بكين 25 سبتمبر 2015 / وصل الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى واشنطن اليوم (الجمعة) في إطار أول زيارة دولة له إلى الولايات المتحدة تلبية لدعوة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومن المقرر أن تعقد قمة بين الرئيسين شي وأوباما في واشنطن. وفيما يلي استعراض لأهم المحادثات التي جرت بين الرئيسين منذ تولي الرئيس شي مهام منصبه في عام 2013 والتي تبادلا خلالها الآراء حول كافة الموضوعات حيث جاء بناء نمط جديد للعلاقات بين الدول الكبرى في صدارتها.
-- محادثات في صني لاندز
زار الرئيس شي الولايات المتحدة يومي 7 و 8 يونيو عام 2013 وعقد مع الرئيس أوباما جلستي محادثات في منتجع أنينبرج في صني لاندز بولاية كاليفورنيا، حيث توصل الزعيمان إلى سلسلة من التوافقات ومن بينها بناء نمط جديد للعلاقات بين الدول الكبرى يتمثل في عدم الصراع وعدم المواجهة والاحترام المتبادل والتعاون المربح للجميع. وشرح الجانبان مفاهيم وأهداف سياساتهما للآخر واتفقا على تعزيز الحوار على مختلف المستويات وتقوية التعاون الثنائي في شتي المجالات. وشدد الرئيس شي على موقف الصين تجاه قضية تايوان. وتبادل الجانبان الآراء حول وضع منطقة آسيا-الباسيفيك والتعاون في الشؤون العالمية تحت إطارات متعددة الأطراف.
واتسمت أجواء هذه المحادثات بكونها طيبة للغاية، ما خلق مناخا جديدا للتبادل الدبلوماسي بين رئيسي دولتين كبيرتين حيث تجاذبا أطراف الحديث وهما يسيران معا في المنتجع دون أن يرتديا ربطة عنق.
-- محادثات خلال قمة مجموعة العشرين
عقد الرئيس شي محادثات ثنائية مع أوباما في 6 سبتمبر عام 2013 على هامش القمة الثامنة لمجموعة العشرين في سان بطرسبرج بروسيا. وتناولت المحادثات التي استمرت لمدة طويلة موضوعات عديدة وجرت في ظل أجواء إيجابية. وخلال المحادثات، أكد الطرفان مجددا التزامهما بتأسيس نمط جديد للعلاقات بين الدول الكبرى بين البلدين واتفقا على تعميق الحوار والتعاون عند معالجة الخلافات. كما اتفقا أيضا على السعي لخلق المزيد من فرص التعاون الثنائي وتعزيز التواصل والتنسيق في شؤون منطقة آسيا-الباسيفيك وقضية شبه الجزيرة الكورية والأزمة السورية وغيرها من الشؤون الإقليمية والدولية.
-- محادثات على هامش قمة الأمن النووي
التقى الرئيس شي نظيره الأمريكي أوباما في 24 مارس عام 2014 على هامش قمة الأمن النووي في مدينة لاهاي بهولندا. واتفقا في ظل الذكرى الـ35 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين على الحفاظ على اتصال وثيق وأن يعملا جاهدين سويا على إقامة نمط جديد للعلاقات بين الدول الكبرى. وتبادل الزعيمان أيضا وجهات النظر حول التعاون والنتائج المتوقعة في المجالات الأساسية ، واتفقا على سلسلة من الإجراءات حول الحوارات والتبادلات بين الصين والولايات المتحدة.
-- محادثات في تشونغنانهاي
استقبل الرئيس شي في بكين نظيره الأمريكي أوباما الذي زار بكين لحضور الاجتماع الـ22 لقادة اقتصادات منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا-الباسيفيك وللقيام بزيارة دولة للصين في 11 نوفمبر عام 2014. وقبل الاجتماع بين الرئيسين، سار الزعيمان سويا في مبنى قصر الضيافة تشونغنانهاي بوسط بكين وأعرب الرئيس شي عن أمله في أن تؤتي زيارة أوباما ثمارها. وخلال إطلاعه أوباما على تاريخ قصر تشونغنانهاي الذي يرجع إلى عدة قرون مضت، قال شي إنه من الأهمية بمكان معرفة تاريخ الصين الحديث لفهم التطلعات الحالية للشعب الصيني وطريق التنمية الذي اختاره.
وبعد هذه الجولة في القصر، بدأ الرئيسان اجتماعهما لتبادل وجهات النظر حول العلاقات الصينية - الأمريكية، وشرح الرئيس شي للرئيس أوباما جهود الصين في تعميق الإصلاح ودفع إدارة شؤون البلاد وفقا للقانون، وأعرب الرئيس أوباما عن رغبة الجانب الأمريكي في تعزيز الثقة المتبادلة والتعلم من الخبرات الناجحة لبعضهما البعض. وأكد الجانبان مجددا عزمهما على دفع بناء نمط جديد للعلاقات بين الدول الكبرى، وأجريا تبادلا معمقا للآراء في الشؤون الإقليمية والدولية.
جدير بالذكر أن الرئيسين لم يرتديا ربطة عنق في استمرارية للممارسة الدبلوماسية التي اُتبعت خلال المحادثات التي جرت في منتجع صني لاندز الأمريكي.
-- ما الآمال المعلقة على محادثات واشنطن المقبلة؟
كما أعلنت وزارة الخارجية الصينية قبل الزيارة التي تهدف إلى تعزيز الثقة المتبادلة وتقليل الخلافات أن الرئيس شي أعرب خلال إلقاء خطاب في سياتل عن رغبة الجانبين في دفع بناء نمط جديد للعلاقات بين الدول الكبرى، وضمن مفاهيم هذا النمط الجديد من العلاقات، تأتي أهمية التعاون والتفاهم في الصدارة.
وبالنسبة للتعاون، تركز هذه الآمال على معاهدة استثمار ثنائية رفيعة المستوى وذات أهداف عدة ستعود إذا ما أبرمت بالفائدة على الجانبين، حيث بعث 94 مديرا تنفيديا أمريكيا أيضا برسالة وُقعت بشكل مشترك إلى شي وأوباما، داعين فيها إلى ضرورة تأكيد الرئيسين على أهمية المعاهدة خلال زيارة شي. وبالنسبة للقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك مثل مكافحة الإرهاب وتغير المناخ وإصلاح نظام سعر صرف العملة الصينية والملفات السياسية الساخنة مثل الأزمة السورية والقضية الفلسطينية- الإسرائيلية والاتفاق النووي الإيراني والوضع في شبه الجزيرة الكورية، تتيح المحادثات المقبلة بين الرئيسين منصة لتحقيق اختراق فيها.
أما بشأن موضوعات ساخنة أخرى هناك خلاف بين الجانبين حولها مثل قضيتي التجسس الإلكتروني وبحر الصين الجنوبي، ثمة حاجة عاجلة إلى تحقيق تفاهم بين الطرفين. وانطلاقا من المصالح الثنائية مع الأخذ في الاعتبار أن الصين والولايات المتحدة ضحيتان في قضية الأمن الإلكتروني وتضطلعان بدور مهم في منطقة آسيا-الباسيفيك، لا بد أن تحمل المحادثات المقبلة بين البلدين آمالا كبيرة للتوصل إلى توافقات أوسع.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn