بيل غيتس: الصين أصبحت رائدة عالميا فى مجال التنمية

24 سبتمبر 2015 /صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ بدأت زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس شى جين بينغ إلى الولايات من مدينة سياتل، وتعد هذه المدينة موقع المقر العام لشركة مايكروسوفت ومؤسسة بيل وميليندا غيتس،التى أسسها بيل غيتس وزوجته،ومسقط رأس بيل غيتس أيضا. خلال مقابلة أجراها معه مراسل صحيفة الشعب اليومية،أعرب بيل غيتس عن ترحيبه الحار وترحيب مؤسسة بيل وميليندا غيتس بالزيارة التي يقوم بها شي جين بينغ،مشيرا إلى ان المؤسسة قد أقامت علاقة تعاون وثيقة مع الصين، وعبر عن ثقته فى تكثيف التعاون الثنائي بعد زيارة الرئيس شي إلى سياتل.

ويصادف العام الحالي المرحلة الأخيرة من تحقيق أهداف الأمم المتحدة الإنمائية للألفية،فى هذا الصدد،أشاد غيتس خلال المقابلة بمنجزات الصين قائلا ان الصين لديها خبرة غنية فى الحد من الفقر،ونجحت فى مساعدة 600 مليون شخص على التخلص من الفقر خلال السنوات ال30 الماضية،واصفا إياه بأنه " واحد من أعظم الإنجازات التى سمعها طواال حياته"،معتقدا ان التنمية الزراعية تعد قوة دافعة قوية للحد من الفقر في الصين.كما أكد غيتس ان الصين قد أصبحت اليوم رائدة على مستوى العالم في مجال البحوث فى الأرز،وتقوم أيضا بتبادل خبراتها فى هذا المجال مع الدول الآسيوية والأفريقية المنخفضة فى انتاج الأرز،مشيرا إلى ان مؤسسة بيل وميليندا غيتس تقوم بالتعاون مع الصين فى مشروع "غرين سوبر رايس"،بهدف تربية وتسويق الأرز الذى يتميز بعائد مرتفع ويلائم نموه فى مناطق آسيوية وافريقية ذات بيئة طبيعية قاسية.

فى سبتمبر الحالي،سيجتمع الرئيس الصيني شي جين بينغ وقادة دول العالم الأخرى في مقر الأمم المتحدة بنيويورك لوضع جدول أعمال رسمي جديد للتنمية المستدامة مابعد عام 2015.فى هذا الصدد،يرى غيتس ان هذا الجدول يعد الأكثر طموحا من الأهداف الإنمائية للألفية،ويطرح الجدول الجديد ضعف أهداف الجدول الماضي،معربا عن سعادته لرؤية دور صيني متزايد الأهمية ودعمها السياسي والمالي لتعزيز التنمية فى العالم،بما في ذلك قيادة إنشاء المؤسسات المالية المتعددة الأطراف،مثل البنك الآسيوي للاستثمار فى البنية التحتية وبنك التنمية الجديد لدول بريكس وغيرهما،بالإضافة إلى مبادرة "الحزام والطريق" التى طرحها الرئيس الصيني،ومكانة الصين المهمة فى الأبيك ومجموعة العشرين والساحات الدولية الأخرى،ما يعكس بوضوح ان الصين أصبحت تدريجيا رائدة فى مجال التنمية العالمية.

بصفة مؤسس مؤسسة بيل وميليندا غيتس،التى تضع قطاع الصحة العالمي فى أولويات أعمالها،قدر غيتس مساهمة الصين الكبيرة لدعم مكافحة تفشي الايبولا في غرب أفريقيا فى العام الماضي تقديرا عاليا،معتقدا ان هذا يعكس رغبة الصين المتزايدة في دعم تصدي البلدان النامية لتحديات الصحة العامة.وأكد غيتس أيضا ان ابتكار الصين وقدرتها على التصنيع منخفض التكلفة يوفر دعما فنيا مهما للصحة العالمية الآن.أما مؤسسة بيل وميليندا غيتس،فأقامت مكتبا ببكين فى عام 2007 لدعم مواجهة الصين للتحديات فى مجالات الصحة والتنمية.

وأصدرت الصين والولايات المتحدة " إعلانا مشتركا بين الصين والولايات المتحدة بشأن تغير المناخ " فى نوفمبر الماضي،ما جلب أملا جديدا لعملية التفاوض العالمي بشأن تغير المناخ. فى هذا السياق،قال غيتس، أنه يولى اهتماما مستمرا بقضية تغير المناخ،وأضاف أن معالجة الآثار السلبية الناجمة عن تغير المناخ،تحتاج إلى إجراءات فورية من كافة دول العالم،لا سيما زيادة الاستثمار لتطوير الطاقة المبتكرة التي تتميز بالتكلفة المنخفضة والتقليل من إنبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون المسبب للاحتباس الحراري.وأكد غيتس انه الصين والولايات المتحدة وغيرهما من الدول التى تقود الابتكار فى العالم، في حاجة إلى زيادة الاستثمار فى التطوير المبكر للطاقة المبتكرة ودعم المشاريع ذات الصلة،معتقدا ان الابتكار هو المفتاح،ومؤكدا ان الصين ستحقق تقدما كبيرا فى مجالات واسعة.