تقرير اخباري : قوات يمنية تبدأ عملية برية واسعة في مأرب بمشاركة قوات من التحالف العربي

صنعاء 13 سبتمبر 2015 / بدأت قوات برية في الجيش الموالي للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بمشاركة التحالف العربي عملية عسكرية واسعة ضد مواقع لمسلحي جماعة الحوثي في محافظة مأرب النفطية شرق صنعاء.

وجاء انطلاق العملية العسكرية بعد ساعات من اعلان الرئاسة اليمنية رفضها المشاركة في أي مفاوضات مع الحوثيين وممثلين عن حزب (المؤتمر الشعبي العام) الذي يرأسه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.

واشترطت الرئاسة اليمنية اعتراف الحوثيين بقرار مجلس الأمن رقم 2216، والذي يتضمن وقفا للقتال وانسحابهم من المناطق التي سيطروا عليها في اليمن,وذلك قبل الدخول في أي مفاوضات.

وقالت مصادر عسكرية يمنية لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إن قوات من التحالف العربي وقوات الجيش الوطني انضمت إلى المقاومة الشعبية (أنصار هادي) وبدأت عملية عسكرية واسعة تحت غطاء جوي مكثف في مأرب".

وتابعت أن هذه القوات باشرت القتال ضد الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في عدة مناطق في مأرب.

وتشارك بالقتال قوات من السعودية التي تقود التحالف العربي والإمارات وقطر والبحرين.

وانطلقت العملية العسكرية بعد أيام من وصول وانتشار قوات برية من التحالف العربي على جبهات القتال في مأرب بجانب القوات الموالية للرئيس هادي.

وتحدثت مصادر ووسائل إعلام عربية في الآونة الأخيرة عن وصول "تعزيزات عسكرية كبيرة تابعة لقوات التحالف العربي"، بينها ألف جندي قطري وجنود من قوات النخبة السعودية إلى مأرب.

وقال مصدر عسكري لـ ((شينخوا)) ان معارك عنيفة تدور على عدة جبهات في مأرب.

واوضح ان قوات هادي والتحالف تقدمت في عدد من المناطق كالدشوش واجزاء واسعة من تبة المصارية ومواقع في منطقة الجفينة والفاو وباتجاه مديرية صرواح غربي المحافظة, والجدعان (شمالا).

واكد ان المعارك خلفت عشرات القتلى من الحوثيين وقوات صالح وان جنديا من قوات التحالف قتل بالإضافة الى ثلاثة من قوات الجيش الوطني الموالي لهادي.

فيما أعلنت الامارات عن مقتل احد جنودها خلال مشاركته ضمن قوات من التحالف العربي في العملية العسكرية في مأرب، حسب وكالة انباء الامارات (وام).

ونقلت الوكالة الرسمية عن القيادة العامة للقوات المسلحة قولها إن "قواتنا المسلحة شنت عمليات ناجحة حققت من خلالها تقدما على الأرض في مأرب ودحرت ميليشيات الحوثيين الانقلابية في نطاق العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية".

وتابعت انه "خلال هذه العمليات استشهد احد جنودنا البواسل اثناء مشاركته مع قوات التحالف العربي للوقوف الى جانب الحكومة الشرعية في اليمن".

ويعد هذا اول جندي ضمن قوات التحالف العربي يتم الاعلان عن مقتله في معارك برية منذ بدء العمليات العسكرية ضد الحوثيين في 26 مارس الماضي داخل اليمن.

وبحسب المصدر العسكري اليمني ، فان المعارك تدور تحت غطاء جوي لمقاتلات (أف 16) ومروحيات الاباتشي, وكذلك باستخدام قوات التحالف أسلحة حدثيه ومتطورة.

وأشار المصدر الى ان الطيران تمكن من استهداف مخازن الاسلحة والذخيرة للحوثيين ,وتم قطع عدد من طرق الامدادات بين جبهات الحوثيين بهدف ابقائهم على شكل مجاميع معزولة.

من جانبها ، اعلنت جماعة الحوثي ان الجيش (قوات موالية للرئيس اليمني السابق) واللجان الشعبية (مسلحي الحوثي) كسروا زحفا باتجاه منطقة الجفينة بمأرب وتمكنوا من تدمير تسع آليات عسكرية.

وذكرت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) التي تديرها الجماعة, ان " الجيش واللجان الشعبية تمكنوا من صد زحف لعناصر القاعدة ومرتزقة العدوان بمنطقة الجفينة وحمة المصارية جنوبي مدينة مأرب ودمروا تسع آليات إماراتية وسعودية وكبدوهم عددا من القتلى وأسروا عددا من العناصر الإرهابية".

ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري قوله ان "عناصر القاعدة ومرتزقة العدوان شنوا هجوما كبيرا مسنودين بطائرات الأباتشي ومدرعات إماراتية وسعودية على منطقة الجفينة وتصدى لهم أبطال الجيش واللجان الشعبية بكل بسالة وصمود موقعين عددا من القتلى في صفوفهم".

وأكد المصدر ، الذي لم تحدد الوكالة هويته ، "إنكسار الزحف ووقوع عدد من مرتزقة العدوان أسرى في قبضة الجيش واللجان الشعبية" ، بحسب ما نقلت الوكالة.

ويرى مراقبون ان انطلاق العملية العسكرية اليوم بعد ساعات من اعلان الرئاسة اليمنية عدم التفاوض مع الحوثيين قبل اعترافهم بقرار مجلس الأمن الدولي "2216" يؤكد ان خيار الحسم العسكري بات الأقرب.

وقال محمد عبدالسلام رئيس مركز (ابعاد) للدراسات الاستراتيجية (منظمة مدنية) ان التحالف العربي والحكومة يتجهان حاليا نحو الحسم العسكري.

واوضح عبدالسلام لـ (شينخوا) ان "التوجه حاليا وما يدور على الارض هو لتحرير محافظة مأرب ثم الجوف وربما الانطلاق لاستعادة العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون".

واضاف "يبدو أن خيار السلام مع الحوثيين غير مجد لاعتمادهم على العنف والتمدد عسكريا واستخدام الهدن "الوقفات الانسانية" لكسب وقت يعيدون فيها تنظيم انفسهم".

والى جانب المعارك في مأرب ، تشهد محافظات أخرى استمرارا للمواجهات بين الحوثيين وانصار هادي.

وتتركز المعارك في مدينة تعز (256 كم جنوب صنعاء) موقعة 37 قتيلا ونحو 83 جريحا من الجانبين ومن المدنيين.

وقالت مصادر امنية وطبية لـ (شينخوا) ان المعارك بين الحوثيين والمقاومة " انصار هادي" تتركز بالقرب من القصر الجمهوري ومنطقة ثعبات والجحملية العليا شمال وشرق المدينة.

وفي الجهة الغربية والجنوبية تدور المواجهات في مناطق البعرارة والزنوج والمرور.

واكدت المصادر مقتل 26 من الحوثيين وجرح 33 اخرين فيما قتل من المقاومة 9 مسلحين وجرح 35 اخرين بالإضافة الى مقتل مدنيين اثنين واصابة 15 اخرين.

وبحسب المصادر ، فان المعارك متواصلة بشكل عنيف في عدد من المناطق , فيما يقصف الحوثيون الاحياء السكنية التي تسيطر عليها المقاومة.

وفي محافظة اب وسط اليمن ، تدور مواجهات متقطعة بين الحوثيين وانصار هادي في بلدة حزم العدين مخلفة قتلى وجرحى. ، بحسب ما أفاد سكان محليون.

كما تشهد محافظة البيضاء (276 كم شرق صنعاء) معارك عنيفة بين الحوثيين وانصار هادي في عدد من المديريات خاصة في مناطق "آل حميقان" وفي مكيراس والطفة والزاهر وذي ناعم والسوادية موقعة عشرات القتلى والجرحى ، بحسب ما افاد مصدر محلي مسؤول وكالة (شينخوا).

وبالتزامن مع المعارك على الارض , يشن طيران التحالف العربي غارات جوية على اهداف للحوثيين في انحاء متفرقة من اليمن.

وجدد القصف الجوي اليوم ضرباته على العاصمة صنعاء مستهدفا معسكر ألوية الصواريخ في فج عطان , وجبل النهدين المطل على الرئاسة اليمنية , وقاعدة الديلمي الجوية (مقر قيادة سلاح الجو اليمني) الى الجهة الشمالية من العاصمة.

كما طال القصف عشرات المواقع وتجمعات للحوثيين ومخازن اسلحة في محافظات الحديدة والبيضاء وعمران وصعدة معقل الحوثيين في اقصى الشمال اليمني.