بكين 25 ديسمبر 2015 / أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي يقوم حاليا بزيارة إلى الصين أن محادثاته أمس الخميس مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي كانت مثمرة وبناءة، مؤكدا على أن وجهات نظر سوريا والصين متقاربة للغاية تجاه أمرين وهما جهود مكافحة الإرهاب والحل السياسي للأزمة في سوريا.
وذكر وزير الخارجية السوري خلال مقابلة حصرية أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) ظهر اليوم (الجمعة) أن الجانبين السوري والصيني اتفقا على ضرورة تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بتجفيف منابع الإرهاب ليكون ذلك عاملا أساسيا في تحقيق التقدم في التسوية السياسية، مشيدا بالمساهمة الصينية في إنتاج قراري مجلس الأمن رقمي 2253 و2254 وواصفا إياها بـ"مساهمة فاعلة" لكون الصين عضوا دائما بمجلس الأمن.
وأضاف أن بلاده تنظر إلى هذين القرارين بشكل مترابط، أي أنه "من أجل القضاء على الإرهاب لابد من تجفيف منابعه"، موضحا أن "الإرهاب هو سبب الأزمة في سوريا. وأن الاتفاق على السير في المسارين معا، أي مكافحة الإرهاب والحل السياسي بشكل متواز، أمر مريح للشعب السوري ويحقق طموحاته".
وحول إعلان الجانب الصيني خلال الاجتماع الوزاري الثالث للمجموعة الدولية لدعم سوريا، الذي عقد في نيويورك مؤخرا، عن عزمه توجيه دعوة لممثلى الحكومة والمعارضة السورية لزيارة الصين، قال المعلم إن هذه الخطوة تنبع من رغبة الصين في أن تسهم وتلعب دورا أساسيا في تحقيق التسوية للأزمة السورية.
وأعرب المعلم عن اعتقاده بأن الوعي الدولي بمخاطر الإرهاب وداعش تأخر كثيرا، حيث ظلت سوريا تعاني من هذا الإرهاب وحدها طيلة خمس سنوات، مضيفا أنه بعدما انتشر الإرهاب وضرب بعض العواصم وخاصة باريس، وكذا مدينة لوس أنجليس وولاية كاليفورنيا، اشتد الوعي الدولي تجاه مخاطر الإرهاب. وإن "هذا الوعي الدولي ينطلق من أن الإرهاب لا وطن له ولا حدود، وسيساعد إذا كان صادقا وأثبت فعالية في تجفيف منابع الإرهاب".
وفيما يتعلق بالضربات الجوية الروسية في سوريا، قال الوزير أن العمل العسكري الروسي استطاع منذ أن بدأ في 30 أيلول/سبتمبر الماضي تدمير المئات بل الآلاف من المواقع الإرهابية، وأنجز الجانب الروسي خلال هذه الفترة الوجيزة أكثر من خمس أضعاف ما أنجزه التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة طيلة 18 شهرا، مشيرا إلى أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ليس صادقا في نواياه تجاه مكافحة داعش.
وحول حادث إسقاط تركيا لطائرة حربية روسية الذي وقع في نوفمبر الماضي وتأثيره على القضية السورية، قال المعلم إنه "كان عدوانا واضحا من قبل الجانب التركي على السيادة السورية أولا وعلى الطائرة الروسية ثانيا، لأن الطائرة الروسية ضربت في الأراضي السورية"، مضيفا أن الحادث لن يؤدي إلى تعقيد الوضع في سوريا، فقد تبين عقب الحادث أن الرئيس الروسي أكثر تصميما على مكافحة الإرهاب وسوريا أكثر تصميما على مواصلة جهودها في مكافحة الإرهاب ، فيما صارت تركيا أكثر عزلة.
أما عن قضية اللاجئين السوريين، فأعرب المعلم عن أسف سوريا تجاه كل مواطن سوري غادر وطنه باتجاه أوروبا. وإن هذه المشكلة في الواقع سببها أولا أخطاء سياسات الاتحاد الأوروبي تجاه الأزمة في سوريا. وأضاف "كما أن السبب المباشر لهذه الأزمة هو تركيا التي تسهل عبر شركات موجودة داخلها سفر هؤلاء المواطنين بحرا وغرق عدد منهم في البحر في اتجاه اليونان"، مؤكدا على أن المشكلة الأساسية لم تعالج من جذورها.
وفي الختام، شدد وزير الخارجية السوري وليد المعلم على أهمية إقامة ائتلاف دولي وإقليمي لمكافحة الإرهاب، قائلا إن "الدول التي تنضم لمثل هذا التحالف إنما تدافع عن نفسها، لأن الإرهابيين في سوريا جاءوا من مائة دولة. وإن الجهد الذي سيبذل لمكافحة الإرهاب في إطار هذا التحالف الدولي سيؤدى إلى نتائج، وعندئذ يمكن القول إننا تمكنا من خلال مساع إقليمية ودولية من القضاء على الإرهاب".
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn