بكين 28 أبريل 2016/ اقترح الرئيس الصينى شي جين بينع اليوم (الخميس) على الدول الآسيوية استكشاف منهج جديد للتعاون الامنى الاقليمى، بحيث يعكس احتياجات الدول الآسيوية.
قدم شي هذا الاقتراح خلال خطابه فى المراسم لاافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية الخامس لمؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة فى آسيا.
تم تأسيس المؤتمر في عام 1992 كمنتدى لحوار وتشاور حول القضايا الأمنية فى آسيا. ويضم المؤتمر 26 دولة عضو و 12 دولة ومنظمة دولية كمراقبين.
وخلال قمة المؤتمر فى شانغهاي 2014، قدم شي رؤية حول الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام فى آسيا، كما اقترح تأسيس إطار تعاون أمنى إقليمي جديد يعتمد على المؤتمر.
ومر عامان على مؤتمر 2014، ودعا الرئيس المشاركين إلى المضي قدما وجعل رؤية نمط حوكمة امنية بسمات آسيوية حقيقة.
الطريق إلى هيكل أمني شامل
قال شي إن كافة الدول الآسيوية تثمن الاحترام المتبادل وبناء التوافق والتكيف مع المستويات الخاصة بكل منها، داعيا الدول الآسيوية إلى التمسك بهذه المبادىء.
وقال الرئيس إن بعض أجزاء القارة لا تزال تعاني من الاضطرابات والصراعات الناتجة عن التهديات الأمنية التقليدية وغير التقليدية.
وذكر "وجود آسيا مستقرة ونامية شيء جيد وهام، ووجود آسيا مضطربة ومتدهورة ما هي الا مشكلة للعالم"، مشيرا إلى ان تعاونا أمنيا إقليميا أوثق أصبح شيئا ماسا أكثر من أي وقت مضى.
وقال قاو تسو قوي، نائب مدير معهد الدراسات الاستراتيجية الدولية التابع لمدرسة الحزب للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى "تفتقر آسيا إلى الهيكل الأمنى الشامل الذى يغطي القارة بكاملها."
وأضاف ان المؤتمر يوفر منصة للدول الآسيوية لمناقشة امكانية اقامة مثل هذا الاطار.
وقال روان تسونغ تسه، نائب رئيس معهد الصين للدراسات الدولية، إن الهيكل الأمني الرئيسي فى آسيا اليوم نظام تحالف تقوده الولايات المتحدة قسم آسيا إلى معسكرين: حلفاء الولايات المتحدة وغير حلفاء للولايات المتحدة.
وأضاف روان "إنه إطار امني منقسم ومجموع صفري."
وقال شي خلال القمة أنه لا يمكن العيش فى القرن ال21 بأفكار بالية، وأنه لا يمكن لأية دولة أن تسعى نحو ضمان أمن نفسها على حساب باقي الدول.
وأضاف ان آسيا تضم شعوبا وديانات وثقافات مختلفة، كما تختلف الدول الاسيوية فى الانظمة الاجتماعية وطرق التنمية ومستويات التنمية الاقتصادية.
وتابع شى "ان مفاهيمنا ومخاوفنا فيما يخض القضايا الأمنية قد لا تكون واحدة على الدوام"، مقترحا ان تسرع الدول الأسيوية من وتيرة التبادلات والاتصالات من أجل خلق بيئة خصبة لتأسيس حوكمة أمنية إقليمية.
وحث الرئيس اعضاء المؤتمر على الاستمرار فى الطريق نحو مجتمع مصير مشترك آسيوي وتنمية نمط جديد من الشراكة متبادلة النفع وتعميق التعاون الامني وبناء الثقة.
كما اقترح ان يستخدم أعضاء المؤتمر التنوع فى آسيا لزيادة جهود استكشاف التبادلات والتعلم المتبادل.
وقال إنه يتعين على أعضاء المؤتمر الفهم المتبادل والتكيف المتبادل والتسوية السلمية للنزاعات عبر الحوار والتشاور.
وقال شي إن البناء الأمني الآسيوي يجب أن يتناسب مع الظروف الاقليمية.
من جانبهم، أشاد المشاركون فى المؤتمر بمقترحات شي.
واتفق المشاركون على أنه يجب على كافة الأطراف المعنية الاستخدام الجيد لالية المؤتمر والتنفيذ الرؤية الخاصة بالأمن الآسيوي وتعزيز الحوار والتعاون والتعامل بشكل مشترك مع التحديات الأمنية المختلفة من أجل حماية العالم والسلام والأمن الاقليميين.
نقاط أمنية ساخنة فى آسيا
غطى خطاب شي في المؤتمر القضية النووية فى شبه الجزيرة الكورية وكذا الوضع فى بحر الصين الجنوبي.
وفيما يخص القضية النووية، أعاد شي التأكيد على التزام الصين الكامل بقرارات مجلس الأمن وعلى التزام الصين بنزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية وتوفير السلام والاستقرار فى شبه الجزيرة وحل القضايا من خلال الحوار والمفاوضات.
وقال شي "لكون الصين جارة قريبة لشبه الجزيرة الكورية، لن نسمح بالحرب أو الفوضى فى شبه الجزيرة، الأمر الذى لن يكون فى مصلحة أي طرف."
وحث شي كافة الاطراف على ممارسة ضبط النفس وتجنب الاستفزاز المتبادل وتصعيد التوتر وبذل الجهود المشتركة لاعادة القضية النووية مرة أخرى إلى الحوار والمفاوضات فى أقرب وقت ممكن، وعلى العمل نحو السلام والأمن فى شمال شرق آسيا.
وقال الرئيس إن الصين ملتزمة بالحفاظ على السلام والاستقرار فى بحر الصين الجنوبي، كما كانت دائما. وأن الصين ستقف بحزم لحماية سيادتها وحقوقها ومصالحها فى بحر الصين الجنوبي، وستبقى على التزامها بحل النزاعات بالطرق السلمية من خلال التشاور والتفاوض مع الدول المعنية بالأمر بشكل مباشر.
وأضاف شي ان الصين ستعمل مع دول جنوب شرق آسيا على جعل بحر الصين الجنوبي بحر سلام وصداقة وتعاون.
من ناحية أخرى، قال وزير خارجية بيلاروس فلاديمير ماكي اليوم (الخميس) إن بلاده تعارض تدويل قضية بحر الصين الجنوبي وتعارض أية ضغوط تُمارَس على الأطراف المعنية بالأمر بشكل مباشر.
من جانبه، اتفق سارتاج عزيز مستشار رئيس الوزراء الباكستانى للشئون الخارجية على ان نزاعات بحر الصين الجنوبي يجب حلها بشكل سلمى من خلال المفاوضات بين الأطراف المعنية بالأمر بشكل مباشر بناءً على إعلان سلوك الأطراف فى بحر الصين الجنوبي.
كما تناول شي عددا من الصراعات الدولية ونقاط الأزمات، داعيا إلى دعم إعادة إعمار أفغانستان. وقال إن الصين ستلعب دورا بناء فى عملية اسطنبول بشأن أفغانستان.
وأوضح شي ان الصين تدعم عملية مصالحة سياسية شاملة "تقودها أفغانستان وتملكها أفغانستان"، وأن الصين مستعدة لتقديم المساعدة.
وأضاف ان الصين تدعم التسوية السلمية لكل من الأزمة السورية والقضية الفلسطينية الاسرائيلية من خلال التفاوض السياسي وستستمر فى ذلك.
وتابع شي ان الصين لعبت دورا بناء فى توقيع اتفاقية شاملة حول القضية النووية الايرانية وستستمر فى التعامل مع كافة الاطراف.
سياسة خارجية سلمية
فى خطابه، أعاد شى التأكيد على التزام الصين بسياسة خارجية تقوم على السلام.
وقال شي إن الصين اقترحت وتولت القيادة فى ممارسة منهج آسيوى جديد للأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام.
وأضاف شي ان الصين تتمسك بشدة باتباع طريق التنمية السلمية وبالحفاظ على النظام الدولى من خلال أهداف ومبادىء ميثاق الأمم المتحدة وجوهره وتعزيز نوع جديد من العلاقات الدولية القائمة على التعاون القائم على المنفعة المتبادلة وبناء مجتمع مستقبل مشترك للجميع.
وتابع شي انه منذ تولت الصين رئاسة المؤتمر فى عام 2014، فأنها أدت واجباتها بجدية وسعت إلى تعزيز الحوار والتعاون عبر القارة.
وقال شي إن الصين ستستمر فى تولى رئاسة المؤتمر للعامين القادمين، وان الصين ستعمل مع الأطراف الأخرى لتعزيز دور المؤتمر فى شئون الأمن والتنمية على المستوى الاقليمي.
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي ان مقترحات شي الجديدة ستسهم فى تنمية المؤتمر وستلعب دورا ايجابيا وبناء فى تعميق حوار الأمن والتعاون فى آسيا وحماية السلام والأمن والاستقرار فى المنطقة.