلال ترأسها للعديد من الهيئات القارية والدولية، حيث تولى الرئيس الموريتاني رئاسة الاتحاد الإفريقي 2014، وخلال مأموريته استطاع أن يساهم في وقف بعض النزاعات وشهد الاتحاد خلال فترته تحركات غير مسبوقة.

     وفي السنة الماضية و بمناسبة الذكرى ال 51 لليوم لإفريقي، بعث الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بوصفه رئيسا للإتحاد الإفريقي، رسالة أشاد من خلالها بالعلاقات التقليدية القديمة بين جمهورية الصين الشعبية و القارة لإفريقية مثمنا بدور الصين في تنمية القارة.

    وتدعم موريتانيا بشكل ثابت "رؤية صين واحدة"، وهي من أولى الدول الإفريقية السباقة في اتخاذ هذا الموقف، و تسير دائما على نفس المنحى، فهي تسجل بارتياح التقدم الباهر و الانجازات العملاقة التي تتحقق في الصين منذ اعتماد سياسة الانفتاح التي أطلقتها ، فعلاقاتها المتميزة مع جمهورية الصين الشعبية أسست صرحا قويا لبناء تعاون ثنائي مثمر يعود بفوائد كبيرة للبلدين. و يعد من ابرز شواهده توسعة الميناء المستقل لنواكشوط المعروف تحت اسم "ميناء الصداقة". ,و قد بلغت تكلفته 2 مليار ريمنبي، أي ما يعادل 300 مليون دولار .

    لقد ظل حجم التعاون التجاري بين الصين و موريتانيا في ازدياد مضطرد، حيث بلغ مليار و 936 مليون سنة 2014.

    و كذلك فإن الزيارات المتبادلة على المستويات العليا التي يقوم بها مسؤولو البلدين تدل عن متانة العلاقات و هي تؤشر لقوة و عمق التعاون الثنائي و للصداقة التاريخية التي تربط الشعبين.

    وخلاصة القول إن موريتانيا التي سيزور رئيسها في التاسع من شهر سبتمبر الحالي الصين، يرافقه وفد يضم العديد من كبار المسؤولين ورجال الأعمال والإعلاميين من المنتظر أن تشهد خلالها العلاقات الصينية الإفريقية قفزة كبيرة، نظرا للثقة المتبادلة بين البلدين زمعرفة موريتانيا بالدور الإيجابي للصين في مجالات الاستثمار والبنى التحتية، واحترام الصين للدول الافريقية وعدم تدخلها في شؤونها الداخلية كلها عوامل ستساهم في توطيد هذه العلاقات. 

    تابعنا على