23°C~9°C

صور ساخنة

الأخبار الساخنة  |  التصويت

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
    2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

    تعليق: الصين تلعب دورا لا غنى عنه في التسوية السلمية للازمة السورية

    2015:11:12.15:58    حجم الخط:    اطبع

    بقلم/ جو وي لي، مدير بنك الافكار بمعهد الشرق الاوسط بجامعة شانغهاى للدراسات الدولية

    التدخل العسكري الروسي في الحرب على الجماعات الإرهابية في سوريا لم يعزز تواجده العسكري فقط، وإنما كسر حاجز الصمت الذي لازم آلية التسوية السلمية للازمة السورية اكثر من عامين ايضا. حيث تستعد 19 دولة ومنظمة دولية للمشاركة في مؤتمر فيينا، إلا أن موقف امريكا وروسيا وأوروبا وغيرهم من بلدان ومناطق اخرى المشاركة تبين استمرار وجود خلافات كبيرة حول مسار المفاوضات وإيجاد الحل النهائي للازمة السورية ، وامكانية انجاز المحادثات في غضون ستة اشهر أمر ينتظر للملاحظة.

    اولا، يظل مصير الرئيس السوري بشار الأسد العقبة الكبرى في محاولة التوصل إلى أي حل سياسي للأزمة السورية التي طال أمدها. حيث يبقى تنحي بشار الاسد الهدف الرئيسي، بالرغم من التراخي في الموقف الامريكي والأوروبي والعديد من دول المنطقة. كما يبقى تنحي بشار الاسد العقبة الواقعية التي يواجهها تحديد ممثل الحكومة السورية في الفترة الانتقالية وغيرها من الترتيبات المعنية بعد مؤتمر فيينا.

    ثانيا، شرعية المعارضة السورية. تشكيل حكومة السلطة الانتقالية يتعلق بالمعارضة السورية، حيث أن النظام السوري لا يمكن تقبل أي حزب معارض او مرشح من قبل امريكا، فكيف تكون بداية " المرحلة الانتقالية"؟

    ثالثا، كيفية وقف اطلاق النار والتنسيق في مجال مكافحة الارهاب. فقد اقترح مؤتمر فيينا وقف اطلاق النار ، لكن تواجد روسيا وأمريكا على الاراضي السورية لمحاربة تنظيم " الدولة الاسلامية" ليس على حد سواء ، إذ عمل روسيا على التعاون مع سوريا في حين تصر امريكا على عدم التعاون معها، ما ادى الى عدم ظهور حتى الان ما اقترحه وزير الخارجية الصينية وانغ يي وتشكيل قوة دولة موحدة لمكافحة الارهاب.

    كما أن هناك العديد من الاختلافات الأخرى في الرأي. على سبيل المثال، منذ ان شنت امريكا الحرب في القرن الجديد، وخططت لدفع الثورات الملونة وما الى ذلك، تستند دائما على معاييرها للتقييم من اجل اسقاط الانظمة السياسية والاجتماعية في البلدان المستهدفة، دون الاخذ بعين الاعتبار مصالح الشعوب وامن واستقرار البلدان المعنية. ويبقى تحقيق اهداف مؤتمر فيينا مرتبطا بتغيير امريكا لهذا المبدأ.

    بالطبع، ينبغي أن تقترن عملية التسوية السلمية للازمة السورية بالإصلاحات الحكومية. حيث لا يمكن للسلطات السورية التركيز على تعديل الدستور والانتخابات فقط خلال المرحلة الانتقالية ، وإنما ينبغي ايضا الاستفادة الجيدة من الموارد المحلية والخارجية لإعادة توطين اللاجئين، وفي نفس الوقت التعامل مع السنة والمسيحيين والاطراد والمجموعات العرقية الرئيسية الاخرى، وزيادة مشاركتهم السياسية وتشكيل التوافق الاجتماعي لمواجهة ازمة الوطنية. ولن تستطع الحكومة السورية تنفيذ عملية التسوية السياسية على نحو فعال إلا بسلطة حكيمة تضع معيشة الشعب من اولوياتها.

    حافظت الصين العضو الدائم لمجلس الامن التابع للأمم المتحدة بالعلاقات الجيدة مع جميع اطراف المنطقة على مر السنين، ولعبت دورا فريدا في حل قضية دارفور، القضية النووية الايرانية وتعزيز المفاوضات حول القضايا الساخنة في الشرق الاوسط. لذلك، قامت المستشارةُ السياسية والإعلامية للرئيس السوري بثينة شعبان في شهر اكتوبر بزيارة الصين فور بدأت روسيا شن ضربات عسكرية ضد تنظيم " الدولة لااسلامية" في سوريا. كما تناولت قمة الصين-أمريكا، والصين-بريطانيا، والصين-ألمانيا في أكتوبر موضوع الازمة السورية، الأمر الذي يبين اهتمامات وتوقعات المجتمع الدولي للدبلوماسية الصينية. 

    استخدمت الصين أربع مرات حق النقض الفيتو في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن القضية السورية، وهذا امر لم يسبق له مثيل، كما قدمت مساعدات انسانية مرات متتالية. وقالت بثينة شعبان عند زيارتها للصين الشهر الماضي، أنه لولا الصين وروسيا لتحولت سوريا الى ليبيا احرى منذ فترة طويلة. كما أن المقترحات الثلاث التي نشرها وزير الخارجية وانغ يي لتسوية القضية السورية واضحة جدا: أولا، جمع الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب. ثانيا، استئناف الحل السياسي في أقرب وقت ممكن. ثالثا، منح مهمة تخفيف الأزمة الإنسانية أولوية. كما أعلنت الحكومة الصينية تقديم مساعدات انسانية جديدة لمتضرري الصراع في سوريا بقيمة 100 مليون يوان صيني. وقد لقيت هذه المبادرة التي جاءت في الوقت المناسب ثناء وتقدير من قبل سوريا و بلدان اخرى في الشرق الاوسط وغيرها.

    في الواقع، تصر الصين دائما على تسوية القضايا الساخنة في الشرق الاوسط بالحل السياسي والدبلوماسي المتعدد الاطراف، والجمع بين دبلوماسية الحكومة والدبلوماسية العاملة لتعزيز محادثات السلام. وقد ثبت عمليا ان هذا النهج مثمر. فبعد اندلاع الازمة السورية، ارسلت الصين مبعوثا خاصا الى الحكومة السورية والمعارضة، كما تمت دعوة المعارضة السورية مرارا لزيارة الصين . كما كثفت الصين اتصالات وتبادلات دبلوماسية مع الحكومة السورية والمعارضة بعد انطلاق التسوية السياسية للقضية السورية ، وفي نفس الوقت فكرت في تقديم مساعدات انسانية ايضا. 

    وأعتقد أن الجانب السوري يمكن أن يقبل اقتراح تعزيز الجهود الدبلوماسية السورية من أجل العودة المبكرة للجامعة العربية، وبناء مستوطنات امنة للاجئين لخفض او الحد من تتدفق اللاجئين نحو جميع الاتجاهات وغيرها من المقترحات الاخرى. ويمكننا القول أن السياسية الخارجية الصينية في الشرق الاوسط تحظى بالاعتراف والاهتمامٍ متزايدا على الساحة الوطنية والإقليمية والدولية. 

    تابعنا على