الخارجية الفلسطينية تدين "اقتحام" مستوطنين إسرائيليين المسجد الأقصى بحماية الشرطة في القدس

رام الله 28 سبتمبر 2015 / أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، "اقتحام" مجموعات المستوطنين المتطرفين بحماية الشرطة الإسرائيلية باحات المسجد الأقصى شرق مدينة الالقدس صباح اليوم (الاثنين).

وقالت الوزارة في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، إن "الشرطة الإسرائيلية تواصل فرض القيود على حركة التنقل والعبادة، وإغلاق العديد من الشوارع في المدينة المقدسة، إضافة إلى مداخل عدد من البلدات".

واتهمت الوزارة السلطات الإسرائيلية، بتحويل مدينة القدس وضواحيها إلى سجن كبير في إطار محاولاتها لفرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى بالجزء الشرقي للمدينة.

وأوضحت أنها تواصل اتصالاتها بشكل حثيث لفضح هذه "الانتهاكات" الإسرائيلية وتداعياتها، مشيرة إلى أن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الذي يتواجد في نيويورك التقى على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة مع نظرائه من وزراء خارجية عدد من الدول.

واستعرض المالكي، بحسب البيان، "تفاصيل الحرب الشاملة التي تشنها الحكومة الإسرائيلية ضد القدس والمقدسات خاصة المسجد الأقصى".

وطالب المالكي العالمين العربي والإسلامي والدول كافة والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، بتحمل المسؤوليات الإنسانية والقانونية التي يفرضها القانون الدولي لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ومقدساته.

ودعا المالكي، إلى ضرورة التدخل الفوري والعاجل "لإلزام الحكومة الإسرائيلية بوقف هذا العدوان والتصعيد المستمر خاصة وأنها لم تعد تهتم ببيانات الإدانة والشجب وتواصل توسيع دائرة عدوانها على القدس ومقدساتها".

وساد الهدوء باحات المسجد الأقصي بالجزء الشرقي لمدينة القدس بعد اندلاع مواجهات صباح اليوم بين عشرات المصلين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية ما أسفر عن إصابة عددا من الفلسطينيين .

وقالت المصادر الفلسطينية ل((شينخوا))، إن المواجهات اندلعت عقب دخول عناصر من الشرطة إلى المسجد الأقصى بغرض إخراج مصلين فيه كانوا يرابطون بداخله منذ ساعات الليل.

وذكرت المصادر، أن عناصر الشرطة أطلقوا قنابل الصوت والأعيرة المطاطية وهاجموا عددا من المصلين بالضرب بالهراوات إلى جانب حصار بعضهم داخل المصلى القبلي.

وحسب المصادر، فإن نحو 15 مصليا فلسطينيا أصيبوا برضوض وحالات اختناق شديد خلال المواجهات ووصفت حالة أحدهم خطيرة.

وتزامن تجدد الموجهات في باحات المسجد الأقصى مع حلول "عيد العرش اليهودي" اليوم وغدا.

من جهتها قالت الشرطة الإسرائيلية، إن المواجهات اندلعت بعد فشل مفاوضات أجرتها بهدف إجلاء شبان فلسطينيين تحصنوا في مسجد الأقصى طيلة ساعات الليل.

وذكرت الشرطة، وفق ما نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة، أن عناصرها داخلوا إلى باحات المسجد الأقصى بغرض إزالة حواجز وضعها ملثمون في مدخل المسجد سعيا منهم لمنع الشرطة من إغلاق باب المسجد.

وحسب الإذاعة، تعرض أفراد الشرطة لإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة والمفرقعات مما حدا بهم إلى استخدام وسائل لتفريق المظاهرات، في وقت أكدت فيه الشرطة أنها لن تسمح بالمرابطة في المسجد.

وفي وقت لاحق أكدت الشرطة الإسرائيلية إعادة فتح باحات المسجد الأقصى أمام الزوار اليهود والسياح بحيث تتوافد أعداد كبيرة منهم على المسجد.

ويشهد المسجد الأقصى حوادث توتر على مدار الأسبوعين الأخيرين ومواجهات شبه يومية بين المصلين الفلسطينيين فيه والشرطة الإسرائيلية احتجاجا على دخول جماعات يهودية لباحاته بمناسبة الأعياد اليهودية.

ويريد الفلسطينيون إعلان القدس الشرقية التي تضم المسجد الأقصى عاصمة لدولتهم العتيدة فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها.

ولا يعترف المجتمع الدولي بالقدس عاصمة لإسرائيل منذ إعلانها القدس الغربية عاصمة لها عام 1950 منتهكة بذلك "قرار التقسيم" الصادر عن الأمم المتحدة في 1947 وينص على منح القدس وبيت لحم وضعا دوليا.

وازداد هذا الرفض بعد احتلال إسرائيل للقدس الشرقية وضمها في يونيو عام 1967.