واشنطن 15 أكتوبر 2015 /صرح خبراء بأن العلاقات الأمريكية الروسية كانت بالفعل فاترة منذ أكثر من عام، لكن بعد قيام موسكو بنشر قوات جوية في سوريا أصبحت العلاقة أكثر برودة.
وأصبحت العلاقات أكثر توترا منذ أكثر من عام بسبب قيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم وهو ما أدى لفرض عقوبات من الغرب عليها.
وفي الشهر الماضي أثارت روسيا حفيظة الولايات المتحدة مجددا عندما قامت بشن غارات جوية في سوريا.
وقال ويليم كورتني الباحث في مؤسسة ((راند)) لوكالة أنباء ((شينخوا)) "اعتقد أن العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا متوترة للغاية، إن الأزمة بينهما شديدة الآن".
وقال كورتني وهو سفير أمريكي سابق لدى قازاقستان وجورجيا إن نشر روسيا قوات عسكرية في سوريا بدون التنسيق مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يشكل مخاطر فيما يتعلق بتنسيق حركة الطائرات وغيرها من الأنشطة.
وقال جيمس فيليبس خبير شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة هيرتدج إن البرود فى العلاقات الأمريكية الروسية سيؤدي على الأرجح لزيادة الضغوط الأمريكية على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال إنه في حين توخى الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحذر الشديد والخطوات البطيئة عندما يتعلق الأمر باستخدام القوة العسكري، لكنه قد يرد بتكثيف المساعدة العسكرية للمعارضة السورية وكذلك زيادة العقوبات المفروضة على روسيا.
وقال فيليبس "اعتقد أن الإدارة الأمريكية ستمارس ضغوطا غير مباشرة على بوتين عن طريق توسيع نطاق المساعدة العسكرية للمعارضة السورية وزيادة العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا".
وأضاف أن الضغوط المتزايدة قد تؤثر على مجالات أخرى من العلاقات بين البلدين.
جاء قيام روسيا بنشر قوات جوية في سوريا مفاجأة للعديد من الخبراء والمراقبين وأثار تساؤلات حول تحركات موسكو.
وأشار كورتني إلى أن روسيا اعتبرت نفسها منذ أمد بعيد قوة عظمى عندما حاربت نابليون بونابرت في مطلع القرن التاسع عشر وقاومت غزو أدولف هتلر خلال الحرب العالمية الثانية. لكن لكي تواصل روسيا دورها كلاعب دولي تحتاج موسكو لممارسة قوتها بعيدا عن جيرانها المباشرين.
وعلى الرغم من أن سوريا ليست المكان الوحيد خارج الفناء الخفي لروسيا الذي يمكنها ممارسة دور القوة العظمى فيه, فإنها قد تكون أهم مكان يمكن لروسيا أن تلعب فيه دورا يشمل قوة عسكرية وسياسية.
كما دفع انضمام روسيا للنزاع في سوريا للتساؤل حول ما إذا كانت قوات موسكو ستتصادم بالصدفة أو ربما حتى عن عمد مع قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة.
وقال ديفيد بولوك الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن هناك احتمالا بوقوع ذلك لكن كلا الجانبين سيحاول تجنب ذلك والاتصال بعضهما ببعض على مستويات منخفضة نسبيا بين المسؤولين العسكريين لمنع حدوث أي تصادم.
وقال "لكنني اعتقد أن الخطر الأكبر قد لا يكون بين القوات الروسية والأمريكية وانما بين القوات الروسية وغيرها من القوات التي تدعمها أو تساعدها الولايات المتحدة سواء في جماعات المعارضة السورية أو ربما تركيا".
وأضاف أن الولايات المتحدة تتصرف علنا وبشكل مباشر بعيدا عن الروس على الرغم من أن الأتراك وبعض الجماعات السورية المسلحة منتشرون في بعض المناطق التي تتركز فيها الجهود العسكرية الروسية.
وفيما يتعلق بتسوية الأزمة السورية قال مايكل أوهانلون الباحث في معهد بروكينجز إن ما يحتاجه الأمر هو كونفيدرالية للمناطق ذاتية الحكم التي ترتبط ببعضها البعض بجماعات طائفية فردية وهو ما يسمح بوجود حكومة وقوات أمن عن طريق محلى أو أقليمى داخل سوريا.
وقال إن هذا أمر أكثر واقعية من محاولة التفاوض على الحكومة القادمة نظرا لأنه من الواضح أن الرئيس بشار الأسد ليست لديه أية نية للتنحي، كما أنه لا توجد أية آلية لفرض السلام في وقت لا يثق فيه العديد من السوريين بالجيش.
وقال اوهانلون لوكالة ((شينخوا)) "لا اعتقد أن هناك أدنى أمل في الاستراتيجية الراهنة بمحاولة التفاوض على حكومة وحدة وطنية وتحديد من سيتولى مسؤولية الاتفاقية وتطبيقها".
وقال إن الجماعات السنية لا تبدو على الأرجح مهتمة بحماية حكومة متعددة الطوائف وانما قد تكون مهتمة أكثر بالانتقام من بشار الأسد ورجاله إذا اتيحت لهم الفرصة للفيام بذلك.
وقال بولوك إنه "لا يوجد أي مسار واضح (لإنهاء النزاع) في أي وقت قريبا. وأخشى أن الأمر المرجح هو أنه سيكون هناك المزيد من إراقة الدماء واللاجئين".
وأضاف أن الحرب أصبحت محددة بشكل أكثر وضوحا بين بشار الأسد ومؤيديه من جانب وتنظيم الدولة الإسلامية من الجانب الآخر وأن بعض الأطراف الأخرى بدأت تخرج من هذا الصراع.
وقال "لذلك يمكن القول إن هذا يبسط المعادلة لكنه لا يجعلها أسهل للحل".
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn