تقرير: اندهاش خبراء صينيين من مزاعم داعش بشأن تحطم الطائرة الروسية

بكين 2 نوفمبر 2015 /أعرب خبراء صينيون عن اندهاشهم إزاء ما زعمه تنظيم داعش على موقع التواصل الاجتماعي (توتير( بأنه يتحمل المسئولية عن تحطم الطائرة المدنية الروسية في سيناء، متوقعين ألا تؤثر الحادثة على العمليات العسكرية الروسية ضد داعش في سوريا.

جاءت مزاعم داعشب عدما تحطمت طائرة ركاب روسية في منطقة الحسنة جنوب مدينة العريش بوسط شبه جزيرة سيناء في 31 أكتوبر بعد 23 دقيقة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ، ما أدى إلى مصرع جميع ركابها وأفراد طاقمها البالغ عددهم 224 شخصا. ومازالت التحقيقات جارية حول ملابسات الحادثة المأساوية.

ومعلقين على مزاعم داعش، ذكر خبراء صينيون في حوار أجرته معهم وكالة أنباء ))شينخوا() اليوم )الاثنين) إن احتمالية إسقاط التنظيم للطائرة الروسية "ضئيلة للغاية" حتى أنها تكاد تستبعد.

وقال لي شاو شيان، رئيس معهد الصين للدراسات العربية التابع لجامعة نينغشيا، إنه على الرغم من قيام متطرفين مواليين لتنظيم داعش بشن هجمات متكررة ضد أهداف عسكرية مصرية في سيناء منذ فترة، إلا أن قوتهم لم تصل لدرجة امتلاكهم لوسائل كفيلة بإسقاط طائرة ركاب تسير رحلتها على ارتفاع يزيد على عشرة آلاف متر فوق سطح الأرض.

وأضاف أن رحلة الطائرة الروسية المنكوبة كانت آمنة وبعيدة عن المناطق التي ينشط فيها المتطرفون. وإذا كان الوضع عكس ذلك، لغيرت الطائرة مسارها تفاديا للمخاطر المحتملة.

وتابع بقوله إن الحطام الذي تم العثور عليه يدل على أن الطائرة المنكوبة لم تتفتت إلى أجزاء صغيرة مثلما يمكن أن تبدو عليه حالة طائرة تعرضت للانفجار في الجو، "فلا أرى أنها تعرضت لهجوم إرهابي كما زعم داعش".

ولدى سؤاله عن سبب إصرار داعش على مزاعمه التي لا توجد أدلة عليها؟ أجاب تيان ون لين، الخبير في معهد الصين للدراسات الدولية، قائلاإ نه استنادا إلى أفعال هذا التنظيم وأقواله بعد وقوع هجمات إرهابية في العالم، "يمكننا أن نستنتج أنه دائما ما ينتهز مثل هذه الحوادث لرفع معنويات أعضائه، والمبالغة في الدعاية لنفوذه وقوته أمام المجتمع الدولي".

وشاطره الرأي لي شياو شيان قائلا إنه يشك في مصداقية الصور التي نشرها داعش على الانترنت بشأن إسقاطه الطائرة، لافتا إلى أنه من المرجح جدا أن ناشريها قاموا بتزييفها وفبركتها.

أما حول التأثيرات المحتملة لهذه الحادثة على العمليات الروسية العسكرية ضد داعش في سوريا، فأشار وو بان تشياو الخبير في الشئون الدولية إلى أنه "لحلم يقظة أن يستفيد تنظيم داعش من هذه الحادثة"، إذ أن الكرملين لن يغير سياساته تجاه سوريا ومنطقة الشرق الأوسط بعد وقوع هذه الكارثة.

وأوضح ذلك بقوله إنه نظرا للتركيبة القومية الروسية وشخصية الرئيس فلاديمير بوتين، لم ولن يستسلم الروس أمام أي مصاعب وويلات، مضيفا أن روسيا "لن تتخلى بسهولة عن دورها كبطل عائد لمنطقة الشرق الأوسط".

ومن جانبه أشار تيان ون لين إلى أن قطاع السياحة المصري لن يتأثر كثيرا بهذه الحادثة العرضية، لأن مصر "مازالت مقصدا سياحيا جذابا للسائحين الأجانب.