استدعى نائب وزير الخارجية الصيني تشنغ تسه قوانغ القائم بأعمال السفارة الأمريكية في الصين كاي لي يوم 16 ديسمبر الجاري ، وقدم احتجاجا شديد اللهجة لأمريكا على عزمها بيع تايوان أسلحة ومعدات عسكرية بقيمة 1.83مليار دولار.
وتزعم أمريكا أن بيع الاسلحة والمعدات العسكرية لتايوان سياسة ثابتة تأتي على أساس التقدير لاحتياجات ومطالب تايوان الدفاعية، وتهدف الى ضمان القدرة الدفاعية الكافية بتايوان. ولكن في الوقت نفسه، اكدت امريكا ان موقفها فى سياسة صين واحدة لن يتغير، وقرار بيع الاسلحة ليس جديدا، وتعتقد ان هذا القرار لن يؤثر سلبا على العلاقات الصينية الامريكية، وأعربت عن استعدادها لإقامة علاقات ثنائية مع الصين اكثر شفافية وفعالية.
ويمكن ان نرى من الموقف الامريكي انها تعلم جيدا حساسية مبيعات الاسلحة لتايوان، وأن قضية تايوان كانت دائما القضية الاساسية التي تعيق تطبيع العلاقات بين الصين وأمريكا. وفي اطار عملية تطوير العلاقات الصينية الامريكية، تعارض الصين بشدة التدخل الامريكي في الشؤون الداخلية الصينية من خلال قضية تايوان، كما ان معارضة الصين لبيع امريكا الاسلحة لتايوان واضحة.
كما لا ينبغي على امريكا ان تنسى التوافق الاساسي الذي توصلت اليه الصين وأمريكا بشأن قضية تايوان. وأن البيانات الثلاث المشتركة بين البلدين جميعها جسدت مبدأ " صين واحدة". وتعهد الجانب الامريكي في البيان الصينى-الامريكى المشترك فى (17.8) أنها لا تسعى لسياسة بيع الأسلحة الى تايوان لفترة طويلة، وستقلل بيع الاسلحة الى تايوان تدريجيا حتى وقفها. ومع ذلك، اصبحت مبيعات الاسلحة الى تايوان مشكلة تزعج العلاقات الصينية الامريكية على المدى الطويل.
تعد هذه أول صفقة أسلحة تعتزم ادارة اوباما بيعها لتايوان بعد أربع سنوات، وتأتي نتيجة الضغوطات التي تمارسها جماعات المصالح داخل امريكا. و قد تعودت "لجنة مراجعة العلاقات الاقتصادية والأمنية الأمريكية- الصينية" أن تصف في التقرير الذي تقدمه الى الكونغرس التهديد الصيني، و تطالب من الحكومة الامريكية مساعدة تايوان لتعزيز القوات العسكرية. كما دعى بعض اعضاء الكونغرس لبيع الاسلحة الى تايوان، حتى ان البعض اقترح تطبيع قضية بيع الأسلحة الى تايوان.
مهما كان العذر الأمريكي، فإن بيع الأسلحة الى تايوان له تأثير سلبي. ففي السنوات الاخيرة، حققت العلاقات الصينية الامريكية تقدما هاما، وتبادل الزعيمان زيارة، لتعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة، والتعاون العملي والتواصل والتنسيق. ويعمل البلدين معا لبناء علاقات جديدة بين القوى الكبرى. وأن مبيعات الاسلحة الى تايوان يلحق ضررا بالغا بالسيادة الصينية والمصالح الأمنية الصينية، و يلحق الضرر ايضا بالعلاقات الصينية امريكة وفي اهم مجالات التعاون الثنائي. وفي الوقت نفسه، تعرقل مبيعات الاسلحة الى تايوان العلاقات عبر المضيق ايضا. وقد عقد زعيما الصين وتايوان في الشهر الماضي لقاءا تاريخيا لأول مرة، وتأكيد الجانبين تمسكهما بـ"توافق 1992" وتعزيز التنمية المستقرة للعلاقات بين المضيق. ولكن، مبيعات الاسلحة الى تايوان سوف لن يكون قادرة على الحفاظ على الاستقرار ، وإنما سوف تحركه عكس التيار الذي قد يؤثر سلبا على شعبي المضيق.
تعلم أمريكا جيدا انه من المستحيل ان تتسامح الصين في هذه القضية. ويعتبر الموقف الصيني واضحا: لا يمكن لأحد أن يحرّك عزم الصين حكومة وشعبا للدفاع عن تكامل السيادة الوطنية والسلامة الاقليمية ومعارضة للتدخل الخارجي. وردت الصين بسرعة، وقررت اتخاذ التدابير اللازمة بما في ذلك تنفيذ العقوبات الاقتصادية على الشركات الامريكية التي تبيع الاسلحة لتايوان. وستكون مثل هذه العقوبات " ضربة دقيقة" مباشرة للشركات ذات الصلة ولا تضر بالأبرياء.
يجب على امريكا ان تستيقظ وتعرف ان السائد اليوم هو السلام والتنمية في العالم، وأن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى خطوة تخالف الاتجاه، وسوف تجد من يعارضها بشدة. ولن تنطبق هذه الحقيقة فقط على مبيعات الاسلحة لتايوان، وإنما طريقة التعامل لجميع البلدان ايضا. يقوم اوباما بلعبة " بيع الاسلحة قبيل انتهاء ولايته "، أغضب الصين ، وأجرح امريكا ، وامريكا وحدها تتحمل النتائج السلبية.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn